«العرابى»: الدبلوماسية تتصدى لـ«هجمة غير مسبوقة»

«العرابى»: الدبلوماسية تتصدى لـ«هجمة غير مسبوقة»
قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، إن تحركات الأذرع الخارجية للجماعات الإرهابية ضد مصر لن تنتهى إلا بالقضاء على الجماعة من الداخل، مشيراً إلى أن الميليشيات المسلحة التى بدأت فى الظهور بالشارع المصرى يجرى تمويلها من الخارج. وأوضح العرابى خلال حواره مع «الوطن» أن الجماعات وأذرعها الخارجية لن تستسلم بسهولة.. وإلى نص الحوار..
■ كيف ترى تحركات الأذرع الخارجية للجماعة الإرهابية؟
- لا أهتم كثيراً بالتحركات الخارجية لتلك الجماعات، لكن أجد هناك قلقاً شديداً فى الوضع الداخلى، بعد ظهور ميليشيات مسلحة فى الشارع المصرى وخروجها بفيديوهات للإعلان عن تشكيلها كـ«كتائب حلوان» و«كتائب عين شمس» وغيرها، دون تحرك رسمى لرجال مصر حتى الآن، فالخطر الداخلى أكثر تأثيراً على معنويات الشارع المصرى، أما تقارير المنظمات الخارجية التابعة لهم فمصيرها النسيان.
■ وماذا عن المنظمات الإسلامية وتحركاتها ضد مصر؟
- تلك التحركات شىء متوقع، فتلك الجماعات وأذرعها الخارجية لن تستسلم بسهولة لأنهم فى حرب مع الدولة المصرية بالداخل والخارج، ولن تنتهى تلك الحرب إلا بالقضاء عليهم من الداخل، وبعدها ستنتهى تلك الأحداث، فالخارج يستمد قوته من الداخل عن طريق الميليشيات الإرهابية.
■ وكيف ترى الموقف الأمريكى والأوروبى؟
- سياسات الغرب فى التعامل مع تلك الجماعات خاطئة فهم يتركونها لتنمو، وهم لا يدركون أنها ستنتقل إليهم وستنقلب عليهم فى يوم من الأيام، ومثال على ذلك الدولة الإسلامية بالعراق والشام وما يطلق عليها «داعش»، فهى صناعة أمريكية، وحين وصلت تلك الجماعة للمصالح الأمريكية بطريقة ما، انقلبت عليها أمريكا وبدأت بضربهم عسكرياً.
■ وكيف ترى التحرك الدبلوماسى المصرى للتصدى لتلك الأذرع الخارجية للجماعات الإرهابية؟
- الخارجية المصرية لديها أجهزة قادرة على التعامل مع الوضع الخارجى بشكل أكثر قوة، والرؤية المصرية الخارجية وصلت منذ يوم 30 يونيو، وليست من الآن، فالخارجية وهيئة الاستعلامات والسفارات تسعى لتوصيل الصورة الصحيحة عن مصر، وذلك من خلال وسائل عدة، ولكننا نسير فى حرب طويلة لن نقدر على الانتهاء منها فى يوم وليلة، وفترة السفير نبيل فهمى وزير الخارجية السابق، كانت قوية، وتصدت الدبلوماسية المصرية لهجمة غير مسبوقة وتعاملت معها بحرفية عالية جداً، فضلاً عن أن مصر فى الفترة الحالية تمتاز بأن لديها كياناً وقوة تساعدها فى مواجهة تلك الأمور. إن هناك قوة ذاتية للدولة، ولا أعتقد أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ستقاطع مصر مقابل التوجه المصرى لروسيا فلن يصل لهذا الحد، فالاتحاد الأوروبى وأمريكا يسعيان لمصالحهم فى المنطقة، لكنهما سيتعاملان مع الدولة المصرية والجماعات الإرهابية معاً.
■ وكيف يمكن مواجهة تلك الجماعات؟
- نحتاج لصبر للانتهاء من الأزمات المسيطرة على مصر، ويجب القضاء عليهم أولاً فى الداخل ثم الخارج من خلال حلول اقتصادية وسياسية واجتماعية، كذلك علينا مواجهة الخطاب الدينى المتطرف، ونحن الآن لدينا صحوة داخلية بدأت بمشروع قناة السويس، ويجب أن يشعر الناس أن هناك بريق أمل، فالشارع المصرى يحتاج إلى من يوفر له الوظيفة التى من الأساس ستوفر الحياة المعيشية للمواطن المصرى، ويجب خلق فرص العمل للمواطنين حتى تجرى الاستفادة من القوى البشرية خصوصاً أنها تتحول لأعمال البلطجة والعنف، ومن ثم يجب توفير خلق فرص العمل للقضاء على البطالة وهذا يأتى من حرية الصناعة والمشروعات الصغيرة للنهوض باقتصاد مصر.