العثور على رضيع حي تحت أنقاض عقار جسر السويس.. «لسه في العمر بقية»

كتب: محمد عبدالعزيز ولمياء محمود

العثور على رضيع حي تحت أنقاض عقار جسر السويس.. «لسه في العمر بقية»

العثور على رضيع حي تحت أنقاض عقار جسر السويس.. «لسه في العمر بقية»

وكأنهم في عالم آخر يجلسون في صمت على الرصيف المقابل لعقار جسر السويس المنهار، مجموعة من الشباب تكسو وجوههم الصدمة والتلهف، أعينهم متعلقة بالحطام المتناثر على أمل العثور على أصدقائهم الذين ابتلعتهم الأرض ليصبحوا في ثوان في خبر كان. 

يروي عبدالله فوزي، أنه يجلس مع صديقة وبجوارهم ثلاثة شباب آخرين في انتظار العثور على أصدقائهم الذين ابتعله من العقار إثر انهياره في الساعات الأولى من صباح اليوم، ولا يجد ما يمكنه وصديقه فعله سوى انتظار رحمة القدر بهم والعثور على رفقاء العمر.

«أصحابي شغالين مبيضين محارة وكانوا واخدين شقة مع بعض، ولما عرفت أن العمارة اللي هما أنهارت فضلت قاعد أنا وصاحبي مستني ألاقيهم وأطمن عليهم، وبتمنى أنهم يكونوا عايشن»، وفقا لحديث الشاب لـ«الوطن».

العثور على طفل رضيع حي أسفل عقار جسر السويس

مشهد صادم أثر على الجميع، عندما رأى «عبدالله» مع الشباب الآخرين، العثور على طفل رضيع حي تحت الأنقاض وتم استخراجه من قبل قوات الدفاع المدني ويبلغ الصغير 6 أشهر وملامحه مطموسة تماما بسبب الغبار الذي يغطيه، وتم نقله إلى مستشفى السلام.

وبالسؤال عن أهله أملا في جمعهم معا، لم يعثر أحد عليهم، وانقلب الأمر من حزن وألم وحسرة وخوف وترقب إلى فرحة بالعثور على الطفل الرضيع وإنقاذه من الموت اختناقا والمصير المظلم.

«أنا والناس اللي معاايا مش هنمشي غير لما نلاقي أصحابنا».. بتلك الكلمات المملؤة بالعزم والإصرار والحزن، عبر «عبدالله » عن رغبته في إيجاد أصدقاء العمر والذي لم يدر في يوم من الأيام، أنهم سيصبحون في تعداد المفقودين أو الموتى، وأن القدر يخبئ لهم الرقود أسفل عقار انهار في الساعة الثالثة صباحا.

 

 


مواضيع متعلقة