إحداهما تكفل أحفادها الأيتام.. حكاية والدتين خطفهما الموت بعزل الفيوم

كتب: أسماء أبو السعود

إحداهما تكفل أحفادها الأيتام.. حكاية والدتين خطفهما الموت بعزل الفيوم

إحداهما تكفل أحفادها الأيتام.. حكاية والدتين خطفهما الموت بعزل الفيوم

أصيبت والدتها بفيروس كورونا منذ فترة، وبسبب تدهور حالتها الصحية خضعت للعزل في مستشفى التأمين الصحي، مر يوم والثاني وتنتظر أن تُشفى والدتها، وفي يوم عيد الأم توجهت إلى المستشفى لتقديم هدية إلى والدتها، أملاً في رفع حالتها المعنوية، والمساعدة في تحسن حالتها الصحية.

عدة دقائق حاولت خلالها «ش. أ.» إقناع العاملين بمستشفى التأمين الصحي بالدخول إلى قسم العزل لمعايدة والدتها، وإعطائها هدية عيد الأم، مؤكدةً أنّها ستخرج بسرعة، وما أن ارتسمت الابتسامة على وجهها بموافقتهم على دخولها، وصعودها السلم لزيارة والدتها، إلا وأصيبت بصدمة، وتبدلت ابتسامتها إلى دموع غزيرة، وسقطت الهدية من بين يديها، بعدما أخبروها بوفاة والدتها، ونقل جثتها إلى ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى.

«كل سنة وانتي طيبة يا أمي، كنت جايبالك الهدية وجايه أديهالك»، عبارة ظلت الفتاة ترددها، بينما تنهمر دموعها من عينيها، لدرجة أبكت كل المتطوعات لتكفين وتكريم متوفيات كورونا، الذين تركوها رفقة والدتها في ثلاجة الموتى، وخرجوا ليبكون في الخارج من شدة تأثرهم بالموقف.

وقالت «تقى محمد»، أشهر مُغسلة متوفيات كورونا بالفيوم، في تصريحات لـ«الوطن»، إن يوم عيد الأم كان من أصعب الأيام التي مرت عليها، مشيرةً إلى أن معظم الوفيات اللاتي يخطفهن الموت من الأمهات، وبناتهن كن يرددن عبارات تقطع القلب.

وأضافت «تقى» أنّ أصعب حالتين شاهدتهما، كانت الأولى لشابة جاءت لرؤية والدتها وتهنئتها بعيد الأم، وأحضرت لها هدية، وعندما دخلت قسم العزل، لم تجدها، وسألت عليها فأخبروها بوفاة والدتها ونقل جثتها إلى ثلاجة الموتى، موضحةً أنّها نزلت إلى ثلاجة الموتى وظلت تبكي بشدة، وأكدت أنّ المغسلات لم يتمكن من تحمل بكائها، وخرجن من ثلاجة الموتى لعدم قدرتهن على رؤية مثل تلك المشاهد بين الفتيات وأمهاتهن المتوفيات.

وكشفت «تقى» عن أنّ الواقعة الثانية كانت لسيدة أخرى توفيت نتيجة إصابتها بفيروس كورونا، وكانت ابنتها تبكي بطريقة هيسترية، نظراً لكونها أرملة وأم لثلاثة أبناء أيتام، وكانت والدتها تساعدها في تربية أبنائها الأيتام، وظلت تبكي وتردد «مين هيساعدني أربي الأيتام دول من بعدك يا أمي.. سيبتيني لمين أنا وولادي هما أيتام وأنا كمان بقيت يتيمة».

وأشارت إلى أنّ الواقعتين كانتا سبباً في تحويل يوم عيد الأم، أمس الأحد، إلى يوم حزين بمستشفى التأمين الصحي بالفيوم، حيث كانت الواقعتان سبباً في بكاء جميع من تواجدوا بالمستشفى في ذلك اليوم.


مواضيع متعلقة