قصة البابا «بن تريك» صاحب كرسي البطريرك أيام الحروب الصليبية

قصة البابا «بن تريك» صاحب كرسي البطريرك أيام الحروب الصليبية
يحيي الأقباط الأرثوذكس، ذكرى وفاة البابا غبريال الثاني البطريرك السبعون من باباوات الكرازة المرقسية الشهير بابن تريك، والتي تذكر قصته خلال قداسات الصلاة داخل الكنائس، كما ورد في كتاب «السنكسار الكنسي»، وهو كتاب يقرأ في صلوات الأقباط ويذكر قصص القديسين ومقسم حسب التقويم القبطي.
ويذكر «السنكسار الكنسي»، أن هذا البطريرك توفي في 10 برمودة من سنة 861 قبطي، الموافق 5 أبريل سنة 1145 ميلادي، وهذا البابا كان من كبار مدينة مصر وأراخنتها، وكان كاتبا ناسخا، وقد نسخ بيده كتبا كثيرة قبطية وعربية فوعي محتوياتها وفهم معانيها وكان اسمه «أبو العلا بن تريك»، وكان يعمل في ديوان الإنشاء أيام الحافظ لدين الله الفاطمي، ووقع من نفسه موقعًا قريبًا، فكان متدينًا ومن كبار الموظفين في نفس الوقت، وكان رئيسه الوزير أحمد بن الأفضل حفيد بدر الجمالي.
ويوضح السنكسار، أنه رغم أن هذا البطريرك علماني وليس راهبا اختاره الأقباط ورؤساؤهم لكرسي البطريركية، وتمت رسامته يوم 9 أمشير سنة 847 قبطي الموافق 3 فبراير سنة 1131 ميلادي وحمل اسم «البابا غبريال الثاني».
ويشير السنكسار، إلى ان هذا البطريرك رسم في أيامه 53 أسقفا وكهنة كثيرين ووضع قوانين وأحكاما في المواريث وغيرها وتفاسير كثيرة ولم يعرف عنه أنه أخذ درهما واحدا من أحد، ولا وضع يده علي شيء من أموال الكنائس ولا أوقاف الفقراء، ولما طالبه حاكم ذاك الوقت بمال جمع له الأراخنة ألف مثقال ذهب ودفعوها عنه، وشهدت تلك الفترة الحروب الصليبية، وصدر أمر بعدم استخدام المسيحيين في الدواوين، وعادوا إلى مسألة شد الزنار على أوساطهم وعدم ركوبهم الخيول، وضوعفت عليهم الجزية.
وقضى هذا البطريرك علي الكرسي المرقسي أربعة عشر عامًا وشهرين ويومين قبل أن يتوفي ويدفن في كنيسة أبو سيفين بدير أبو مقار بوادي النطرون.