ريحة بيوت مصر في مصغرات بأيد مغربية: شوال البصل بالمطبخ وكنبة الشباك

كتب: محمد أباظة

ريحة بيوت مصر في مصغرات بأيد مغربية: شوال البصل بالمطبخ وكنبة الشباك

ريحة بيوت مصر في مصغرات بأيد مغربية: شوال البصل بالمطبخ وكنبة الشباك

حبها للتراث المصري جعلها تهتم بتعلم فن المصغرات وتتقنه للتعبير عما بداخل البيوت المصرية بتفاصيلها الأصيلة، على الرغم من كونها مغربية الجنسية، ولم تعش في مصر سوى من 3 سنوات مع زوجها المصري، ومع ذلك استطاعت خديجة العسري التعبير عن التراث المصري بتفاصيل ومحتويات منازله في مصغرات لها مماثلة للواقع، لربط أبنائها المصريين بثقافتهم الأم.

التراث المصري يجذب «خديجة» لعمل المصغرات

عاشت «خديجة» مع زوجها المصري في لندن، ولكن لم يتسوها فن المصغرات هناك لأن كل قطعة فيه تكون جاهزة وتقوم هى بتركيبها فقط، وبعد مجيئها للإقامة في مصر عام 2019 بدأت في أعمال «الهاند ميد» بعجينة السيراميك بحسب حديثها مع «الوطن»: «ده اللي كان منتشر في مصر»، وبعد وقت قصير اشتركت في روشة «أونلاين» للمصغرات، وما لفت نظرها للورشة أنها عن التراث المصري والبيوت في الريف والنوبة: «القعدات البسيطة والطبلية ورحا الدقيق وتفاصيل المنازل من الداخل»، ما جعلها تشترك وتبدأ في رحلتها الخاصة. 

طريقة «خديجة» لمعرفة تفاصيل البيوت المصرية 

تعلمت «خديجة» في ورشة عبير سعد الدين للمصغرات، استخدام الخشب وتنسيق الألوان وتحديد المقاسات والنسب والتناسب للإكسسوارات داخل النموذج المصغر، حسبما ذكرت، ومن بعدها أصبح لديها أكثر من طريقة لتزويد خيالها بالصور والشماهد للتراث المصري لكي تنفذه في مصغراتها، منها البحث على الإنترت، وسؤال المواطنين في هذه الأماكن عن ألوان الحوائط والإكسسوارات داخل البيوت الريفية: «شكل القعدة والمصطبة»، وكذلك التركيز في تفاصيل الشوارع على عمدان النور والحوائط: «بركز طول ما أنا ماشية في الشارع».

أدوات «خديجة» في تصميم المصغرات

عرفت «خديجة» الكثير عن تفاصيل التراث المصري والمنازل البسيطة به، خلال عملها بتنفيذ المصغرات منها طريقة تقديم الأكل وشكل الأفران والعفش والإكسسوارات والقعدة: «عرفت اسم الكنبة الاسطنبولي وإنها لازم تكون جنب الشباك»، وتستخدم في تنفيذ ذلك إعادة تدوير الأشياء القديمة، وأنواع معينة من الخشب لتصميم الآثاث، وعجينة السيراميك التي تصمم منها بعض تفاصيل البيوت منها «الزير، القلة، الأكل، وشوال البصل في المطبخ»، فضلا عن الخرز وأدوات الخياطة، وغطيان زجاجات الأدوية: «بعمل منها حلل وجرادل»، وكذلك أطباق «الفوم» تستخدمها في الأرضية وأسلاك سماعات الهواتف في توصيل الكهرباء.

توقيت تنفيذ القطعة الواحدة من مصغرات «خديجة»

دخلت الشابة المغربية العديد من المعارض بمصغراتها للتراث المصري وكذلك المغربي، منها في العراق وحصلت منها على شهادات تقدير لعملها المميز، ومعارض «أونلاين» على مستوى الوطن العربي صممت فيها الشارع المصري في رمضان «عربية الفول والسحور» واستوحتها من أغنية حسين الجسمي «رمضان في مصر حاجة تانية»، لافتًا إلى أنها ترفض بيع مصغراتها بسبب المجهور المبذول فيها: «ماتتقدرش بمال»، حيث يمكن أن تأخذ القطعة مجهود شهر ونصف.

أحلام «خديجة» بربط أبناء الجاليات العربية بتراث بلادهم بالمصغرات 

تقضي «خديجة» في ورشتها بمنزلها في الشيخ زايد بالجيزة من التاسعة مساءً إلى الخامسة صباحًا، حتى تصل النموذج المصغر إلى أقرب شكل مماثل للواقع، متمنية حين عودتها لإنجلترا أن تكمل عملها في مصغرات التراث لمختلف الدول العربية، لربط أبناء الجاليات هناك بثقافة بلادهم، مع توظيف المصغرات في أفلام الرسوم المتحركة؛ لتوعية الأطفال بتراث بلادهم.


مواضيع متعلقة