هل هناك عذاب ونعيم في القبور؟.. الدكتور علي جمعة يجيب:

هل هناك عذاب ونعيم في القبور؟.. الدكتور علي جمعة يجيب:
- دار الإفتاء المصرية
- علي جمعة
- هيئة كبار العلماء
- عذاب القبر
- نعيم القبر
- دار الإفتاء المصرية
- علي جمعة
- هيئة كبار العلماء
- عذاب القبر
- نعيم القبر
نشرت دار الإفتاء المصرية تقرير لها عبر موقعها الرسمي حول بيان الحكم الشرعي فيما يسمى بعذاب القبر ونعيمه.
وأجاب عن ذلك الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، حيث أكد أن عقيدة عذاب القبر ونعيمه حق؛ فقد أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عذاب القبر حق»، وهذا ثابت في الإسلام بأدلة متكاثرة.
منها قول الله عز وجل عن آل فرعون "وحاق بآل فرعون سوء العذاب • النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب"؛ أي إن العذاب السيئ يحيق بآل فرعون، وهو أنهم يعرضون على النار في قبورهم صباحا ومساء قبل قيام الساعة، وهي القيامة، فإذا قامت القيامة قيل لملائكة العذاب "أدخلوا آل فرعون أشد العذاب"، وهو عذاب النار الأليم.
وقال الله عز وجل عن الفاسقين الكافرين "ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون"، فقد ذكر المفسرون أن العذاب الأدنى -أي الأقرب أو الأقل- هو عذاب القبر، وأن العذاب الأكبر هو عذاب يوم القيامة، قال الله تعالى "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"، وقال أبو سعيد الخدري وعبدالله بن مسعود: "ضنكا: عذاب القبر".
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار» رواه الترمذي؛ فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أو حفرة من حفر النار» دليل على أن عذاب القبر ثابت.وروى زر بن حبيش عن علي رضي الله عنه قال: "كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت هذه السورة "ألهاكم التكاثر • حتى زرتم المقابر • كلا سوف تعلمون" يعني: في القبور".
أخرج الشيخان وابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «نعم، إنهم ليعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم» "مسند أحمد".
وأخرج الشيخان وابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر على قبرين، فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة»، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها بنصفين ثم غرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ فقال: «لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا».
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "يضيق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، وهو المعيشة الضنك"، وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أتدرون ما المعيشة الضنك»؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «عذاب الكافر في القبر، والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا، أتدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية، لكل حية تسعة أرؤس ينفخن في جسمه ويلسعنه ويخدشنه إلى يوم القيامة، ويحشر في قبره إلى موقفه أعمى».
ولقد أخرج أحمد والحاكم والترمذي في "نوادر الأصول"، والبيهقي في كتاب "عذاب القبر"، عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جنازة، فلما انتهينا إلى القبر قعد على شفته، فجعل يرد بصره فيه، ثم قال: «يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حمائله، ويملأ على الكافر نارا»، ثم قال: «ألا أخبركم بشر عباد الله: الفظ المستكبر، ألا أخبركم بخير عباد الله: الضعيف المستضعف ذو الطمرين لو أقسم على الله لأبر الله قسمه». والحمائل هنا: عروق الأنثيين.
وأخرج أحمد والحاكم والترمذي والطبراني والبيهقي عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما إلى سعد بن معاذ رضي الله عنه حين توفي، قال: فلما صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووضع في قبره وسوى عليه سبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسبحنا طويلا، ثم كبر، فكبرنا، فقيل: يا رسول الله، لم سبحت ثم كبرت؟ قال: «لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره حتى فرجه الله عز وجل عنه».
وعلى ما سبق: فإن عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة والإجماع، ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينكر عذاب القبر ونعيمه.