4 ليالي عزاء لشاب توفي في حادث قطاري سوهاج: يتيم وكان بيجهز شقته

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

4 ليالي عزاء لشاب توفي في حادث قطاري سوهاج: يتيم وكان بيجهز شقته

4 ليالي عزاء لشاب توفي في حادث قطاري سوهاج: يتيم وكان بيجهز شقته

مع صباح يوم الجمعة الماضية، بدأت الصرخات تتعالى، والدموع تنهمر، والجميع يبحث عن ذويه، بعدما حدث تصادم بين قطارين في منطقة الصوامعة بمحافظة سوهاج، مشاهد الحزن ما زالت حاضرة حتى الآن على الرغم من مرور عدة أيام على الحادث الأليم.

رحلة ذهاب بلا عودة

خرج الشاب أحمد هاشم، 21 عاما، من مركز جرجا بمحافظة سوهاج، في رحلة ذهاب بلا عودة، رحلة بدأت بحلم الوصول إلى محافظة القاهرة وانتهت بجثمان ملقى داخل أحد مستشفيات طما بمحافظة سوهاج حتى تعرف عليه أصدقاؤه الذين لم يصدقوا ما حدث لصديق العمر. 

ليلة الخميس التي سبقت حادث القطار مباشرة كان خلالها الشاب يقضي ليلته رفقه أصدقائه، ومن بينهم «صبري محمد»، الصديق المقرب له، يجلسون معا من أجل توديع صديقهم «أحمد» الذي يستعد للسفر في الصباح الباكر، لم يكن يعلم أحد منهم أن تلك الرؤية هي الأخيرة، ولن يكن لهم نصيب في الجلوس مع صديقهم «أحمد» مرة أخرى. 

يقول «صبري» إن صديقه «أحمد» قد توفي في حادث القطار، وأنهم لم تكن لديهم أي معلومات عنه، بعدما علموا بما حدث للقطار الذي استقله صديقهم، حتى قاموا بنشر بوستات على فيس بوك، في محاولة منهم للوصول له: «بليل مكنش عايز يمشي ويسبنا، كنا كل ما نقول هنمشي، يقولنا لا خليكم قاعدين القاعدة الحلوة متتعوضش، وفضلنا معاه لحد الساعة 1 بليل، رغم إنه كان لازم ينام بدري علشان يلحق يصحي». 

بعد إلحاح كبير من أصحابه، استجاب لهم، وتركهم يذهبون إلى بيوتهم، وفي الصباح الباكر، اتصل بصديقه «صبري» كي يذهب معه إلى محطة القطار، وبالفعل استيقظ «صبري» وذهب معه إلى محطة البلد ولكنه لم يتمكن من الاستمرار معه حتى منطقة «جرجا» حيث محطة القطار: «مكنتش لحقت أنام، ومكنتش قادر فعلا، رجعت وواحد صاحبنا كمل معاه، وهما في المحطة، كان فيه قطار الساعة 8 ونص، لكن هو رفض يركب وقال لصاحبنا محمد، خلينا قاعد معاك شوية يا عالم، وفعلا فضل قاعد وبعدها ركب في قطار الساعة 11 اللي عمل حادثة، يعني لو كان ركب أول قطار كان زمانه عايش، وسطينا».

جثة مجهولة 

معاناة كبيرة في البحث عن جثته، بعدما علموا بما حدث، ومع استمرار البحث تبين لهم أنه في أحد المستشفيات: «عرفناه من صورته، جرينا نستلمه، ودفناها، وفي الجنازة كان فيه أكتر من 24 نجع موجودين معانا، ده غير أهل البلد، كان مشهد رهيب، وناس كتير كانت جايه تشارك في العزا، اللي مستمر لحد النهارده من يوم الحادثة، لأنه كان محبوب، وجدع مع كل الناس». 

يشير «صبري» إلى أن صديقه «أحمد» كان يتيم الأب، حيث توفي والده وهو ما زال في الثالثة من عمره: «كان بيجهز نفسه علشان يتجوز، وبيوضب شقته، لكن ملحقش، يعمل اللي كان نفسه فيه، وكان نفسه يسافر يشتغل بره مع أخوه الوحيد، لكن أمر الله».


مواضيع متعلقة