تمثال نهضة مصر.. محمود مختار يجسد روح مصر الحديثة

03:34 م | السبت 17 أبريل 2021

تمثال نهضة مصر أحد أشهر الأعمال الفني التى أبدعها مثّال مصر الأشهر محمود مختار «10 مايو 1891 - 28 مارس 1934»، أحد الفنانين الرواد القلائل في فن النحت، إذ ابتكر مختار تمثال نهضة مصر ليعبر عن الروح المصرية بعد ثورة 1919.

تمثال نهضة مصر

وتمثال نهضة مصر مشيد بكتلة ضخمة من حجر الجرانيت، ويعد من أعظم تماثيل العصر الحديث، انتهى منه محمود مختار في 1927، وهو على شكل امرأة مصرية تقف بجانب تمثال أبي الهول وتضع يدها على رأسه، وهي رمز لمصر وهي تنظر إلى المستقبل.

محمود مختار

ومحمود مختار هو الطالب رقم واحد الذي تقدم للالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة لدى إنشائها كأول مدرسة في الشرق في هذا المجال، وكان أيضا الخريج رقم واحد منها في 1911، حيث كان ترتيبه الأول على دفعته، كذلك كان أول نحات عربي ومصري يبعث لدراسة الفن في أوربا في العام نفسه على نفقة الأمير يوسف كمال منشئ المدرسة وراعيها، وهناك في باريس وجد الاهتمام والحفاوة من الأوساط الفنية، مما شجعه على الإقامة بها بعد انتهاء دراسته.

وبحسب موقع قطاع الفنون التشكيلية، بدأ محمود مختار خطواته نحو العالمية سنة 1913، حين عرض تمثال «عايدة» في صالون باريس، الذى كان يعتبر الاشتراك فى عروضه شهادة بالامتياز.

وبعد 7 سنوات عرض نموذجا مصغرا لتمثال «نهضة مصر» فاستنفر أقلام كبار نقاد فرنسا وأعلنوا ميلاد فنان جديد، يضيف أبعادا مبتكرة لفن التمثال الحديث، على أسس من التراث المصري القديم.

ويحسب الناقد الفني عز الدين نجيب، في كتابه «فنانون وشهداء» فقد خاض «مختار» صراعًا مريرًا مع السلطة والحكومة، التي عارضت إقامة تمثال نهضة مصر، وتسببت في تعطل العمل به سنوات عدة بعد أن اكتتب الشعب لجمع تكاليفه، في حين كانت توالى نجاحات مختار في معارض باريس. وانتهى مختار من التمثال - الذى نحته من أحجار الجرانيت بعد إحضارها خصيصًا من أسوان- في 1927 ومع ذلك لم يزح عنه الستار إلا بعد عام، في ميدان باب الحديد في 1928، قبل أن يتم نقله إلى ميدان جامعة القاهرة في عام 1955.

وبحسب الدكتور أحمد نوار، رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق في شهادته بموقع القطاع حول فلسفة عمل محمود مختار: «ارتبط - يقصد محمود مختار- بالتراث المصرى القديم وقيمه الفنية والجمالية، كما ارتبط بالوطن والحياة والبيئة فى مصر، وبالإنسان المصرى سواء كان رجلاً أو امرأة أو طفلاً أو زعيماً أو فلاحاً، ويأتى مختار كأول فنان ينحت تماثيل حديثة -فى بداية القرن العشرين- بعد المصريين القدماء».