سكان رابعة يتذكرون أيام اعتصام «مرتزقة الإخوان» بعد حلقة الاختيار 2

كتب: سمر صالح

سكان رابعة يتذكرون أيام اعتصام «مرتزقة الإخوان» بعد حلقة الاختيار 2

سكان رابعة يتذكرون أيام اعتصام «مرتزقة الإخوان» بعد حلقة الاختيار 2

شهدت أحداث الحلقة 4 من مسلسل «الاختيار2» اللحظات الأولى لفض اعتصام رابعة، الموافق 14 أغسطس 2013، حيث ظهر خلال الحلقة لقطات من الاعتصام المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، في منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر.

أيام وليال من الرعب المتواصل، حُرم فيها الكثير من سكان منطقة رابعة العدوية، من الذهاب إلى أعمالهم في الصباح، خشية من التعرض لأذى أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، واضطر فيها البعض إطلاق اللحى للرجال منهم.

كل ذلك للنجاة من لحظات المساءلة، كلما مروا عليهم دخولا وخروجا، الجميع ملتزم في بيته، ينتظرون كل ساعة لحظة الخلاص لإنقاذهم، ما وصفوه بـ«الكابوس»، حين اختار أنصار محمد مرسي الاعتصام في عام 2013 بميدان رابعة العدوية، للتمسك بحكم المعزول مرسي.

سكان رابعة العدوية يتذكرون رعب اعتصام الإخوان

أحداث مسلسل الاختيار 2؛ أعاد لأذهان سكان منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر، ذكريات الخوف والرعب التي عاشوها تحت وطأة أنصار الإخوان، الذين احتلوا مداخل العمارات وافترشوا الشارع: «كانت أيام أسوأ من أزمة كورونا الحالية كنا بنخاف نطلع من البيوت ولو طلعنا يوقفونا يشوفوا البطاقة ويفتشونا أيام صعبة الله لا يعيدها»، يقول عماد عطا الله أحد سكان رابعة في بداية حديثه لـ«الوطن».

كلما فتح نافذة البيت رأى عطا الله، حسب وصفه، أفعال شاذة تصدر منهم، يقضون حاجاتهم في مداخل العمارات ويقيمون في المساجد غير مراعين لحرمة بيوت الله، حتى وصل الأمر أن اعتدوا على واحد من جيرانه ودمروا سيارته في غيابه لكونه يعمل ضابطًا: «الكل كان في حالة رعب متواصل ليل ونهار وما صدقنا الكابوس انتهى يوم فض الاعتصام».

السكان: كنا بنخاف نطلع من البيت بيفتشونا

الأمر لم يقتصر عند التفتيش فقط، بل تسبب في حرمان والدة محمد حمودة، مريضة السرطان، من الذهاب بانتظام إلى المستشفى لتلقي جلسات العلاج الكيماوي، لما تتعرض له من مساءلة ونظرات مرعبة من أنصار الجماعة في أثناء الدخول والخروج من البيت، حسب وصفه لـ«الوطن» تسببت تلك الفترة في تأخير حالتها الصحية.

لايزال الرجل الأربعيني، يدعو على من تسبب في تدهور حالة والدته الصحية، «فات سنين ومش قادر أنسى إننا اتحرمنا من حقنا في الدخول والخروج من بيوتنا». 

نسمة اضطرت لادعاء تأييدها للجماعة ومينا أطلق لحيته 

كونها من سكان مدينة التوفيق القريبة من ميدان رابعة، اضطرت نسمة عادل، تلك الفترة ادعاء تأييدها للجماعة الإرهابية لتجنب تعرضها للمساءلة من المعتصمين أثناء المرور عليهم، وبحسب وصفها: «عشان نعدي كان لازم يتأكدوا إننا من أنصار مرسي، وعشان محدش يضايقنا كنا بنضطر نكدب ونقولهم إننا مأيدينهم عشان نعدي بسهولة منهم».

كلما أرادت سمر محمود، الخروج من بيتها، يعترض طريقها رجال من أنصار التنظيم الإرهابي يلاحقونها بنظرات، وصفتها في حديثها لـ«الوطن» بالمرعبة، حتى تتبعها أحدهم في أحد الأيام لكونها من سكان منطقة مليئة بالضباط: «كانوا ماشيين ورانا بالشوم وبيوقفوا راجل كبير يوقف أي عربية معدية يفتشها ويشوف البطاقة الأول مبيحترموش خصوصية الناس».

كشخص يعمل في إحدى شركات الاتصالات، لا يمكنه العمل من البيت أو الغياب المتكرر، اضطر الشاب المسيحي مينا كرم لإطلاق لحيته طوال فترة الاعتصام، خشية تعرضهم له بالأذى، خاصة إذا طلبوا الاطلاع على بطاقته الشخصية، وحسب تعبير مينا: «لما كانوا بيشوفوا شكلي أوقات كتير بيعدوني بيفتكروني منهم».

يرهبون السكان بطرق أعمدة الإنارة بالشوم والعصيان

كنوع من أنواع الترهيب، كان يسير بعض رجالهم بالعصي والشوم المثبت به مسامير، ويطرقون بها أعمدة الإنارة وأرض الشارع لتخويف سكان المنازل في المنطقة: «كنا بنصحى من النوم على صوتها مرعب وقلق مستمر على بيوتنا اللي خايفين عليها من السرقة»، تقول مروة علي، في وصف أيام الاعتصام الإرهابي.

السيدة الثلاثينة تعرضت لنزيف شديد خلال فترة حملها، ولم يتمكن زوجها من نقلها إلى المستشفى وظلت ساعات في رعب هي وزوجها من منظر المعتصمين، وبحسب قولها لـ«الوطن» كانت هي وزوجها يحملون هم لحظة النزول إلى الشارع لاعتراض الإخوان لهم وتفتيشهم لهم.


مواضيع متعلقة