«الحياة بقى لونها وردي».. رحلة البحث عن الشغف تقود مهندسة للفن الروسي

كتب: محمد خاطر

«الحياة بقى لونها وردي».. رحلة البحث عن الشغف تقود مهندسة للفن الروسي

«الحياة بقى لونها وردي».. رحلة البحث عن الشغف تقود مهندسة للفن الروسي

مهما حقق أي إنسان من نجاحات على مستوى عمله، يبقى هناك جزء صغير بداخله يجلعه يشعر دائما أن هذا النجاح ينقصه شيء حتى تكتمل سعادته به، جزء صغير للغاية، يمر عمر الكثير منهم وهم يخفونه عن أعين الجميع حتى أقرب الأقربون لهم، فبعضهم مكتفون به، والبعض الآخر أو الغالبية بالأدق، لا يمتلكوا الشجاعة في محاولة إظهار حبهم  لهذا الجزء، قليلون فقط هم من يغامرون لإظهار شغفهم بهذا الجزء ويحاولون أن يشاركهم كل العالم جمال هذا الجزء الصغير.

وهو ما حدث في حكاية نهلة فاروق فؤاد، مهندسة الديكور، التي قادتها رحلة البحث عن شغفها وهذا الجزء الصغير، إلى sculpture painting أو ما يسمى بالفن الروسي للورد، لتصبح أحد أمهر صانعيه وتصبغ حياتها ومنتجاتها بلون الوردي وليس بالبمبي كما كانت تغني الراحلة السندريلا سعاد حسني «الحياة بقى لونها بمبي»، وتصل منتجاتها إلى الإمارات والسعودية.

البداية

حياة مهندسة ديكور كانت طبيعية للغاية ومشابهة لغالبية السيدات، امرأة نجحت على المستوى العملي بحكم كونها مهندسة ديكور ممارسة لهذه المهنة بالفعل، بالإضافة إلى عملها كأستاذة بأكاديمية الفنون بمدينة الشروق، وعلى المستوى الشخصي تعيش حياة زوجية مستقرة وهادئة وسعيدة مع زوجها، لكن كل هذا النجاح كان ينقصه حبها وشغفها الذي بدأ مع الفن الروسي للوردة بالصدفة، كما تقول في حديثها مع «الوطن»: «علاقتي بالفن ده بدأت من نحو 6 سنوات، لما شوفته صدفة على المواقع الأجنبية الروسية، وعملت سيرش كتير عنه لحد ما توصلت لمدربة معتمدة في السعوديه وأخدت كورس معاها».

صعوبة تحتاج لساعات من التدريب

ولكن هل كان ذلك كافيا، حتى تحترف مهندسة الديكور هذا الفن، الذي يعرف المهتمون به مدى صعوبته، بالتأكيد الإجابة لا، وهو ما تشدد عليه «نهلة»، موضحة: «استكملت رحلتي الفنية في الفن ده، خاصة لما أخدت كورس لتاني مرة أون لاين لمدربة معتمدة برضو، وعملت تدريبات مع نفسي كتير علشان أقدر أتمكن أني اطلع الورد بالشكل إلى موجود في العمل».

وتضيف: «لأنه ماكنش سهل خالص وخصوصا لو توقفت فترة ورجعتله تاني بلاقي فيه صعوبة، فلازم علشان أفضل محافظة على نفس المستوى، إيدي ماتتوقفش خالص وأمسك سكينة الرسم مرة على الأقل كل أسبوع».

اتفتح الباب

ومهما طال الصبر على ساعات التدريب، فساعة الحصاد قادمة في النهاية لا محالة، قد تتأخر من حكاية لأخرى، لكنها بلا تأكيد ستأتي، والدليل على ذلك حكاية مهندسة الديكور، حينما أعجب الكثيرون أول منتج لها بهذا الفن لدرجة كبيرة، جعلت بعضهم يقدم على شرائه، حسبما تشير، متابعة: «كان تابلوه كبير جدا مقاسه «100x 50» واتباع فعلا أول ما عرضته على النت».

الشغف المفقود

«حياتي كانت فاضية، كنت عايزة حاجة أملء بها وقتي وشغفي، لحد ما أدمنته»، ولماذا اتجهت «نهلة»، لهذا الفن، مشيرة إلى أن الأمر لم يكن يتعلق بمحاولة زيادة دخلها، كما أنه غير مربح بدرجة كبيرة بسبب غلاء أسعار الخامات التي تستخدم حتى يخرج بهذا الشكل الذي يعجب جمهوره، مواصلة: «مكسبي من الشغل ده بشتري به خامات تانية، لأن خامة الورد بلاستر روسي ماركة ايفجنيا اللي بستعملها، سعرها غالي شوية بالنسبة لحجم العبوة».

وتكمل: «بس ده مش فارق معايا أوي، يكفيني أني الحمد لله كنت من أوائل الناس اللي دخلوا الفن ده في مصر، لحد ما بقى معروف».

فريق الدعم والحلم

لا يستطيع أي إنسان مهما كانت موهبته أو اجتهاده أن يصل إلى أهدافه دون مساعدة فريق كامل من حوله، حتى ولو كانت تلك المساعدة متمثلة في الدعم المعنوي فقط الذي يحفزه دائما على استكمال المشوار، وفي حكاية مهندسة الديكور، كان هذا الفريق مكون من أهلها وإخواتها وزوجها، بالإضافة إلى صديقة لها من المنصورة، حسبما تكشف، منبهة: « الناس دي ليهم الفضل عليا بعد ربنا»، ومصرحة أنها تحلم في يوم من الأيام أن تملتك جاليري خاص بها ليكون أول جاليري في مصر لهذا الفن.


مواضيع متعلقة