جوامعنا.. «الدسوقي» قٍبلة المُحبين والباحثين عن الراحة: «به أثر النبي»

كتب: سمر عبد الرحمن

جوامعنا.. «الدسوقي» قٍبلة المُحبين والباحثين عن الراحة: «به أثر النبي»

جوامعنا.. «الدسوقي» قٍبلة المُحبين والباحثين عن الراحة: «به أثر النبي»

يقصده المريدون من كل أنحاء العالم ومحافظات مصر، يتبركون به ويبحثون عن الراحة، وتلجأ إليه السيدات والفتيات من كل حدب وصوب، أملا في شفاء ما أصابهن من حسد وسحر وتأخر إنجاب وزواج، فمقامه الواقع داخل مسجده بمدينة دسوق في كفر الشيخ، أصبح قبلة المُحبين والباحثين عن الراحة، هو مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، الذي يُعد من أكبر مساجد الجمهورية.

ولد الدسوقي في شهر شعبان عام 653 هجريا، ويمتد نسبه إلى الحسين ابن علي رضي الله عنهما، ونشأ في بيت متدين فحفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره، ودرس العلوم الشرعية المختلفة من توحيد وفقه وتفسير وبلاغة وأدب حتى أتقن علوم الشريعة وأصبح أحد كبار علماء الأمة، ودرس في علوم التصوف والأخلاق تزكية النفس وتبحر فيها حتى صار عينا من علوم الحقيقة وعينا من علوم الشريعة.

الدسوقي، هو مؤسس الطريقة الدسوقية، وأحد أقطاب التصوف الأربعة في العالم الإسلامي، اسمه إبراهيم بن عبدالعزيز أبو المجد، وفق تعريف الإمام الشعراني والإمام المناوي والعارف النبهاني، في كتابه «الطبقات الكبرى»، عاش من العمر 43 عاماً، ويتردد أن الإمام الدسوقي أقام بخلوته في دسوق عشرين سنة في انفراد مع ربه قانتا متبتلا يسبح في بحار القرب.

ومن المشهور عن مسجد الدسوقي، وجود آثار كف النبي محمد صلي الله عليه وسلم داخل المسجد بالقرب من المقام، فيقصده آلاف المريدين للتبرك وإزالة آثار الحسد والسحر، وأملاً في علاج تأخر الزواج والإنجاب.

ولُقب الدسوقى بـ«برهان الدين»، و«أبي العينين»، وكانت له صلات وثيقة بالسيد أحمد البدوي وتبادلا الرسائل بواسطة مريديهما، وله كرامات عديدة يحفظها مريدوه عن ظهر قلب، ويعتبر المسجد أحد أهم المزارات الصوفية الكبيرة في العالم الإسلامي، ويُقام به احتفال سنوي بمولد إبراهيم الدسوقي في شهر أكتوبر من كل عام، حيث يستمر لمدة أسبوع، ويحتفل بذكرى الشيخ 77 طريقة صوفية من مختلف أنحاء العالم، حيث يزور المدينة في هذا الوقت من العام أكثر من مليون زائر من مختلف محافظات مصر وبعض دول العالم، ويُعد من أكبر احتفالات الموالد في مصر.

ومر المسجد بمراحل كثيرة من التطوير، بدأت في عام 2011 خطوات المرحلة الأولى من الترميم عقب توقفه لسنوات طويلة، وحينها أعلن محافظ الأقليم، إعادة صب سقف المسجد بالكامل من الداخل والخارج وإعادة صب القباب والترميم للمآذن وإجراء أعمال الإضاءة والإذاعة الداخلية بالإضافة لتجديد وتحديث صالة كبار الزوار الملحقة بالمسجد وإصلاح وترميم دورات المياه بالكامل، بنحو 6 ملايين جنيه، على أن تقوم وزارة الأوقاف بدفع جزء منها والجزء الآخر من صندوق الخدمات بالمحافظة، إلا أن الترميم لم يتم.

وتوقف الترميم لسنوات، حتى سبتمبر عام 2018 أعلن الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، محافظ الإقليم، آنذاك عن تدبير جميع المبالغ المستحقة لشركة المقاولون العرب من وزارة الأوقاف، لإنهاء أعمال المرحلة الثانية، تمهيدًا لافتتاحها، بما في ذلك مصلى النساء، مكلفًا بإنهاء معوقات أمام الشركة لاستئناف الأعمال مرة أخرى والانتهاء من المرحلة الثانية، ويجرى تطويره حتى الآن.


مواضيع متعلقة