حكم الدين في الالتزام بالإجراءات الاحترازية: «تركها إثم عظيم»
الدكتور خالد غانم، مدير الإدارة العامة لبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف
مع تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد وخصوصا خلال شهر رمضان الكريم، شدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على ضرورة تطبيق «الغرامات الفورية» على المخالفين لإجراءات مواجهة كورونا، حيث أكد خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، المنعقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس، ضرورة التزام الجميع بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية للتصدي لانتشار الفيروس، ومراعاة عدم التزاحم والتكدس في الأسواق والأماكن العامة، حرصاً على صحة وسلامة المواطنين.
وقال الدكتور خالد غانم، مدير الإدارة العامة لبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، إن الالتزام بالاجراءات الاحترازية على اختلافها من السنة النبوية الشريفة، مشيراً إلى أن من الطواعين التي ضربت بلاد المسلمين، كان يطلق عليه اسم «طاعون عمواس»، وهو مرض انتشر في العام الـ18 من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، في وقت تولي عمر بن الخطاب للخلافة الإسلامية، وكان ذلك في بلاد الشام، وكان يريد الذهاب إلى الشام، ولكنه لجأ للشورى.
عمر بن الخطاب التزم بالحجر الصحي
وتابع «غانم» في تصريحات صحفية، أن عمر بن الخطاب جمع المهاجرين، واقتسموا إلى فرقتين، الأول نصحه بأن يذهب ويتوكل على الله، ومنهم من قال لا تذهب إلى أرض الشام، فجمع الأنصار وسألهم بخصوص ذهابة، فاقتسموا أيضاً إلى قسمين، حيث رأى بعضهم ذهابه إلى الشام، والبعض الآخر نصحه بعدم الذهاب، وبعد ذلك جمع شيوخ قريش، الذين أشاروا عليه بعدم الذهاب، وهنا أخذ بعدم الذهاب إلى ارض الشام.
وأضاف أنه حين قرر عمر بن الخطاب عدم الذهاب إلى بلاد الشام، سأله أبو عبيدة: «أتفر من قضاء الله؟»، فرد عليه قائلاً: «لو غيرك قالها يا أبا عبيدة لقبلت هذه الكلمة»، ثم قال: «لقد سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: إن الوباء اذا حل بأرض قوم لا تذهبوا إليها ولا تخرجوا منها»، وهكذا كان حديث النبي الكريم قبل حدوث أي وباء أو طاعون، حيث أخبر الناس بكيفية التعامل مع الأوبئة، وهو ما يطلق عليه في الوقت الحالي بالحجر الصحي، بحسب مسمى الوقت المعاصر.
عمرو بن العاص نصح بالأماكن المفتوحة
وأشار مدير الإدارة العامة لبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، مستكملاً حديثه، أنه في وقت «طاعون عمواس»، الذي حل على الأمة الاسلامية، مات بعض الصحابة، ومنهم بلال بن رباح وأبو عبيدة ومعاذ أبو جبل، وظل الطاعون حتى جاء عمرو بن العاص ليتولى ولاية الشام قبل مصر، ثم طلب من أهالي الولاية أن يشعلوا النيران ويصعدوا إلى الصعدات والجبال، أي الاماكن المفتوحة جيدة التهوية، وفي هذا دليل على أن الشرع يدعم الأخذ بالاسباب دائماً، وكذلك الأخذ بالاجراءات الاحترازية التي تختلف من عصر إلى عصر لكنها، واجبة، وعلى عدم الملتزم بها أثم عظيم.