القدس بؤرة صراع «عربي- يهودي» جديد قد يؤجل الانتخابات الفلسطينية

كتب: سيد خميس

القدس بؤرة صراع «عربي- يهودي» جديد قد يؤجل الانتخابات الفلسطينية

القدس بؤرة صراع «عربي- يهودي» جديد قد يؤجل الانتخابات الفلسطينية

منذ بداية شهر رمضان الكريم، كانت مدينة القدس المحتلة بؤرة صراع عربي- يهودي جديد، حيث شهدت مدينة القدس مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي، وشبان مقدسيين، ومستوطنين من منظمة «لهافا» اليهودية اليمينية المتطرفة، إثر حالة غضب من الفلسطينيين من قيود رمضان التي يفرضها الاحتلال، ومسيرة متطرفين يهود تطالب بطرد العرب، وقد تدفع الأحداث في القدس إلى تأجيل الانتخابات الفلسطينية المزمع عقدها مايو المقبل.

وتجتمع القيادة الفلسطينية الأسبوع الجاري، لمناقشة تأجيل الانتخابات الفلسطينية، المزمع عقدها 22 مايو المقبل، إن لم تسمح إسرائيل بالتصويت في القدس الشرقية، حيث يستمر العنف منذ أيام، وقال محمد رئيس الوزراء الفلسطيني أشتية، في اجتماع وزاري عقد اليوم الاثنين، إن القيادة ستناقش الانتخابات الخميس، عندما يلتقي كل ممثلي الفصائل الرئيسية.

وفي اجتماع لمنظمة «فتح» الفلسطينية، عقد مساء أمس الأحد، وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» القدس بأنها «خط أحمر»، وقال إنه لن يقبل إجراء انتخابات عامة دون مشاركة كاملة من سكانها. ودعا المجتمع الدولي، إلى الضغط على إسرائيل، للسماح بإجراء الانتخابات في المدينة.

تفاصيل الاشتباكات في القدس المحتلة والصراع العربي اليهودي

بدأت أحداث العنف بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أول شهر رمضان الكريم، وتفاقمت الأحداث في القدس بعد انتشار تسجيلات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق «تيك توك»، تظهر يهودًا يعتدون على سكان من العرب، كما تظهر فلسطينيين يصفعون يهودا متدينين بشكل عشوائي، وبلغت ذروة الأحداث الأسبوع الماضي، في مواجهات امتدت لساعات طويلة، ونظمت مجموعة يهودية يمينية متطرفة، تعرف باسم «لاهافا» مسيرة لمئات المتظاهرين وهم يهتفون «أخرجوا العرب» نحو باب العامود.

وبموجب اتفاقيات سلام أبرمت في التسعينيات من القرن الماضي، يسمح لنحو ستة آلاف فلسطيني في القدس الشرقية بالتصويت من خلال مكاتب البريد الإسرائيلية، وهو ما يتطلب موافقة إسرائيل. أما بقية الفلسطينيين وهم نحو 150 ألف شخص في المدينة، فبإمكانهم الإدلاء بأصواتهم بالموافقة الإسرائيلية أو بدونها، وفقا للجنة الانتخابات الفلسطينية.

وتتصاعد التوترات في القدس، موطن الأماكن المقدسة، وتعد هي البؤرة الساخنة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، منذ أن احتلت إسرائيل، القدس الشرقية، في حرب عام 1967، وضمتها إليها في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي، فيما يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.

الاحتلال يقمع احتفالات الفلسطينيين في القدس

وشهدت ساحة باب العامود في القدس المحتلة أمس، احتفالات بعد تمكن الشبان العرب الفلسطينيين من إزالة السواتر الحديدية التي نصبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار 13 يوما، ومنعتهم من الجلوس والتواجد في المكان، وردد الشبان الهتافات للقدس والمسجد الأقصى وللمدن الفلسطينية، وأقام الشبان الصلاة وسط ساحات باب العامود، وذلك قبل أن تقمع قوات الاحتلال، احتفالات المقدسيين بإزالة السواتر الحديدية في منطقة باب العامود في القدس.

وقامت قوات الاحتلال الخاصة بمهاجمة احتفالات العشرات من الشبان، خلال رفع العلم الفلسطيني، واعتدت عليهم بالدفع وأجبرتهم على الخروج من المنطقة بالقوة، وصادرت الأعلام الفلسطينية منهم.

العالم يتضامن مع الفلسطينيين: مصر تدين والأردن يحذر

ومع تصاعد وتيرة الاشتباكات في القدس المحتلة، أعربت عدة دول، منها مصر والولايات المتحدة والأردن، عن قلقها من تصاعد العنف في القدس والانتهاكات التي ترتكب بحق الفلسطينيين.

وأدانت مصر أعمال العنف والتحريض التي شنتها مجموعات يهودية متطرفة مستهدفة الأشقاء الفلسطينيين من سُكان البلدة القديمة في القدس الشرقية، مما أسفر عن إصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين، وفقًا لبيان لوزارة الخارجية، كما أعربت مصر عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة الاعتداءات والأعمال الاستفزازية تجاه المقدسيين منذ بداية شهر رمضان المُعظم، مؤكّدةً ضرورة تحمل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، والكف عن كل ما من شأنه المساس بحق المصلين في الوصول بحرية إلى المسجد الأقصى، وكذلك وقف أي انتهاكات تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

وأعربت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في القدس. وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في تغريدة عبر تويتر: «نشعر بقلق عميق حيال تصاعد العنف في القدس».. مضيفا: «ندعو إلى الهدوء والوحدة ونحث السلطات على ضمان سلامة الجميع في القدس وأمنهم وحقوقهم».

فيما أدان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، السبت الماضي، ما وصفه بالهجمات العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية، داعيا إلى تحرك دولي لحمايتهم، وحذر إسرائيل من أن «القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار».


مواضيع متعلقة