باكورة مشروعات «الدلتا الجديدة».. استصلاح 200 ألف فدان بـ«مستقبل مصر»

كتب: محمد مجدي

باكورة مشروعات «الدلتا الجديدة».. استصلاح 200 ألف فدان بـ«مستقبل مصر»

باكورة مشروعات «الدلتا الجديدة».. استصلاح 200 ألف فدان بـ«مستقبل مصر»

من وسط الصحراء تنطلق «واحات خضراء»، كان ذلك ملخص ما رأته «الوطن» داخل مشروع «مستقبل مصر»، الباكورة الزراعية لمشروع «الدلتا الجديدة»، الذي بدأ تنفيذه قبل نحو 3 سنوات، ليكون البذرة الأولى لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالعمل على إنشاء «الدلتا الجديدة» بمساحة مليون ونصف المليون فدان.

150 ألف فدان جديدة مستهدف استصلاحها خلال عام

وانتهت الدولة حتى الآن من استصلاح واستزراع 200 ألف فدان في مشروع «مستقبل مصر» في غضون 36 شهرا فقط، بالتعاون مع القطاع الخاص الجاد، مع العمل عل استصلاح وزراعة 150 ألف فدان جديدة خلال 2021.

ويرفع القائمون على المشروع «لا وقت ليضيع»؛ حيث يعملون على مدار الـ24 ساعة طوال أيام الأسبوع، مع العمل وفق مبدأ أساسي، هو مدّ البنية الأساسية للمشروع، الذي يُمثل نحو 60% من مشروع «الدلتا الجديدة»، وتسهيل عمل المستثمرين الزراعيين داخل المشروع، والذي تم العمل به وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لسد الفجوة من احتياجات مصر من المنتجات الزراعية المختلفة، وتوفير منتجات ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين، مع تصدير الفائض إلى الخارج.

المشروع يعتمد على الخزانات الجوفية في توفير المياه

وحسب القائمون على إدارة المشروع؛ فإنّه يعتمد على 3 خزانات للمياه الجوفية وهي الأيوسين، والمايوسين، والمغرة، عبر الاستخدام الأمثل لها، وهي امتداد لمنطقة وادي النطرون، وذلك بحفر الآبار الجوفية مع الوضع في الاعتبار المسافة البينية بين الآبار للحفاظ على الخزانات الجوفية والتنمية المستدامة.

وتبلغ كمية محصول «بنجر السكر» المنزرعة هذا العام نحو مليوني طن، ومن المُقرر أن تزيد إلى 3 ملايين طن خلال عام، بما يوازي إنتاجية مقدارها 400 ألف طن سكر، بهدف توفير 20% من احتياجات مصر من السكر.

خطوات على طريق الاكتفاء الذاتي من السكر

 ومن المستهدف أن يُساهم مشروع «مستقبل مصر» في الاكتفاء الذاتي من السكر في عام 2023، حسب ما ذكر مسؤولو «المشروع»، لـ«الوطن»، فضلا عن مساهمته في زيادة إنتاجية مصر من القمح، مع توجه لزيادة مساحات القمح المزروعة في مصر لـ700 ألف فدان.

كانت إشارة بدء المشروع في شهر أبريل عام 2017، حين وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالبدء في مشروع مستقبل مصر، وجرى اختيار موقعه على بعد 30 دقيقة من مدينة 6 أكتوبر، و50 كيلو متر من القاهرة، وقرب مطارات سفنكس وبرج العرب، ومينائي الدخيلة والإسكندرية، ما يسهل وصول المنتجات للأسواق النهائية، والموانئ، والمطارات؛ حيث يبعد عن ميناء الإسكندرية مسافة 100 كيلو متر، ومطار القاهرة 80 كيلو، ومطار سفنكس 30 كيلو.

ويحظر المشروع استزراع وزراعة المحاصيل الشرهة للمياه مع استخدام أجهزة ومعدات حديثة للري بحيث يتم الاستخدام الأمثل للمياه الكافية للزراعة، بأقل كمية ممكنة من تلك المياه.

البنية التحتية لمشروع مستقبل مصر

وقال مسؤولو المشروع، إنّه جرى تمهيد طرق بأطوال 500 كيلو متر وعرض 10 أمتار، على طول 95 كيلو مترا وعمق من 40 إلى 45 كيلو متر، بإجمالي 55 طريقا طوليا، و35 طريقا عرضيا، فضلاً عن إنشاء محطتين كهرباء بقدرة 350 ميجاوات، ومخازن ومبانٍ إدارية وسكنية.

وتتعاون الدولة مع القطاع الخاص في تنفيذ المشروع، وهو التعاون الذي أثمر عن استصلاح واستزراع 200 ألف فدان سنويا باستخدام 1700 جهاز ري محوري مطور، والذي يتم زراعته مرتين في السنة؛ حيث جرى تقسيم قطع الأراضي الواقعة في المشروع بأن تكون كل قطعة 1000 فدان.

وتعمل الجهات المشرفة على المشروع على توفير الأراضي بأسلوبين، الأول عبر حق الانتفاع بالتعاون مع المستثمرين، وفيه يقومون على إعداد البنية التحتية للمشروع، والأسلوب الثاني هو تجهيز البنية التحتية من قبل الدولة، وتأجير قطعة الأرض بـ«الزرعة»، أو الموسم الواحد.

وتعد الجهات المسؤولة عن المشروع الدراسات الخاصة بدراسات الجدوى للمحصول المرغوب في زراعته، مع التنسيق مع وزارة الزراعة والجهات المسؤولة عن المحاصيل التي نحتاجها ونستوردها من الخارج بغرض التوسع في زراعتها، والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد.

207 آلاف فرصة عمل في مشروع مستقبل مصر 

ويوفر المشروع نحو 200 ألف فرصة عمل غير مباشرة، ونحو 7 آلاف فرصة مباشرة، مع توجه رئاسي بالتوسع في تشغيل المدنيين في هذا المشروع.

ووجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائمين على إدارة مشروع «مستقبل مصر» بالعمل على توفير المنتجات الزراعية التي يحتاجها المواطن البسيط بهدف المساهمة في توفير احتياجات السوق المحلي ونسبة من الاكتفاء الذاتي، وتوفير منتج بأسعار مناسبة.

ونجحت الدولة بالشراكة مع القطاع الخاص في استصلاح واستزراع 30 ألف فدان في العام المالي 2018/ 2019، ووصلت لـ120 ألف فدان في العام 2019/ 2020، ثم ارتقت لـ200 ألف فدان في عام 2020/ 2021، مع تكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي باستصلاح 150 ألف فدان تنتهي بنهاية العام الحالي.

ويعتبر مشروع «مستقبل مصر»، الذي سيصل في مساحته النهائية إلى 500 ألف فدان، نحو 60% من مشروع «الدلتا الجديدة»، التي أعلن الرئيس عن تنفيذها من قبل، بغرض تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي في مصر، حيث من المستهدف إنهاء مشروع الدلتا الجديدة بحلول عام 2023.

وعمل المشروع في أولى مواسمه الزراعية على زراعة 17 ألف فدان قمح، و17 ألف فدان من الذرة الصفراء، و7 آلاف فدان من الشعير، و32 ألف فدان بطاطس، و27 ألف فدان من البنجر، و10 آلاف فدان من السوداني، و5 آلاف فدان بطاطا، و4 آلاف فدان فاصوليا بيضاء، و7 آلاف فدان بصل، و10 آلاف فدن طماطم، 3 آلاف فدان بسلة، و4 آلاف فدان جزر.

وخلال العام المالي 2020/ 2021، عمل المشروع على زراعة 17 ألف فدان قمح، و17 ألف فدان ذرة، و8 آلاف فدان شعير، و42 ألف فدان بطاطس، و46 ألف فدان بنجر، و12 ألف فدان سوداني، و3 آلاف فدان فراولة، و5 آلاف فدان بطاطا، و6 آلاف فدان فاصوليا، و15 ألف فدان بصل، و10 آلاف فدان طماطم، و3 آلاف فدان بسلة، و3 آلاف فدان جزر، و3 آلاف فدان خيار.

ومن المقرر أن تقل مساحات قصب السكر المزروعة في مصر خلال الفترة المقبلة، مع التوسع في استخدام البنجر في استخلاص السكر وصولاً للاكتفاء الذاتي، كما يتم زراعة 10 آلاف فدان من محاصيل البرتقال واليوسفي والليمون خلال العام المالي الحالي.

ووجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائمين على المشروع بالعمل على أن يساهم «مستقبل مصر» في القضاء على البطالة، وتوظيف المواطنين في التخصصات المختلفة، والعمل مع المستثمرين الزراعيين الجادين بمحددات وضوابط وخبرات في التعامل مع المشروع.

كما تضمنت التوجيهات الرئاسية التنسيق مع الجهات المسؤولة في الدولة، لعدم وجود زيادة في إنتاج محصول لا نحتاجه ولا جدوى اقتصادية له، مع التوسع في المحاصيل التي يوجد عجز في الزراعات التي نحتاجها، وذلك عبر إدارة «تنمية الإنتاج الزراعي» الموجودة في المشروع.

وتنسق إدارة المشروع مع الجامعات حتى يتم تدريب خريجي الزراعة والهندسة من أقسام كهرباء، وميكانيكا لتثقيف العناصر البشرية، في محاولة لزيادة الأيدي العاملة تماشيا مع دفع عجلة الإنتاج الزراعي، وتعظيم دور الاستفادة من الخبرات الموجودة في مشروع «مستقبل مصر».

ولفت مسؤولو المشروع إلى أنّهم يعملون طوال 7 أيام في الأسبوع على مدار الـ24 ساعة، وهناك رقابة دائمة على تنفيذ المشروع، وجار تجهيز البنية التحتية للترع حتى قبل وصولها لأرض المشروع لسرعة الإنجاز.

وتصلح التربة الزراعية في أراضي مشروع «مستقبل مصر» لزراعة جميع أنواع الزراعات، ولكن يتم التنسيق مع إدارة المشروع قبل بدء زراعة عدد من الزراعات.


مواضيع متعلقة