«الاختيار 2» يعيد أحداث فض رابعة.. ووالدة الشهيد مصطفى عميرة: «مش بنساها»

كتب: دينا عبدالخالق

«الاختيار 2» يعيد أحداث فض رابعة.. ووالدة الشهيد مصطفى عميرة: «مش بنساها»

«الاختيار 2» يعيد أحداث فض رابعة.. ووالدة الشهيد مصطفى عميرة: «مش بنساها»

«استعدادات مكثفة لتنفيذ خطة الإخلاء، تحركات سريعة منذ آناء الليل، تحضيرات ضخمة، ركض سريع، دعاء مكتوم وترديد آيات قرآنية، مع ضربات قلب متسارعة تزيد من التفكير في حماية المدنيين وتحديد الممرات الآمنة، والقبض على رموز الجماعة الإرهابية».. مشاهد عديدة عرضتها الحلقة 4 من مسلسل «الاختيار 2»، حاولت التقارب مع الواقع لأحداث فض اعتصام الإخوان بميدان رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013، الذي لم يتمكن الملايين من معايشته، لتعيده إلى الأذهان مرة أخرى.

 

أحداث الحلقة 4 من مسلسل «الاختيار2»

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشدة مع الحلقة 4 من مسلسل «الاختيار 2» للنجمين كريم عبدالعزيز وأحمد مكي، التي تضمنت اللحظات الأولى لفض اعتصام رابعة العدوية المسلح بمدينة نصر، حيث تضمن لقطات حية من اعتصام الإخوان، فضلًا عن تسليطه الضوء على مساعي قيادات عناصر الجماعة بتكوين لجان مسلحة لمواجهة الجيش والشرطة في مختلف المحافظات.

وظهر الفنان أحمد مكي، مع عدد من الجنود، خلال الاستعداد لفض اعتصام رابعة، بعد نجاح ثورة 30 يونيو وعزل محمد مرسي، وانتشار الغضب بين الإخوان ومحاولاتهم الواهية لإعادته إلى الحكم، وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في شمال سيناء.

 

والدة «الشهيد الحي» بأحداث رابعة: «مقدرتش أشوف الحلقة.. بس أنا عيشت واقعها»

وفي الوقت الذي تفاعل فيه بشدة رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع حلقة مسلسل «الاختيار 2»، واستعادتهم لأحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، لم تتمكن وفاء السيد، والدة الشهيد مصطفى يسري عميرة، الملقب بـ«الشهيد الحي»، من متابعة تلك الأحداث على الإطلاق، كونها تمس يومًا مؤثرًا بشدة في حياتها.

«الأيام دي كانت صعبة جدًا علينا، مقدرتش أشوفها لأننا عيشنا واقعها اللي مش بيتنسي».. بصوت متهدج يحاول التغلب على آنين الأم الثكلى، عللت وفاء السيد، في حديثها لـ«الوطن»، سبب عزوفها عن مشاهدة تلك الحلقة من المسلسل، ولكنها أشادت بـ«الاختيار 2» الذي جسد بطولات أفراد الشرطة المصرية التي يغفلها الكثيرون، فضلًا عن تسليطه الضوء على أحداث فض رابعة التي يحيطها الكثير من الأكاذيب الإخوانية.

قبل يومين من الاعتصام، لاحظت الأم انهماك نجلها الرائد مصطفى يسري عميرة في عمله، وتشديده عليها وأسرته عدم الذهاب إلى شارع عباس العقاد، القريب من رابعة العدوية، الذي كانوا يعتادون اقتناء احتياجاتهم منه، وبالفعل التزموا بطلبه، دون أن يدركون أنه سيكون الطلب الأخير له.

 

الأم تنبأت باستشهاد نجلها.. وفاء: «قناصة الإخوان أصابوه قبل خطوبته بيوم»

تتذكر الأم يومها عندما كانت مستغرقة في النوم، لتستيقظ على صوت زوجها ليخبرها بأحداث الفض، في السادسة والنصف صباح يوم 13 أغسطس 2013، من حلم موجع لتردد كلمة «خلاص الحمام اتدبح»، دون معرفتها لسبب تلك الجملة، ليشاهدان سويا تطورات الأحداث، بنبضات قلب أبوية متسارعة ويرفعان أيديهما إلى الله تعالى لينجو منها أبناء الشعب المصري بسلام.

ساعات قليلة، وأدركت وفاء السيد، فحوى حلمها وجملتها الغريبة، بتلقيها خبر أن نجلها كان أول من تلقى رصاصات قناصة الإخوان الإرهابية بين صفوف الشرطة، ليسقط شهيدا، بعدما اخترقت الرصاصات فكه وساقه، فضلًا عن إصابته بكسور مضاعفة، وفقدان لأنسجة معظم أجزاء الوجه.

لم يتمكن الشهيد مصطفى يسري عميرة، من إقامة حفل خطوبته الذي كان مقررا يوم 15 أغسطس 2013، أي بعد أحداث الفض بساعات، بينما تأمل والده أن: «أكيد دلوقتي تزوج من حور العين».

والدة الشهيد: «افتكروا الدم اللي سال في رابعة علشان يوصلنا للأمان دلوقتي»

وأشادت وفاء السيد بتجسيد «الاختيار 2» بطولات أفراد الشرطة، وتسليطه الضوء على أحداث فض رابعة العدوية، لتصحيح اللبس لدى البعض والتعريف بتضحيات رجال الشرطة وحقيقة دورهم الهام.

ووجهت والدة الشهيد رسالة لأفراد الشعب، قالت فيها: «تذكروا شهدائنا وشهداء رابعة، وافتكروا الدم اللي سال في أرض رابعة كلهم كانوا عرسان، وأنه كان هو السبب للي بقينا فيه النهارده والأمان دلوقتي، وأنهم السبب في خلاصنا من إرهاب الإخوان».

من هو الشهيد مصطفى يسري عميرة

ويعتبر الرائد مصطفى يسري عميرة، أول شهداء فض رابعة العدوية، في 14 أغسطس 2013، وواحدا من أبناء الشرطة البواسل.

ولد مصطفى عميرة في 18 يوليو 1989، وتخرج في أكاديمية الشرطة دفعة 2010، وكان يتولى مهمة العمل في قسم شرطة الأزبكية، وخلال أحداث فض رابعة العدوية اقتنصه الإخوان برصاصات اخترقت فكه وساقه، فضلًا عن إصابته بكسور مضاعفة، وفقدان لأنسجة معظم أجزاء الوجه.

سقط الرائد مصطفى، في غيبوبة تامة لمدة 3 سنوات، ليلقب خلالها بـ«الشهيد الحي»، قبل أن ينتصر عليه الموت بعد صراع مع المرض، لينال الشهادة ويلتحق برفاقه في 19 أغسطس 2016، عن عمر يبلغ 27 عامًا.


مواضيع متعلقة