«كابوس قطار سوهاج».. «عبدالموجود» كان رايح القاهرة لقى نفسه راقد في مستشفى

كتب: خالد الغويط

«كابوس قطار سوهاج».. «عبدالموجود» كان رايح القاهرة لقى نفسه راقد في مستشفى

«كابوس قطار سوهاج».. «عبدالموجود» كان رايح القاهرة لقى نفسه راقد في مستشفى

شاب صغير يحمل بداخله العديد من الأحلام والأهداف، ما زال قطار حياته في بداية انطلاقه وحيويته، إلا أن الأقدار شاءت أن يصطدم قطار حياته بحادث أليم يبدو أنه سيظل عالقا بجسده وذاكرته أيضا، وفجأة وجد الشاب نفسه يرقد في مستشفى سوهاج الجامعي، ضمن المصابين في كارثة تصادم قطارين بقرية الصوامعة غرب بمركز طهطا يوم الجمعة الماضي، يجلس بجواره عدد من أقاربه وأصدقائه الذين هرعوا إلى المستشفى، فور علمهم بأنه أصيب في الحادث وتم نقله إلى المستشفى للعلاج.

يروي محمد علي عبدالموجود، البالغ 20 عاما، لـ«الوطن»، لحظات الرعب التي عاشها في الحادث، يغمض عينيه ويشرد بذهنه للحظات، ثم يفتحهما ليؤكد أنه لم يغب عن الوعي للحظة واحدة في الحادث، وأنه كان يجلس في العربة قبل الأخيرة لقطار الركاب، لافتا إلى أنه استقل القطار من مدينة جرجا متوجها إلى القاهرة.

وأضاف أن القطار كان يسير بشكل طبيعي وقبل دخوله محطة سكك حديد طهطا بدأ القطار في التوقف، موضحا أنه لم يتوقف سوى دقائق قليلة ثم بعدها بدأ في السير، وفي تلك اللحظة سمع صوت ارتطام قوي، وبدأ الركاب في الصراخ، ثم طارت العربة التي كان يستقلها في الهواء ثم هوت بجوار شريط السكة الحديد.

هذا المشهد العنيف المفزع حدث في ثوانٍ معدودة، وغطى الغبار المنطقة، وقال «عبدالموجود» إن ركاب العربة جميعا اندفعوا بفعل الارتطام إلى مقدمة العربة ليتحولوا إلى كومة من اللحم فوق بعضهم البعض، وعاد الصراخ من جديد بفعل الإصابات التي لحقت ببعضهم.

وتواصلت التفاصيل المفزعة لهذا الكابوس الرهيب، حيث يرويها الشاب العشريني قائلا إنه لم يشعر بقدمه اليسري، وعندما بدأ يتحسسها بيده وجد الدماء تسيل منها، وخلال أقل من 10 دقائق وصلت إليه أيدي الأهالي وبدأوا في إخراجه من العربة وإخراج باقي الركاب، تم حمله إلى سيارة الإسعاف التي توجهت به إلى المستشفى الجامعي.

كسر في قدمه اليسرى، وتركيب شرائح ومسامير له، هو ما جناه «عبدالموجود» من هذا الحادث البشع، مضيفا أنه يتلقى رعاية طبية جيدة داخل المستشفى، وهناك اهتمام به غير عادي، كما أن هناك عددا كبيرا من المواطنين والمسؤولين ترددوا عليه للاطمئنان على صحته، مؤكدا أن ما حدث هو قضاء وقدر ويحمد الله على نجاته من الحادث، مؤكدا أن ما حدث له كأنه فيلم رعب.

لم ينس الشاب العشريني الدور الكبير والمهم للأهالي في إنقاذ الركاب، كما أن سيارات الإسعاف وصلت سريعا للمنطقة، لافتا إلى أنه تم إجراء كل الفحوصات الطبية له في وقت قياسي، وأن الأطباء والتمريض لا يتركونه لحظة واحدة.

 


مواضيع متعلقة