د. أحمد طه: 7.2 مليون مريض بـ«السكرى» فى مصر

كتب: نورهان السبحى

د. أحمد طه: 7.2 مليون مريض بـ«السكرى» فى مصر

د. أحمد طه: 7.2 مليون مريض بـ«السكرى» فى مصر

أمراض القلب والأوعية الدموية من أكثر الأمراض انتشاراً فى مصر، وعلى مستوى العالم، ومضاعفات تلك الأمراض خطيرة جداً ويمكن أن تؤدى إلى الوفاة، وأحياناً، تنتج الإصابة بتلك الأمراض من الإصابة بأمراض أخرى لا يلتفت إليها، وتخصص الأوعية الدموية كباقى التخصصات الطبية يشهد تطوراً كبيراً من شأنه أن يخدم المرضى فى علاجهم، ويرصد الدكتور أحمد طه، أستاذ جراحة الأوعية الدموية والقسطرة التداخلية بكلية طب قصر العينى، ورئيس قسم الأوعية الدموية بالمعهد القومى للسكر، فى حواره لـ«الوطن»، أهم ما توصل إليه العلم فى علاج أمراض الأوعية الدموية، ومضاعفات تلك الأمراض، ومرض القدم السكرى وطرق الوقاية منه. ■ ما الجديد فى جراحة القلب والأوعية الدموية؟ - تخصص جراحة الأوعية الدموية مثله مثل كثير من التخصصات الطبية، يشهد كل يوم جديداً فى الأساليب العلاجية التى تعود بالنفع على المريض، فعلى سبيل المثال منذ 10 سنوات، كان علاج الانسداد الشريانى أو تصلب الشرايين من خلال توسيع الشرايين بفتحات كبيرة، حيث تنشأ وصلة دم لمنطقة ما قبل الانسداد لمنطقة ما بعد الانسداد، أما الآن فتوجد القسطرة العلاجية التى توسع الشرايين دون تدخل جراحة، بالبالونات، والدعامات المثبتة فى القساطر، وهى أنابيب رقيقة جداً ورفيعة قطرها مللى واحد، قد تصل إلى 2 أو 4 مللى على الحد الأقصى، ولتوسيع الشريان الأورطى أو أى من شرايين القلب الرئيسية المهمة، تستخدم أحجام أكثر تدخل الجسم عن طريق سلك مرشد إلى المكان المراد توسيعه بالبالونة المثبتة فى نهاية القسطرة الفارغة.[FirstQuote] ■ ما مميزات القسطرة العلاجية؟ - القسطرة لها فوائد ومميزات عديدة، من أبرزها، أن مدة إجرائها قصيرة جداً بالمقارنة بمدة إجراء العمليات الجراحية، كما أن المريض يستطيع الخروج من المستشفى فى اليوم التالى، والأهم من ذلك أنه فى أحيان كثيرة يستخدم تخدير موضعى وليس كلياً، الأمر الذى يقى من الكثير من مضاعفات التخدير الذى أحياناً ما يضر بعض المرضى المصابين بأمراض أخرى بخلاف أمراض القلب، كما أن المريض يكون مستيقظاً، هذا بالإضافة إلى أن خامات القسطرة تطورت بشكل كبير جداً، حيث إنها الأن أصبحت أكثر أماناً، وقدرة على التعامل مع الجسم وأكثر نجاحاً فى اختراق الانسداد الشريانى، وأن نسبة نجاحها عالية جداً، نتيجة التكنولوجيا الحديثة المستخدمة، كما أنه نظراً لاستخدام البنج الموضعى، فتتم الوقاية إذن من فقدان الدم أو حدوث التهاب، ونتيجة عدم وجود جرح لا يحدث صديد، ومزاياها أيضاً تفوق نتائج الجراحة، حيث إن نسبة الفشل لا تتعدى الـ3% حيث إنها تجعل الجراحة الحل الأخير، ولكنها لا تلغى دور الجراحة، أى إنه إذا أجريت القسطرة ولم تنجح فهى إذن لا تعوق إجراء الجراحة. ■ ما مدى انتشار مرض السكر ومدى تأثيره على القلب والأوعية الدموية؟ - مرض السكر من أكثر الأمراض انتشاراً فى مصر وفى العالم، فطبقاً لإحصائية أجريت عام ٢٠١٣، فإن عدد المرضى المصابين بالسكر، وصل إلى 7.2 مليون مريض فى مصر، ما يعادل 11% من نسبة البالغين فى مصر، كما قدر أن مصر فى المرتبة التاسعة على العالم فى نسبة الإصابة بمرض السكر، ويعد القدم السكرى أكبر سبب يؤدى دخول مريض السكر إلى المستشفى وتنويمه، فهو أهم مضاعفات مرض السكر التى تؤدى بالمريض إلى تنويمه قبل غيبوبة السكر، وطبقا لإحصائية لمجلة «لانسيت» العالمية فإنه كل 20 ثانية يفقد رجل على مستوى العالم ساقه نتيجة القدم السكرى. ■ ما القدم السكرى؟ - القدم السكرى تعرف بأنها أى مشكلة تحدث فى القدم أو أى التهاب أو أى شكوى يشكو منها مريض السكر حتى وإن كانت بسيطة أو أى احمرار. ■ ما أسباب الإصابة بالقدم السكرى؟ - توجد عوامل متداخلة، فارتفاع مستوى السكر فى الأنسجة يؤدى إلى تشكيل تربة خصبة لنمو البكتريا، وتكاثرها، ومرضى السكر يعانون من ضعف الإحساس فى القدم، حيث إن التهاب الأعصاب الناتج عن مرض السكر يتسبب فى حدوث اعوجاج فى القدم وتشوه فى شكل القدم، بحيث تفقد القدم الإحساس لدرجة أنه يمكن أن يدخل مثلاً مسمار بها أو أى شىء ضار دون أن يشعر المريض، وهناك أمر مهم أيضاً ألا وهو أن ارتداء مرضى السكر لحذاء ضيق يمكن جداً أن يسبب قرحة، وهى بوابة الميكروب إلى أنسجة القدم وهى الأنسجة التى هى فى الأصل مليئة بنسبة عالية من السكر، وإذا دخل لها ميكروب فإنه يتكاثر بسرعة جداً ومن ثم تمتلئ القدم بالميكروبات مسببة صديداً يأكل الأنسجة. ويعانى مريض السكر من ضعف الجهاز المناعى الذى يقى من تكاثر الميكروبات، ذلك لأن مريض السكر لديه انسداد فى الشرايين، وضيق الشريان يمنع تدفق الدم المحمل بالغذاء والأكسجين الذى يكون مناعة تحمى الجسم من تكاثر البكتريا. ومشكلة مريض السكر أنه مصاب بالتهاب الأعصاب وفقدان الشعور فى القدم وبذلك فمن الممكن أن يصاب المريض بأى جرح صغير دون أن يشعر، وبالتالى تُفتح البوابة لدخول البكتريا، لأن أنسجة السكر تربة خصبة لنمو البكتريا وتكاثرها. ■ ما مضاعفات القدم السكرى إذا تُرك دون علاج؟ - مضاعفات القدم السكرى خطيرة جداً ويجب مراعاتها، حيث إنه يمكن أن يفقد المريض جزءاً من القدم أو القدم كلها أو حياته إذا أهمل علاج القدم السكرى.[SecondQuote] ■ بم تنصح مرضى السكر من أجل الوقاية من مضاعفات القدم السكرى؟ - مراقبة أقدامهم، فعند ملاحظة أى شىء غريب فى القدم أو حدوث أى شكوى ما يجب استشارة الطبيب فوراً حتى لا يصاب المريض بأى مضاعفات قد تتطور سريعاً، ويجب الاهتمام بغسل القدمين يومياً وبانتظام ثم تجفيف القدمين جيداً بين الأصابع لمنع حدوث أى فطريات، فعندما تكون مبللة ثم يتم ارتداء الجوارب تحدث فطريات، والعرق بين الأصابع أيضاً يتسبب فى حدوث الفطريات، فضلاً عن التراب، وهناك شىء بسيط آخر ولكنه مهم للغاية ألا وهو تقليم أظافر القدم وإزالة الزوائد الجديدة، حيث إنه يجب أن يتم ذلك بعناية تامة للوقاية من حدوث أى جرح نتيجة التقليم الحاد للأظافر الذى أحيانا ما يحدث، وذلك لأن أى جرح يحدث يتسبب أيضاً فى حدوث ميكروبات ■ ما طرق الوقاية من الإصابة بالقدم السكرى؟ - يجب ضبط مستوى السكر فى الدم، حتى لا تتكاثر نسبة السكر فى أنسجة القدم، كما يجب المتابعة المنتظمة مع الطبيب وتحسين الدورة الدموية من خلال المتابعة أيضاً مع طبيب متخصص فى الأوعية الدموية، ومن الأمور المهمة أيضاً ممارسة الرياضة على الأقل 3 أيام فى الأسبوع لمدة 30 دقيقة، والابتعاد عن تناول الأغذية المحفوظة والمعلبة والمليئة بالدهون والـ«فاست فوود» لأن كل هذه الأطعمة ترفع من نسبة الكوليسترول فى الدم وبالتالى تزيد احتمالية الإصابة بالسكر. ■ ماذا عن التدخين، هل يمكن أن يكون عاملاً فى الإصابة بالقدم السكرى؟ - التدخين يضر عموماً بالأوعية للدموية، وقد يكون عاملاً مساعداً فى الإصابة بالتصلب المبكر للشرايين لأنه يساعد على ترسب الدهنيات فى الشرايين.