تعانيان من الاضطرابات وإحداهما مريضة بـ«التوحد» «أحلام وسامية» مشردتان في كفر الشيخ: «نفسنا نتعالج»

تعانيان من الاضطرابات وإحداهما مريضة بـ«التوحد» «أحلام وسامية» مشردتان في كفر الشيخ: «نفسنا نتعالج»
فتاتان عازبتان، تبلغان من العمر 44 و34 عاماً، إحداهما تعانى من مرض «التوحد»، والأخرى تعانى من اضطرابات نفسية، مُشردتان تجوبان شوارع محافظة كفر الشيخ، شرقاً وغرباً، بحثاً عن لقمة «عيش» تسد رمقهما، لا تعرفان لهما مأوى سوى رصيف مسجد «الدسوقى»، بمدينة دسوق.
«أحلام وسامية» محمد. ا. ع، شقيقتان لا تعرفان أين وجهتهما بعدما جاءتا من مركز شبراخيت التابع لمحافظة البحيرة، إلى جوار مسجد الولى الصالح، ماتت والدتهما وتركتهما وحيدتين مشردتين، وكان أبوهما مُشرداً وجرى نقله لإحدى دور الرعاية، لتظلا الاثنتان فى الشارع، لا مكان يحميهما من برودة الطقس ولا من حرارة الصيف، لا تأملان فى شىء سوى مأوى وعلاج وحياة كريمة: «بيلفوا فى القرى والعزب، وبقالهم سنوات على الحال ده، وأبوهم كمان كان مشرد، وجرى نقله لدار رعاية، هاديين جداً لكنهما يعانيان من أمراض»، بهذه العبارات، لخص محمود أبوالحسن، أحد أعضاء فريق الإغاثة بمحافظة كفر الشيخ، المأساة.
«نفسنا نتعالج ونعيش، مانعرفش لينا أهل، أمنا ماتت وإخواتنا ماتوا من زمان، وأبونا المُسن سابنا وراح، ومش عارفين غير الشارع»، بهذه العبارة المقتضبة عبرت الشقيقتان عن حالتهما، حيث إنهما تتحدثان بصعوبة. ببطء شديد تستطيع الشقيقتان التقاط أنفاسهما، تُمسك كل منهما «لقيمات من الخبز» وزجاجة مياه، يجود بها أهل الخير من أجل الفتاتين: «بيمشوا فى الشوارع ومتنقلين، وبصعوبة قدرنا نوصل لهم رغم أن أهالى المدينة يعرفوهم، طبعهم هادى ومابيئذوش حد، لكن الناس بتضايقهم، وصل لنا بلاغ من غرفة طوارئ المحافظة ونزلنا دورنا عليهم وبنأمل فى نقلهم لدار رعاية»، هكذا يأمل محمود أبوالحسن، عضو فريق الإغاثة. تحتاج الفتاتان لمأوى ولعلاج يضمد جراحهما على مدار سنوات طويلة: «مش عاوزين نروح عند حد، عاوزين مكان يؤوينا، ونتعالج ونحس أننا عايشين».