لماذا ترك الإمام الشافعي العراق وجاء إلى مصر؟.. «علي جمعة» يوضح

لماذا ترك الإمام الشافعي العراق وجاء إلى مصر؟.. «علي جمعة» يوضح
تطرق الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لأسباب ترك الإمام الشافعي العراق، بعد أن استقر وأصبح وزيرًا لهاروان الرشيد.
وكان انتشر المذهب الشافعي في العراق هذه الفترة، حيث كانت المدارس الفقهية العلمية العظمى في العالم انقسمت إلى قسمين، الأول يسمى بأهل الرأي وأعلى من يمثلهم هم الحنفية في العراق، وقسم آخر يسمى بأهل الحديث وأعلى من يمثلهم هم الإمام مالك وجماعته في المدينة المنورة، وأهل الحديث كانت لديهم قضية التوثيق بالسند المتصل إلى منتهاه هو الأساس، ولذلك اهتموا بعلم الحديث والدراية والرواية، ولكن بالرأي اهتموا بتوليد الصور، والتصور المبدع، فالتصور المبدع كان يشغل فكر وعقل أصحاب الرأي.
عدم توافق أصحاب الحديث وأصحاب الرأي
وشرح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال لقاء ببرنامج «مصر أرض الصالحين»، المذاع على شاشة التلفزيون المصري، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل في شهر رمضان الكريم، أنّ أصحاب الحديث كانوا لا يتفقوا مع أصحاب الرأي لأن كلا منهما يعمل بقواعد مختلفة، إلى أن جاء الإمام الشافعي الذي جمع بين الإثنين ودرس لدى مدرسة الإمام مالك، واحتفى به الإمام مالك وشعر أنه صاحب شأن في هذا المقام، كما ذهب لعبدالرزاق الصمعان لاستكمال مدرسة الرواية والحديث والأثر، ثم بعد ذلك ذهب لمدرسة الرأي متمثلة في محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة.
40 شخصًا روى عن الإمام مالك
وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن المدرسة الثالثة كانت لليث بن سعد المصري وكان بينه وبين الإمام مالك مراسلات وهو ما يعني تساويهما بالمكانة، وكان أعلم من مالك إلا أن أصحابه ضيعوه ولم يؤسسوا له مدرسة تنقل لمن بعدهم، ولم يبذلو ما بذله الإمام مالك، مشيرًا إلى أن 40 شخصًا روى عن الإمام مالك، ومنهم محمد بن حسن الشيباني الحنفي أستاذ الشافعي، ومنهم الشافعي نفسه، ومنهم يحيى بن يحيى، فالإمام الشفاعي أراد أن يشرب من تلامذة الليث بن سعد فجاء إلى مصر، وهذا سبب وروده لمصر، حيث شعر أنه قد فهم واستوعب أسس أهل الحديث، وفهم واستوعب أسس أصحاب الرأي وأراد أن يتذوق مذاقًا آخر له نكهته وتقدمه الفكري، وهو مدرسة الليث بن سعد.