مسيحي صاحب محل سمك في رابعة: اتفرغت لحلقة «الاختيار 2» والمشاهد حقيقة

كتب: سمر صالح

مسيحي صاحب محل سمك في رابعة: اتفرغت لحلقة «الاختيار 2» والمشاهد حقيقة

مسيحي صاحب محل سمك في رابعة: اتفرغت لحلقة «الاختيار 2» والمشاهد حقيقة

في التاسعة من مساء أمس السبت، جلس «سمعان» أمام شاشة التلفزيون وسط أسرته لمتابعة أحداث فض اعتصام رابعة، كما نقلته الحلقة الخامسة من مسلسل «الاختيار 2»، وقد تزاحمت في رأسه الذكريات الصعبة، جسده يرتعش قليلا كلما توالت مشاهد العنف من أنصار جماعة الإخوان، يعود بالذاكرة نحو ثمان سنوات إلى حيث كان في خضم الأزمة، يغادر منزله صباح كل يوم مستودعًا أسرته من أجل لقمة العيش، لا يدري أي سخافات سيواجهها من أنصار الجماعة الإرهابية وكيف سينجو من أذاهم لاعتناقه الديانة المسيحية.

إهانة وترهيب أثناء شراء وجبات بالآلاف للمعتصمين 

ضمن عشرات المحال في السوق التجاري بمنطقة رابعة العدوية في حي مدينة نصر، يأتي سكان المنطقة إلى محل «سمعان صديق» لبيع الأسماك والمأكولات البحرية، الذي عرف بسُمعته الطيبة وحرفته في مهنته منذ ثمانينات القرن الماضي، تتزاحم المقاعد في الداخل ويصطف العشرات في الخارج، كل ذلك اختلف تماما في الفترة التي سيطر فيها أنصار الجماعة الإرهابية على ميدان رابعة العدوية إبان فترة الاعتصام في عام 2013، مشهد الزبائن المصطفة أمام باب محله استبدلته الظروف بمشهد لعشرات الرجال المسلحين يأتون إليه في جماعة يتقدمهم زعيمهم، كما يلقبونه، لشراء وجبات للمتعصمين تقدر بآلاف الجنيهات.

«كان كبيرهم بيدخل على المحل يطلع رزمة فلوس من جيبه بالآلافات ويطلب أكل بيوصل تمنه لألف وألفين جنيه وأوقات بيطلبوا بـ10 آلاف جنيه»، يروي سمعان صاحب محل أسماك رابعة الشهير هناك، وأحد الشهود على أيام الاعتصام المسلح في بداية حديثه لـ«الوطن»، عن أيام الاعتصام التي لم يسلم فيها من الأذى والسب والإهانة المستمرة من قبل أنصار الجماعة.

صورة البابا شنودة تثير استياء أنصار الجماعة

صورة للبابا شنودة في واجهة المحل، جلبت شتى أشكال الأذى والمضايقات لـ«سمعان» من أنصار الجماعة الإرهابية، «وهما واقفين بيشتروا أكل لما يشوفوا صورة البابا شنودة يشتمونا ويقولوا علينا كفرة وبرضو بيشتروا أكل من عندنا»، دون أن يحاول الرجل الخمسيني جدالهم ودفع الإهانة عنه، «كنا بنسمع الشتيمة ومنقدرش نتكلم عشان ممكن يأذونا»، بحسب وصفه.

منذ عرض الحلقة الأولى من مسلسل الاختيار، يحرص الأب وأسرته على متابعة حلقاته يوميا، حتى أنه تفرغ بالكامل في موعد عرض الحلقتين الرابعة والخامسة التي جسدت أحداث فض اعتصام رابعة،«كنا بنتفرج ورجعنا بالزمن للوقت الصعب ده، حاسين بكل مشهد وكل كلمة لأننا كنا عايشين جوة الأزمة»، بحسب وصف صاحب محل الأسماك الشهير في السوق التجاري القريب من ميدان رابعة، لافتًا إلى أن المسلسل جسد الواقع كما هو بكافة تفاصيله دون مبالغة أو نقصان.

وصفوه بالكفر وإهانات للسيدات غير المحجبات من زبائن المحل

وصفهم بـ«الكفرة» ليس الإيذاء الوحيد الذي تعرض له الرجل القبطي والعاملين معه بالمحل، من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، بل حاولوا ترهيبه كثيرًا بعدم التصوير أو الإدلاء بأي تصريحات تخالف اعتصامهم المسلح لوسائل الإعلام التي توثق الحدث من الأهالي، حتى وصل الأمر إلى إجباره على تزييف الواقع في أحد اللقاءات الإعلامية، «هددوني عشان أقول للإعلام إني مؤيد لاعتصامهم».

زبائن«سمعان» لم يسلموا هم الآخرين من أذى أنصار الجماعة الإرهابية، رغم كونهم مسلمين، كلما جاءت سيدة غير محجبة نالت قدرا من الشتائم، «أي زبونة من لابسة حجاب كانوا بيسمعوها ألفاظ وشتايم حتى لو مسلمة لحد ما الناس بقت تخاف تنزل من بيتها بسببهم»، فالتزم الجميع منازلهم وخلت الشوارع من سكانها وسيطر أنصار الجماعة على المنطقة دون رادع حتى انتهى الكابوس بتدخل قوات الأمن، «لما اتفض الاعتصام حسينا إنه كابوس وخلص»، بحسب وصفه.


مواضيع متعلقة