بريد الوطن..الوباء يحيطني من كل جانب

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن..الوباء يحيطني من كل جانب

بريد الوطن..الوباء يحيطني من كل جانب

منذ كنتُ طفلة، كان الجميع يعبر من جانبى، ثم أتيت أنت، عبرت من خلالى، ومباشرةً كبرت. لم أعد أرغب فى عد سنواتى التى قضيتها معك وبرفقتك، فلحظات سعادتنا فيها على قدر شقائنا، لا تعد ولا تحصى، لحظات من فرط السعادة ومن فرط الشقاء، لا مجال للتخلى بسببها، وإن كان هذا من جانبى فقط.. لن أخبرك بما حلّ بى خلال غيابى، رغم عدم سؤالك، الذى أراه إهمالاً مع سبق الإصرار.. لم يكن ما جعلنى أفضّل الوحدة والاعتزال أنت، ولم أكن راغبة بهذا أبداً، لكننى أيقنت أنه غير مهم عندك.. أحياناً تكون حالتنا النفسية هى السبب الرئيسى وراء أمراضنا الجسدية، وهذا ما عانيته بعدما توالت الصفعات على قلبى، ليس قلة إيمان، بل وجع على أصدقاء وزملاء، منهم من صار طريح الفراش فاقداً للنطق، ومنهم من أصيب بالفيروس الذى اجتاح العالم، ويبدو إنه لا خلاص منه فى وقتنا الحالى..

انتهيت من آذار، ثم كان الخلاص من نيسان، ثم أيار، حتى جاءنى حزيران على استحياء يخبرنى بمزيد من الآهات ويلكمنى على حين غفلةٍ منى بغيابك رغم أوجاعى التى أحياها، ولم أطلب منك الحضور.. رغم إحساسى بأن الوباء يحيطنى من كل جانب، وربما تحين لحظتى فى أى وقت، فإننى لست خائفة، لست مستاءة أو متوجسة، أنا مُرحبة منتظرة بحب وشغف. لا داعٍ لذكر المزيد، سأقبل ما أنا فيه، والله المستعان.

                                                                      أسماء عبدالخالق

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة