قبّل قس يديه عقب قراءته القرآن في عزاء.. «طه النعماني» قارئ من طراز خاص

01:31 م | الثلاثاء 13 أبريل 2021

حباه الله بالصوت الحسن العذب، وأثار تقبيل قس لجبينه ويده عقب الانتهاء من تلاوة القرآن الكريم في سرادق عزاء بدكرنس بمحافظة الدقهلية جدلاً واسعاً، وذاع صيته في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

أصبح أحد أشهر قراء القرآن في مصر والعالم الإسلامي، وسافر إلى دول كثيرة إما لقراءة القرآن أو للتحكيم في مسابقات القرآن الكريم، وتميز القارئ الشيخ طه النعماني الذي يبلغ من العمر، 45 عاماً، ظهر واضحًا حينما اعتمده الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ليسافر إلى نيوزيلندا لإحياء الذكرى السنوية الأولى للحادث الإرهابي على مسجدين بمدينة تشريش.

رؤية كانت سبباً في حفظه هو ووالده القرآن الكريم

كان محمد النعماني والد القاريء الشيخ «طه» يقوم بتشوين القطن برفقة أصدقائه، وشعر بالتعب فنام، ورأى في منامه أنّ أحد العلماء يخبره بأن الشيوخ يستدعونه للقدوم للمسجد، وحينما ذهب إليهم سأله أحدهم هل تحفظ القرآن، فأجاب أحد الشيوخ عنه أنّ الشيخ محمد يحفظ القرآن فطلبوا منه تسميع صورة «الملك» فسمعها على الرغم من أنّه لا يحفظ القرآن، واستيقظ من نومه مفزوعاً وطلب من أصدقائه إحضار مصحف بسرعة وحينما أحضروه سمّع لهم الصورة كما سمّعها في رؤيته، وفي تلك اللحظة وهب نفسه وابنه طه ذي الأربعة أعوام لحفظ القرآن.

«النعماني» أتم حفظ القرآن كاملاً في التاسعة من عمره

ولد الشيخ «طه» في قرية قلهانة التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، بعدما حفظ والد الشيخ طه النعماني القرآن في سن كبيرة، عكف على تحفيظ نجله القرآن وهو في الرابعة من عمره حتى أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً حينما كان في التاسعة من عمره على يد والده «مأذون»، ثم درس النعماني علوم التجويد بالأزهر الشريف، كما التحق بمعهد القراءات وحصل على الإجازة العالية في القراءات، وشهادة التخصص، وهو قارئ بالإذاعة والتليفزيون ونقيباً لقراء الفيوم وعضو مجلس إدارة نقابة القراء.

من طلاب مدرسة الرعيل الأول من قرّاء القرآن الكريم

ودرس الشيخ طه النعماني، الأحكام والقراءات على يد الشيخ حسن علي عبد المطلب، ويتبع في التلاوة مدرسة الشيخ محمد رفعت، ومصطفى إسماعيل، وشعبان الصياد، والرعيل الأول بلا استثناء، نظراً لأنهم عباقرة تفردوا في الحفظ والتلاوة والأداء وفقاً له.

وانطلق «النعماني» للعالمية قبل التحاقه بالإذاعة، واكتمل بها حيث سافر إلى عدد من الدول أبرزها ماليزيا، واندونيسيا، وباكستان، والهند، وجنوب أفريقيا، ولبنان، وتنزانيا، ليكون قارئًا أحياناً ومحكم في مسابقات دولية في أوقات أخرى.

جلس على دكة العزاء لأول مرة في عزاء زوجة عمه وضحك عليه الشيوخ

كانت أول مرة يجلس فيها الشيخ طه النعماني على دكة العزاء، كان في وفاة زوجة عمه وقرأ من سورة «الصف» وبعدها صدّق ثم قال الفاتحة، فضحك الشيخ الذي كان بجواره، قائلاً له «إنت كده أنهيت الليلة هنقرأ إيه تاني بقى» وهو لم يكن يعلم ذلك كل ما كان يشغل باله هو أنّ يقرأ بشكل سليم.

سمعه رئيس إذاعة القرآن الكريم في أمسية والتحق بها في سن صغير

التحق القاريء الشيخ طه النعماني، بالإذاعة عام 2010، حينما كان في التاسعة والعشرين من عمره، وتجاوز الاختبارات من المرة الأولى، ولم يستغرق وقتاً بين الاختبارات والتلاوة على الهواء مثل باقي القراء، حيث كانت الفترة بينهما ستة أشهر وهي أقصر مدة يستغرقها القاريء للظهور.

ولعبت الصدفة دوراً رئيسياً في التحاقه بالإذاعة، حيث كان «النعماني» يقرأ القرآن خلال أمسية، وسمعه السيد صالح رئيس إذاعة القرآن الكريم آنذاك، فقال له أحد الحاضرين «إنتوا إزاي سايبين الموهبة دي بره الإذاعة»، فرد عليه رئيس إذاعة القرآن قائلاً «سنقدم له في الإذاعة».

خطوات التحاقه بالإذاعة وخوفه من الاختبارات

مر وقت قصير جداً، ثم فوجيء «النعماني» باتصال من رئيس إذاعة القرآن الكريم، ويأخذ بياناته قائلاً له «اعمل حسابك عندك امتحان الأسبوع القادم»، وبالفعل ذهب في الموعد المحدد في اختبارات شمال الصعيد وكان شديد الارتباك حيث أنّ اللجنة كانت تضم الشيوخ أبو العينين شعيشع، والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، والدكتور المعصراوي، ولكن الشيخ أبو العينين ابتسم في وجهة فشعر بالأمان والطمأنينة، وسأله «خايف ليه أنا سمعت إنك بتقرأ أد كدة ثلاث مرات وأنا عاوز اسمع».

قرأ «النعماني» لمدة 5 دقائق، وقال له الشيخ أبو العينين «مهد وصدق»، وبعد شهرين خضع لامتحان آخر في مبنى الإذاعة والتليفزيون ثم جاءت الثورة فجلس 4 أشهر حتى استقرت الأمور وبدأ في تسجيل القرآن الكريم بالإذاعة، ثم عاد إلى قريته ليبلغ والده الذي كان مريضاً فقال له «أنا كده خفيت خلاص الحمد لله».

قبّل يده قس خلال تلاوته القرآن في سرادق عزاء بالدقهلية

أثار تقبيل «قس» ليد الشيخ «النعماني» استغراب أهالي مدينة دكرنس، حيث فوجئوا بتقبيل القمص روفائيل واصل كاهن كنيسة العذراء بدكرنس يد الشيخ طه النعماني بعدما أنهى قراءة القرآن في أحد مناسبات العزاء بالمدينة.

وأصر «واصل» عقب انتهاء تلاوة القرآن على تحية المُقرئ وقام بتقبيل جبينه ووجنتيه ويده قبل أن يسلم عليه باقي القساوسة أثناء خروجهم من السرادق.

ظهر لأول مرة في مسجد السلطان أبو العلا ويرهبه «ميكروفون الإذاعة»

ظهر القاريء الشيخ طه محمد النعماني لأول مرة في مسجد السلطان أبو العلا، وبرفقته 18 شخصاً، وكان موفقاً على الرغم من خوفه الشديد، وحينما قال المذيع «مع القاريء الشيخ طه النعماني» وأشار بيديه كان «النعماني» مُرتبكاً غير قادر على إخراج صوته ولا يعلم كيف يبدأ، ثم استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وبدأ بالقراءة التي كانت موفقة جداً ونالت إعجاب الجميع.

وعلى الرغم من التحاق «النعماني» بإذاعة القرآن الكريم منذ 11 عامًا إلا أنّه لا يزال يشعر بالرهبة من «ميكرفون الإذاعة» حتى اليوم.