شوطة وإفيه.. حكاية «الكورة أجوان» لـ«شيخ المعلقين» محمد لطيف
شوطة وإفيه.. حكاية «الكورة أجوان» لـ«شيخ المعلقين» محمد لطيف
جلد مدور، يركض خلفه 22 لاعبا، أقصى طموحاتهم الحصول على الكرة ووضعها في المرمى، وهنا يبدأ عنصر آخر في اللعبة بالتدخل وهو الحكم، ليطلق صافرته معتبرًا اللعبة «جول»، ليأتي دور الجمهور الذي يجعل لكرة القدم طعما، محتفلا بالهدف عبر الأغاني والتشجيع الحار، وبين عناصر المنظومة السابقة يأتي التعليق الرياضي، أحد أهم تلك العناصر، والذي بدونه يصبح الهدف دون طعم، فهو ما يزيد من حلاوة اللعبة ويعطيها بعدًا آخر.
وأحيانا يتذكر الجمهور الهدف بصوت وكلمات المعلق، بداية من عظماء التعليق وحتى أحدث نجومه، وخلال شهر رمضان، تستعرض «الوطن» أبرز التعليقات الخالدة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة عبر سلسلة «شوطة وإفيه»، ونجم تعليق اليوم، هو المعلق الكبير محمد لطيف.
«وزي ما احنا عارفين إن الكورة إجوان».. جملة اشتهر بها المعلق الرياضي الراحل محمد لطيف، والذي أطلق عليه «شيخ المعلقين»، نظرًَا لخبرته الكبيرة في مجال التعليق، وإفيهاته التي اشتهر بها، خاصة وأن المباريات التي علق عليها كانت للاعبين قدامى، وأساطير في الكرة المصرية، مازالوا خالدين في ذاكرة الجمهور.
كرة القدم لا تعترف في النهاية إلا بالأهداف والنتائج، تلك هي نظرية المعلق الراحل طوال مسيرته في التعليق، لذا اشتهر كابتن لطيف، بكلمته الشهيرة «الكورة أجوان»، والذي كان يقولها حينما يلعب فريق بمهارة عالية دون أن يضع الكرة في الشباك، أو عندما يسجل الفريق صاحب الأداء الأسوأ في شباك الخصم.
يعد محمد لطيف، «شيخ المعلقين العرب» والجناح الأيمن بنادي الزمالك في أواخر العشرينيات، وأوائل الثلاثينيات من القرن الـ20، واحدًا من أهم 50 شخصا كرمهم الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، على مستوى العالم، والوحيد من مصر الذي جرى تكريمه عن «نشر اللعبة».
في بدايات «لطيف» مع التعليق، كان أجره اليومي في الإذاعة 50 قرشا، وكانت أول مباراة علق عليها بين منتخب القاهرة ومنتخب الإسكندرية على ملعب مصطفى كامل، ليبدأ رحلته مع التليفزيون عام 1960، على حد قول خالد لطيف نجل المعلق الراحل، مضيفًا: «الكابتن محمد لطيف زي ما كان سريع البديهة في التعليق كان خفيف الظل ورومانسي في الحقيقة»، وفقًا لما قاله خلال إحدى البرامج الرياضية.
شهرة الكابتن لطيف كمعلق فاقت شهرته كلاعب، وقد كانت كلماته الشهيرة ملء الأسماع مثل «الكورة اجوال، الجون بييجي في ثانية، الجايات أكثر من الرايحات، الجو النهاردة جو كورة، جت في الألومنيا».
