لقاح أسترازينيكا وكورونا.. جدل مستمر ومخاوف متبادلة

لقاح أسترازينيكا وكورونا.. جدل مستمر ومخاوف متبادلة
- أسترازينيكا
- لقاح أسترازينيكا
- أسترازينيكا البريطاني
- ألمانيا
- الصحة العالمية
- كورونا
- لقاح كورونا
- أسترازينيكا
- لقاح أسترازينيكا
- أسترازينيكا البريطاني
- ألمانيا
- الصحة العالمية
- كورونا
- لقاح كورونا
خلال الفترة الماضية، أثار لقاح أسترازينيكا للوقاية من فيروس كورونا المستجد جدلًا كبيرًا بالعالم، بين تسببه في الوفاة وآثاره الجانبية والسن المستهدف له، إلى أن قيدت ألمانيا استخدامه، رغم تأكيد منظمة الصحة العالمية على أن اللقاح آمن وفعال.
ألمانيا تقيد استخدام أسترازينيكا
وأعلنت ألمانيا، اليوم، استخدام لقاح أسترازينيكا المطور من قبل أكسفورد، على من يبلغون من العمر 60 عامًا فأكثر وكذلك على المجموعات ذات الأولوية القصوى.
ووافق وزير الصحة الألماني ووزراء الصحة في الولايات، على مقترح لجنة اللقاحات، بضرورة ألا يتلقى من هم دون الستين عاما لقاح أسترازينيكا إلا إذا كانوا ضمن الفئات التي تمثل أولوية قصوى، من المرضى المعرضين لخطر شديد والعاملين في المجال الطبي.
وبعد ذلك القرار، بات أمام من تقل أعمارهم عن 60 عامًا وتلقوا الجرعة الأولى من أسترازينيكا، أحد الاختيارين، إما تلقي الجرعة الثانية، إذا كانوا ذوي أولوية قصوى، أو الانتظار لحين إصدار اللجنة توصياتها، المنتظرة في نهاية أبريل المقبل.
ويأتي ذلك رغم مطالبة ألمانيا، في فبراير الماضي، بعدم إعطاء اللقاح لمن تزيد أعمارهم عن هذه الستين عامًا.
اضطراب نادر في الدم بالدماغ
ويأتي قرار ألمانيا، بعد نشر تقارير صادرة عن معهد «بول إيرليش» بشأن ظهور حالات جلطات دموية تعرف باسم تجلط الوريد الجيبي الدماغي.
وقال المعهد، إنه تم تسجيل 31 حالة إصابة من هذا النوع، والذي تسبب في تسع وفيات من بين حوالي 2.7 مليون تلقوا لقاح أسترازينيكا.
وباستثناء حالتين، تتعلق جميع التقارير بنساء تتراوح أعمارهن بين 20 و63 عامًا.
لقاح أسترازينيكا الأكثر انتشارا في العالم
ويعتبر لقاح أسترازينيكا اللقاح الأكثر انتشارًا في العالم، بعد موافقة عدة دول استخدامه، حيث نصحت لجنة خبراء تابعة لمنظمة الصحة العالمية باستخدام اللقاح، حتى من تتجاوز أعمارهم الـ65 عامًا، ولكن أبدت عدة بلدان مؤخرات تخاوفاتهم منه.
وفي فبراير الماضي، كشفت شركة «أسترازينيكا» البريطانية، أنها سجلت خلال عام 2020 أرباحًا صافية بلغت 3,2 مليارات دولار، بعد إنتاجها اللقاح بالتعاون مع جامعة أكسفورد.
وأكدت أن أسترازينيكا يتميز باستخدامه تقنية تقليدية أكثر من اللقاحين المنافسين، ما يجعله أقل كلفة وأكثر سهولة للتخزين، حيث لا يحتاج إلى الحفظ في درجة حرارة منخفضة، موضحة أنه «فعال بشكل كبير» تجاه المرض، وأنه لم يصب أي مشارك في التجارب بأي أنواع حادة من المرض ولم ينقل أحد إلى المستشفى، وفقًا لـ«فرانس برس».
هل يسبب التجلطات؟
وقبل حوالي 3 أسابيع، أثير الجدل بشأن تسبب أسترازينيكا في تجلطات دموية، حيث علقت الدنمارك استخدامه لفترة مؤقتة تصل إلى ما يقرب من أسبوعين كإجراء احترازي للتحقيق في أعراضه الجانبية، بعد وفاة شخص تلقاه.
كما أعلن غير بوكهولم، مدير الوقاية من الأمراض المعدية والسيطرة عليها في المعهد النرويجي للصحة العامة، أن بلاده تعلق أيضًا استخدام لقاح أسترازينيكا للتحقق من صحة تلك التقارير، وأعقبه في نفس الخطوة إيطاليا وجنوب إفريقيا، والنمسا عقب وفاة امرأة تلقت جرعة منه، إثر إصابتها بجلطة دموية.
وتعليقًا على ذلك، أكدت الدكتورة رنا الحجة، مدير إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية لإقليم الشرق المتوسط، أن التقارير المنتشرة عن أعراض أسترازينيكا الجانبية كتكوين تجلطات دموية، غير صحيحة، حيث أن اللجنة الفرعية التي شكلتها المنظمة أثبتت فعالية وسلامة اللقاح.
فاعلية اللقاح لكبار السن
وحصد اللقاح نصيبًا من الجدل بشأن استخدامه لكبار السن، ففي مطلع فبراير الماضي، أعلنت الهيئة العليا للصحة في فرنسا، أن العقار غير موصى به لمن يتجاوزون 65 عامًا، بينما شددت بريطانيا على كونه صالحا لجميع الأعمار.
وأكد وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، أن الأبحاث أثبتت أن هناك درجة عالية من الثقة بأن لقاح «أوكسفورد- أسترازينيكا» يصلح لجميع الأعمار.
كما أفادت وكالة الأدوية الأوروبية، أن «أكسفورد - أسترازينيكا» يعد آمن للاستخدام ويوفر استجابة مناعية جيدة ولكن لا توجد حتى الآن بيانات حول مدى فعالية اللقاح في الحماية لكبار السن.
وردت شركة أسترازينيكا، على ذلك، في بيان سابق لها، شددت فيه على أن لقاحها يقدم حماية قوية من كورونا ويمنع تفاقم المرض والحاجة للنقل إلى المستشفيات أو الوفاة، وفاعليته لكبار السن، مشيرة إلى أن خبراءها لم يحددوا أي مخاوف بشأن سلامة اللقاح، أو دليل خاص بالإصابة بجلطات الدم النادرة التي حدثت في بعض الحالات في أوروبا.
كما أرسلت منظمة الصحة العالمية رسالة لأي دولة لديها مخزون من لقاح أسترازينيكا ومترددة بشأن استخدامه، قائلة: «أعطونا اللقاح، لدينا كثيرون ممن سيأخذونه».
لحم الخنزير
وبالتزامن مع ذلك الجدل المتنامي بالشهر الجاري بشأن اللقاح، انتشرت تقارير بأندونيسيا، تزعم أن «أسترازينيكا» يتضمن أحد مشتقات لحم الخنزير، ما يجعله يتعارض مع الشريعة الإسلامية، وهو ما نفته الشركة البريطانية.
وأكدت شركة أسترازينيكا أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد لا يحتوي على مكونات مشتقة من لحم الخنزير، مضيفة: «في جميع مراحل عملية الإنتاج، لا يستخدم لقاح الفيروس هذا ولا يتلامس مع المنتجات المشتقة من لحم الخنزير أو المنتجات الحيوانية الأخرى».
ويأتي ذلك بعد بيان مجلس العلماء الإندونيسي، وهو أعلى مجلس ديني في إندونيسيا، أن اللقاح حرام لأن عملية التصنيع تستخدم إنزيم التربسين الذي تم الحصول عليه من بنكرياس الخنزير، مشيرة الى موافقته استخدام اللقاح في حالة الطوارئ الوبائية.