بقدم مبتورة.. «محمد» في الصفوف الأولى لمساعدة مصابي عقار جسر السويس

كتب: محمد عبدالعزيز

بقدم مبتورة.. «محمد» في الصفوف الأولى لمساعدة مصابي عقار جسر السويس

بقدم مبتورة.. «محمد» في الصفوف الأولى لمساعدة مصابي عقار جسر السويس

يمشي بصعوبة على قدمه، يحاول مقاومة إعاقته بشتى الطرق، يقع تارة ويقوم أخرى، يتساءل باستمرار «هو إيه اللي بيحصل»، ولكن دون إجابة، فغيره أيضًا لا يعرف، كلمات هنا وهناك، الجميع يجري والضجيج يغطي المكان، تكاد من الغبار لا ترى يديك إذا وضعتها أمام عينيك.

بطولة رجل يبلغ من العمر 32 عامًا، يدعى محمد بسيوني، أصيب في حادث بتر على إثره قدمه اليسرى، يمشي بقدم طبيعية وأخرى صناعية، وقت الحادث كان مستيقظاً، لكنه ترك كل ما في يده ولم يكترث بقدمه، يحكي: «أول ما سمعنا الصوت كل الناس نزلت، وكنت بجري على قدي واحدة واحدة عشان رجلي، وكلوا بيسأل في إيه، والغبار مكنش مخلي حد شايف حاجة».

علموا أخيرًا بالواقعة، وعرفوا أن عقارا بجانبهم قد انهار، في شارع جمال عبد الناصر بجسر السويس، فكان في الصفوف الأمامية، يقف على الأنقاض بقدمه الصناعية، ويقوم بنقل المصابين: «كنا بنطلعهم ونغسلهم وشوشهم ونشربهم، ونقعد نقولهم قولوا الله أكبر، قولوا الشهادة».

يستكمل «بسيوني»: «مكنتش مصدق الواقعة، الحال صعب والواحد هيموت من الزعل، بس كان لازم نساعد، مفيش حاجة اسمها أقعد ساكت حتى لو من غير رجلين خالص».

وليس لدى «بسيوني» أي أقارب أو أصدقاء يعرفهم بشكل كبير، كل ما يربطه بمعظمهم هما انهما يسكنون في العقار.

يذكر أن عقارا بشارع جمال عبد الناصر بتقسيم عمر بن الخطاب، جسر السويس مكون من 9 طوابق انهار فجر اليوم، ما خلف الكثير من الضحايا والمصابين، وما زال البحث جاريا عن الباقي. 


مواضيع متعلقة