عالم المصريات: «رمسيس» أصيب بتصلب شرايين.. و«حتشبسوت» كانت بدينة ومريضة سرطان

عالم المصريات: «رمسيس» أصيب بتصلب شرايين.. و«حتشبسوت» كانت بدينة ومريضة سرطان
أكد الدكتور زاهى حواس، عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، أن دراسة المومياوات وأساليب التحنيط حلت الكثير من ألغاز التاريخ وأضاءت دروبه المظلمة، وستشكل إعادة تطبيق النظريات التى أثبتتها ثورة فى طب التجميل.
وقال «حواس» فى حواره لـ«الوطن» أن «سن» من أسنان الملكة حتشبسوت كان وراء الكشف عن المومياء الخاصة بها، وإثبات براءة تحتمس الثالث من دمها، وخصلة شعر وفحص «DNA» كانا وراء الكشف عن مومياء الملكة «تى» التى لا تزال لغزاً نعمل على فك رموزه، وكان آخر الاكتشافات أنها وزوجها أول من دعوا إلى التوحيد.
وإلى نص الحوار:
أمضيتم سنوات فى دراسة المومياوات.. ما أهم المفاجآت التى كشفت عنها تلك الدراسات؟ وما أوجه الاستفادة منها؟
- استطعنا حل ألغاز تاريخية وإضاءة دروب مظلمة عديدة، فقد عرفنا تسلسل الأمراض عند المصرى القديم، وأن رمسيس الثانى كان يعانى من تصلب الشرايين وأمراض المفاصل، وسقنن رع تعرض للأسر قبل موته، كما عرفنا أسباب موته وصححنا مغالطات تاريخية فى هذا الشأن، وعرفنا عن علوم التحنيط ومركبات المحنطين وعمليات تجميل دقيقة كانت تعد المصرى القديم لعالم الخلود، والتى نستطيع فى العصر الحديث إعادة تطبيقها للوصول لمركبات قد تشكل ثورة فى عالم طب التجميل.
وكان الكشف الأهم عثورنا على مومياء الملكة القوية «حتشبسوت» بعد رحلة بحث بين عدد من المومياوات المجهولة بالمتحف المصرى، وكان اكتشافها مفاجأة بكل المقاييس، خاصة أن تلك المومياء التى عُثر عليها بمقبرة مرضعتها ظلت مجهولة الهوية حتى بدأنا البحث، وكان طرف الخيط وضعية التحنيط، حيث كان من المعروف أن الكهنة يحنطون المومياوات الملكية ومومياوات الأميرات بوضع اليد على الصدر، وكانت تلك المومياء محنطة بتلك الوضعية، فاستنتجنا أنها لملكة أو أميرة وفحصناها لنجد أنها فقدت أحد أسنانها، وفى نفس الوقت وجدنا بالمقبرة «إناء كانوبى» وهى الأوانى التى كانت تحفظ الأحشاء بعد تفريغ الكهنة للأجساد التى تم تحنيطها، وعثرنا داخل تلك الآنية التى حملت اسم «حتشبسوت» على السن المفقود وبمطابقته بالمومياء وجدنا أنه يرجع لها، وبفضل هذا السن عثرنا على الملكة وغيرنا فى كثير من المسلمات التاريخية ونظريات علماء المصريات، وبرأنا تحتمس الثالث من دماء زوجة أبيه «حتشبسوت» طبقاً للنظريات التى كانت تقول إنه قتلها وأزال اسمها من المعابد والآثار، وهو أمر غير صحيح تماماً، ففحص المومياء كشف أنها كانت بدينة وتعانى من مرض السرطان ولم تمت مقتولة.
من أهم الاكتشافات كان العثور على مومياء الملكة «تى».. كيف تحققتم من شخصيتها؟
- استطعنا من خلال فحص الحامض النووى «DNA» التحقق من تلك المومياء التى عثر عليها فى خبيئة مقبرة «أمنحتب الثانى» والتى ضمت فيما ضمت 3 مومياوات مجهولة أُطلق عليها مومياء السيدة الكبيرة والسيدة الصغيرة ومومياء الطفل، وكانت بداية القصة عندما كان عالم المصريات الفرنسى فيكتور لوريه يستجم فى أسوان، حينما وصلته برقية من مساعده يوسف أفندى مفتش آثار وادى الملوك بالأقصر تدعوه للعودة فوراً إلى الأقصر نظراً لكشفهم مدخل مقبرة جديدة فى البر الغربى، حدث هذا فى شتاء 1898م، وما كشفت عنه حفائر فيكتور لوريه لم يكن فقط مقبرة ملكية وهى مقبرة الملك أمنحتب الثانى، ولكن أيضاً خبيئة مومياوات تضم 11 مومياء لملوك وملكات وأميرات من فراعنة الدولة الحديثة، وبينها السيدة الكبيرة ذات الشعر المجعد بغرفة جانبية بلا تابوت، وحين تم العثور على مقبرة «توت عنخ آمون» وجد كارتر توابيت مصغرة تحوى خصلة شعر وتحمل اسم الملكة «تى»، وبمطابقة خصلة الشعر بالمومياء تطابقتا، وظل الأمر موضع شك حتى 2010 حين قمنا بعمل تحليل الحمض النووى للمومياء ومطابقتها مع تحليل والديها «يويا وتويا»، المعروف تاريخياً نسبها لهما، وتم التيقن بأنها الملكة «تى»، كما اكتشفنا أنها أم «إخناتون» واكتشفنا مومياءه الموجودة بالمتحف المصرى بالتحرير، على عكس الشائع من أن كهنة آمون دمروا مومياء أخناتون حتى لا يرد ذكره.
بالحديث عن أخناتون.. كشفتم عن حدث عالمى هام غيّر الكثير من النظريات مؤخراً فى مدينة «صعود آتون» بالبر الغربى بالأقصر.. هل هناك مزيد من المفاجآت فى هذا الإطار؟
- أكد هذا الكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن أخناتون لم يكن هو أول الداعين لديانة «آتون»، لكن كان والده الملك أمنحتب الثالث وزوجته المحببة الملكة «تى» وكانا من القوة بأن استطاعا فرض الديانة الجديدة على كهنة آمون، لذا نجد اسم آتون ظاهراً بقوة بهذا الكشف على العديد من الآثار فى عهده، لكن بعد موت أمنحتب وتولى أخناتون لم يستطع الصمود لذا هرب بعاصمته لتل العمارنة.