دينا عبد الفتاح تكتب: .. ثنائية الفكرة والوظيفة

دينا عبد الفتاح تكتب: .. ثنائية الفكرة والوظيفة
دائماً الخوف عدو النجاح.. والمبالغة فى دراسة القرارات تصنع التردد.. والأيدى المرتعشة لا تُحدث الفارق أبداً.
تلك هى الفلسفة التى نحتاج بشدة إلى ترسيخها فى أنفسنا وفى أبنائنا خلال المرحلة الحالية، خاصة مع تعدد الفرص وتغير العالم من حولنا من عالم يقوده الموظف بسلطته إلى عالم يقوده المال بسطوته.. ومن عالم أهم ثرواته العقارات والآلات إلى عالم أهم ثرواته المعلومات والبيانات.. ومن عالم تغيره القوة إلى عالم تغيره الفكرة!
العالم اختلف تماماً من حولنا، وعلينا أن نتطور معه لنواكب ما يحدث فيه ونتأقلم مع البيئة الجديدة التى نعيشها الآن فى العقد الثالث من الألفية الثالثة التى سجلت قواعد جديدة ستحكم مصير هذا العالم لسنوات وعقود طويلة فى المستقبل.
أبرز هذه القواعد أن المستثمر هو أهم شخص فى المستقبل، باعتباره الشخص القادر على البناء والتطوير، الذى يمتلك المال رمز القوة فى العصر الجديد، ويمتلك المشروعات التى تتيح فرص التشغيل، ويمتلك القدرة الكافية على تحريك اقتصاديات بالكامل بعد أن حلت لغة المال محل لغة القوة والسلاح فى تحديد مصائر الدول.
لذا علينا من الآن أن نصنع بداخل أبنائنا «غريزة» الاستثمار، وكيف لهم أن يتحولوا إلى أصحاب أفكار ثم مشروعات وأعمال؟ وكيف لهم أن يتخذوا القرار وينفذوه؟ وكيف لهم أيضاً أن يتخلوا عن فكرة «الحذر الشديد» التى تسيطر على أغلب المصريين بطبيعتهم؟
فنحن فى الغالب أشخاص نميل للاستقرار على حساب التغيير، ونميل للمكسب القليل المضمون على حساب المغامرة التى تصنع دائماً الثروات.. لذلك يبحث أغلبنا عن «الوظيفة» بدلاً من البحث عن «الفكرة» ويستهدف الوصول إلى لقب «موظف» بدلاً من «صاحب عمل».. وهذا الأمر لا بد أن ينتهى ولا بد أن ينمو أبناؤنا على عكس هذه المفاهيم السلبية التى باتت لا تناسب بكل الأحوال الحياة العصرية فى القرن الـ21.
دعونا نتحرر من كل مفهوم سلبى سيؤثر على مستقبل أبنائنا، بدءاً من تحديد التخصص الدراسى لهم، حتى تدريبهم على التفكير، مروراً ببناء الحلم فى المستقبل وتدريبهم ومساندتهم على طريقة الوصول إليه.
دراسة «البيزنس» لا بد أن تتصدر أولوياتنا، وحلم «المشروع» لا بد أن يتقدم طموحاتنا، وصناعة الفارق اعتماداً على التكنولوجيا التى غالباً ما تقوم على فكرة واستثمار مادى محدود للغاية لا بد أن تصبح هدفنا.
لو طبقنا تلك المفاهيم حتماً سننجح فى بناء شخصية مختلفة للنشء الجديد، وحتماً سينجح هؤلاء الأبناء فى صناعة أمجاد لدولتهم فى المستقبل، ويعيدون أمام العالم إنتاج قصص نجاح أجدادهم الفراعنة.