«شهيد الغربة».. سافر إلى الأردن لتجهيز« عش الزوجية» فعاد في« نعش»

كتب: سمر عبد الرحمن

«شهيد الغربة».. سافر إلى الأردن لتجهيز« عش الزوجية» فعاد في« نعش»

«شهيد الغربة».. سافر إلى الأردن لتجهيز« عش الزوجية» فعاد في« نعش»

سافر الشاب الصغير إلى دولة الأردن للعمل هناك حتى يتمكن من تجهيز« عش الزوجية»، بعدما قرر خطبة إحدى الفتيات، ولم يدر أنه سيعود محمولاً في صندوق خشبي، « نعش»، لكن هذا ماحدث، إذ فوجئ أهالي قرية الرملة التابعة لمركز سيدي سالم في محافظة كفر الشيخ، بوفاة الشاب «علي جودة الجالي»، إثر ازمة قلبية مفاجئة، وفق ما ذكره أصدقاؤه، وعاد علي «شهيد الغُربة» في نعش.

علي شهيد الغُربة خطب فتاة وسافر ثم عاد في نعش

« يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي»، تلك كانت الأية القرآنية التي تصدرت صفحات أصدقائه وأقاربه على موقع التواصل الاجتماعي« فيس بوك»، حيث رثاه الأقارب والأصدقاء بكلمات مؤثرة، مؤكدين أنه ترك عروسه في الدنيا لكنه سيلتقى بها في الجنة، حيث أنه توفي أثناء عمله ومن مات وهو يعمل فهو بمنزلة الشهداء ولقبو علي  بـ «شهيد الغُربة».

« بمزيد من الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة الصديق والأخ صاحب الخلق الطيب والسمعة الحسنه علي جوده، إثر نوبه قلبيه حادة، ترك عروسه في الدنيا وذهب الي ربه ليتزوج من الحور العين في الجنه، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته،  وأن يمن على أهله وذويه الصبر والسلوان»، هكذا نعى الدكتور عصام مسعد، المدرس المساعد بكلية اللغة العربية فرع الأزهر بالمنوفية، علي «شهيد الغُربة» ، ابن قريته في سيدي سالم.

علي شهيد الغُربة كان وحيداً لأبويه

« علي كان وحيد أمه وأبوه، وسافر علشان يجهز نفسه، وشقته، ومفروض كان هينزل قريباً علشان يتزوج بعد شهرين، لكنا فوجئنا بخبر وفاته الذي نزل على رؤوسنا كالصاعقة»، بهذه العبارات عبر محمد أكرم أحد أقارب الشاب المتوفي عن حزنه، مؤكداً أنه كان طيب القلب ودمث الخلق.

لا يملك أقارب علي  «شهيد الغُربة» ، سوى الدعاء له فدعواتهم سابقت السماء، وصفحاتهم تحولت لدفتر عزاء وبروفايلاتهم أصبحت تحمل صوره، هكذا نعاه أقاربه وأصدقائه: «بندعيله كلنا ونعلم انه له اجر الشهيد فهو مات خلال عمله وفي الغربة، لكن فراقه علينا صعب، منقدرش نعمل أي حاجة غير أننا ندعيله، الغربة صعبة وأكل العيش مر، وكان مسافر علشان يجهز عش الزوجية»، هكذا أكد أمين أبو طالب، احد أبناء قرية الرملة التابعة لمركز سيدي سالم، مسقط رأس شهيد الغربة.


مواضيع متعلقة