حديث المساء.. وزير الري يكشف كواليس مفاوضات السد الإثيوبي

كتب: محمد عزالدين

حديث المساء.. وزير الري يكشف كواليس مفاوضات السد الإثيوبي

حديث المساء.. وزير الري يكشف كواليس مفاوضات السد الإثيوبي

تقدم «الوطن»، لقرائها ملخصا لأبرز ما تناولته برامج الـ«توك شو» المسائية ليوم السبت، وأبرز الفقرات والمداخلات الهاتفية التي احتواها كل برنامج؛ إذ ناقشت بعض القضايا والمسائل المهمة في مصر، وكان أبرزها تصريحات الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري حول تطورات السد الإثيوبي، و«حديث المساء» يرصدها لكم كما يلي:

وزير الري: مصر لن تنتظر حتى يقع عليها ضرر من الملء الثاني لسد إثيوبيا

قال الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، إن الدولة المصرية لن تنتظر حتى يقع ضرر عليها من الملء الثاني للسد الإثيوبي، معلقًا على بيان إثيوبيا باستعداها لتبادل المعلومات حول السد واختيار خبراء لإدارة السدود، موضحًا أن تبادل المعلومات خطوة لتطبيق اتفاق و«احنا معملناش اتفاق عشان نتبادل عليه معلومات وبيانات».

وأضاف «عبدالعاطي»، خلال حواره في برنامج «الحكاية»، مع الإعلامي عمرو أديب، على شاشة «إم بي سي مصر»،  أن مصر لديها معلومات عن حالة السد وملء السد أكثر من إثيوبيا: «إحنا متابعينه أكتر منهم، وعندنا معلومات أكتر منهم، بس مفيش حتى الآن اتفاق عشان نطبقة».

وأشار وزير الموارد المائية والري، إلى أنه لو هناك حسن نوايا من الجانب الإثيوبي، فإن الدول الثلاث قد اقتربت من المفاوضات أكثر من مرة، بل هناك اتفاق جرى الانتهاء منه في واشنطن: «لو فيه حسن نوايا نطبقه ونتبادل بيانات ونمضيه كلنا ونتبادل الخبراء ونشتغل كلنا، لكن دلوقتي هتتبادل المعلومات على إيه؟، مفيش اتفاق طبقناه، البيانات دي سهلة إن الواحد يجبها».

وزير الري: الجهات الدولية تستشعر الخطر من السد الإثيوبي.. والتدخل وارد

قال الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، إن الجهات الدولية تستشعر أن هناك خطرا وأزمة بسبب السد الإثيوبي، ومن الوارد جدًا أن يكون هناك تدخلا دوليا، سواء من الدول الأفريقية أو الدول الصديقة، بحيث يكون هناك حل لهذه الأزمة، «بس إحنا عاوزين كل واحد يركز في شغله يعني الفنيين في وزارة الري يزودوا قدرتنا على تحمل الصدمة ونأخذ إجراءات وتدشين مشروعات».

وأضاف «عبدالعاطي»، خلال حواره في برنامج «الحكاية»، الذي يعرض على شاشة «mbc مصر»، مع الإعلامي عمرو أديب، أن العاملين في الشأن السياسي يتخدون ما يرونه صالحًا من إجراءات للحفاظ على الحقوق المائية بشكل سياسي أو قانوني، «كل جهة تشوف شغلها إيه وتشتغل فيه، إنما نقعد نقول إيه اللي هيحصل، ده نتركها لكل واحد في تخصصه، إحنا من الناحية الفنية بنقول للناس أحنا شغالين من بدري أوي، وكل التخصصات التانية الناس شغالة فيها».

وأوضح وزير الموارد المائية والري، أنه يتم العمل على زيادة قدرة مصر على امتصاص الصدمات، «كلنا شغالين على تزويد قدراتنا على تحمل الصدمات»، مؤكدًا في الوقت ذاته أن السد العالي يعد مخزونا استراتيجيا للمياه بدرجة كبيرة، وسيتم الاعتماد عليه بشكل أساسي، ويتم العمل منذ 3 سنوات على المحافظة على مخزونه الاستراتيجي من المياه وزيادته، بحيث لا تحدث أي مشكلة، لامتصاص أي أزمة حال حدثها.

وزير الري يتوقع عودة المفاوضات حول السد: بدونها هتبقى مشكلة على الجميع

وتوقع أن تكون هناك مفاوضات أخرى مع أثيوبيا حول السد، واصفا ذلك بقوله «ده أمر أكيد»، فيما رد الإعلامي عمرو أديب: «أنت بتقول أكيد؟ بس هيبقى بعقد ومهر جديدين»، فرد الوزير ضاحكًا: «أيوة طبعا، أكيد».

وأضاف أنه من مصلحة إثيوبيا قبل مصلحة مصر الوصول إلى اتفاق، «من مصلحة مصر وأثيوبيا والسودان الوصول إلى اتفاق، لو مفيش اتفاق هيبقى فيه مشكلة، المشكلة مش هتبقى على طرف واحد، بل مشكلة على الجميع».

وأوضح أن عام 2015-2016، كان عام جفاف، ووصل لمصر من حصتها من المياه 35 مليار متر مكعب، بدلًا من الـ 55.5 مليار متر مكعب، وهذا بسبب الجفاف، «لو الملء بقى حصل في وقت جفاف، الـ 35 مليار متر مكعب شيل منهم كمان 13 مليار متر، يعني ممكن يبقى حوالي 20 مليار متر مكعب».

وتابع: «فترة الجفاف في عام 2015- 2016 مصر استطاعت امتصاصها، بس ده هيكون لو حصل ملء ثاني في فترة جفاف صدمة مزدوجة، لازم يكون عندنا قدرة كافية على امتصاص أغلبها».

وزير الري: إثيوبيا ستقدم على الملء الثاني للسد بنسبة كبيرة

وقال إن أديس أبابا ستقدم بنسبة كبيرة على الملء الثاني للسد الإثيوبي، في ظل مشاكل داخلية لدى القيادة السياسية هناك: «هيعمل الملء الثاني بنسبة كبيرة، زي ما عمل الملء الأول برضوا عشان كان فيه مشاكل داخلية، وممكن مايستفدش من الملء وده أمر وارد، مقدرش أحكم هو هيستفاد من الملء قد إيه بنسبة 100%».

وأضاف «عبدالعاطي»، أن الأخطاء وقت التشغيل في التوربينات واردة، فحال حدوث أي خطأ حتى لو بنسبة 1 في الألف، سيكون عليهم فكه وإعادة تركيبه مرة أخرى، وبالتالي الأخطاء واردة: «التشغيل يظهر أخطاء وعيوب لازم ياخد وقته في تظبيط هذا الخطأ، ممكن يملى ويشغل وممكن يملى ومايشغلش».

وأشار وزير الموارد المائية والري، إلى أن مصر تجهز نفسها على أسوأ الفروض بأن يبدأ الملء وهناك جفاف: «سيجري التعامل مع هذا الأمر بسيناريوهات مختلفة، وخطط للتعامل مع كل موقف».

وزير الري: عندنا جاهزية للتعامل مع صدمة بدء الملء الثاني للسد الإثيوبي

وأكد إن مصر تحاول امتصاص أكبر قدر من الصدمة الخاصة بالمياه حال الملء الثاني للسد الإثيوبي، حتى لا يحدث تأثير صعب على المصريين: «الدولة مش ساكتة وشغالين من 5 سنوات بجدية في كل شيء، من أول عمل سدود لجمع مياه الأمطار أو بناء محطات معالجة، أو ترشيد مياه أو تبطين ترع أو ري حديث أو ري ذكي أو أعمال حماية من السيول أو استكشاف مياه جوفية وإدارتها».

وأضاف أن مصر عملت على تقنين الزراعات سواء الأرز أو القصب أو الموز وتقليل المساحات وكان هناك استجابة كبيرة من المواطنين، ويجري العمل على قياس قدرة مرونة السيستم على تحمل الصدمات «بنشوف قدرتنا قد إيه في تحمل الصدمات من ملء السد، ده مؤشر أساسي، فيه جزء سياسي وفيه جزء فني كل واحد شغال في الملف بتاعه».

وأوضح وزير الموارد المائية والري، أننا سنعمل على امتصاص الصدمة في اليوم التالي لبدء الملء الثاني للسد الإثيوبي، حيث إن الملء الثاني يعد في حد ذاته صدمة «عندنا جاهزية للتعامل مع هذه الصدمة، فيه كذا سيناريو، لو هيملى وفيه جفاف هتبقى صدمة كبيرة شوية، لو هيملى وفيه فيضان متوسط مفيش مشكلة، ولو هيملى وفيه فيضان عالي برضوا مفيش مشكلة، المشكلة لو قام بالملء وفيه جفاف قارس أو متطرف ده المشكلة، وبنشوف ممكن قدرتي تخليني أتعامل ازاي مع الأمر ده».

وأردف أن مصر قامت ببناء قدرة عالية جدا بحيث نتعامل مع هذا الأمر: «احتمال يبقى السنة دي فيها جفاف، وارد جدا مش شرط ييجي فيضان زي السنة اللي فاتت، فيه مؤشرات نتابعها كل شهر بتقول المطر رايح فين، نتمنى أن يكون فيضان السنة دي زي السنة اللي فاتت يبقى مش هيحصل مشكلة».

وزير الري: جاهزون لحدوث الملء الثاني للسد الإثيوبي.. «بس مش مطمنين»

وقال إن مصر جاهزة لحدوث ملء ثاني في السد الأثيوبي، «أنا جاهز بس مش مطمن، لو اطمنت مش هشتغل، لو اطمنيت الناس هترحرح ومش هتاخد الموضوع بجد، يبقى أحنا جاهزين ومش مطمنين يعني شغالين على أطراف صوبعنا».

وأضاف أن مصر قامت بتخفيض مساحات زراعة الأرز والموز والقصب، وتبطين ترع وري حديث وذكي على 3 مستويات، وهم مستوى الترع ومستوى المسقة ومستوى الحقل، فضلا عن الري بالتنقيط.

وأوضح وزير الموارد المائية والري، أن الري الذكي هو عبارة عن وضع مؤشر للمزارع يوضح نسبة الرطوبة في التربة، «يعرف يروي دلوقتي ولا لأ»، مناشدًا الإعلامي: «هات الفلاحين نفسهم يتكلموا عن الري الحديث وازاي ابتكروا فيه وأنتجوا منه وزودوا إنتاجهم بنسبة 40% بسماد أقل ومياه أقل وبتكلفة عمالة أقل».

وتابع: «فيه فلاحين بتصدر المنتجات لأوروبا، هما الأقدر يتكلموا عن تجربتهم، وفيه فلاحين بيصدروا منتجاتهم لليابان».

وزير الري عن سد إثيوبيا: سنتخذ ما يناسبنا من قرارات في الوقت المناسب

ولفت أن الملء الثاني للسد الإثيوبي قد يحدث وقد لا يحدث، لكن بنسبة كبيرة سيحدث، لأن هناك مؤشرات بالنسبة لنا تؤكد ذلك، فتركيب التروبينات تسير بمعدلات عالية، «فاضل بس عندهم يعملوا فتحات ويفتحوا بوابات عشان يصرف المياه لتقليل المنسوب من أجل تعليه الجزء الأوسط، يعني يفضي المياه شوية عشان يعلي الجزء الأوسط».

وأشار إلى أن مقدار الجزء الذي سيتم تعليته (الأوسط) هو مقدار التخزين، موضحًا أن مصر تبدي كل مرة حسن النية وقدرتها على الوصول إلى اتفاق، وتم إثبات ذلك أكثر من مرة وليس مرة واحدة فقط، لكن بعد الملء الثاني سيتم اتخاذ إجراءات.

وتابع: «محبش أحط صانع القرار تحت ضغط، لما أكون واخد استعداداتي، يبقى أخذ القرار اللي يناسبني في الوقت اللي يناسبني، وإحنا حاليا فيه جاهزية للتعامل مع المشكلة»، موضحًا أن مصر بها فقر مائي، ويجب أن يكون هناك ترشيد للمياه على كل المستويات، «أحنا في الوزارة عملناها في الزراعة، ووزارة الإسكان دلوقتي تعمل على ترشيد استهلاك المياه المنزلية، من خلال قطع موفرة ترشد الاستهلاك».

وأوضح وزير الموارد المائية والري، أن الدولة تعمل على ترشيد استهلاك المياه لمواكبة الزيادة السكانية واحتياجاتها، «المياه اللي برشدها من الزراعة بوجهها لمياه الشرب، لأن حصة مصر من المياه كما هي، وفيه زيادة في عدد السكان 25 مليون نسمة آخر 10 سنوات،  أشربهم منين، فنعمل على توفير مياه الزراعة للاستخدام المنزلي، وبقول للنشاط الصناعي أنت تدور المياه داخل المصنع على طول تبقى دائرة معلقة متطلعش مياه صرف، عالج وعيد استخدامها».

وتحدث عن أزمة السد الإثيوبي، وتداعياته، موجهًا حديثه للإعلامي عمرو أديب، «خدها مني كلمة واحسبها عليا، الدولة لن تسمح بحدوث أزمة مياه في مصر»، وذلك خلال حواره في برنامج «الحكاية»، الذي يعرض على شاشة «إم بي سي مصر».

وزير الري: من مصلحة العالم أجمع وإثيوبيا حل أزمة السد بشكل تفاوضي

وقال إنه من مصلحة الجانب الإثيوبي أن ملف السد يتم حله عن طريق التفاوض، ومن مصلحة مصر أيضًا، ومن مصلحة العالم أجمع أن يتم حل هذه القضية بالتفاوض، موضحًا أنه شاهد على ملف التفاوض حول هذا الأمر منذ عام 2006، «من 2006 وأنا شغال في الملعب أو في المطبخ زي ما بيقولوا».

وأضاف أن مصر دائما ما تترك مساحة للمفاوضات، «واحنا قاعدين في جولة مفاوضات مهما كانت قاسية، في الآخر أحنا عارفين أننا هنرجع تاني لجولة مفاوضات فلازم تسيب مساحة».

وأشار وزير الموارد المائية والري، إلى أن حصة مصر من المياه والمقدرة بـ 55.5 مليار متر مكعب، حال نقصانها مليار متر مكعب واحد، ستؤثر على 200 ألف أسرة، كونها تؤثر على 200 ألف فدان، والأسرة تتألف في المتوسط من 5 أفراد، وهذا يعني أن المليار متر مكعب من المياه سيؤثر على مليون شخص، كما أن هناك في مصر 40 مليون مواطن يعيشون على الزراعة وسيصبحون بدون مصدر دخل إذا تم ذلك.

وتابع: «هيعملوا إيه، احتمال يعملوا مشاكل داخلية، أو يبقوا لقمة سهلة في يد الجماعات الإرهابية عشان يتعمل ليهم غسيل مخ، يقولوا ليهم جاهد عشان دول اللي قطعوا عنكم المياه، أو هيقول أنا هلم شنطتي وههاجر على أوروبا، مصر حتى الآن لديها قدرة على وقف الهجرة غير الشرعية، لكن لو وصل العدد مليون أو 2 مليون الدولة هتتعامل معاهم إزاي؟ هل الدولة هتقدر تتحكم فيهم؟».


مواضيع متعلقة