«مريم» تحدت غياب العمل الأثري بمشروع «ويدينج بلانر»: الشغل مش عيب

كتب: كيرلس مجدي

«مريم» تحدت غياب العمل الأثري بمشروع «ويدينج بلانر»: الشغل مش عيب

«مريم» تحدت غياب العمل الأثري بمشروع «ويدينج بلانر»: الشغل مش عيب

بمجرد اجتيازها للمرحلة الجامعية بقسم الآثار في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، وجدت مريم فكري، ذاتها أمام حوائط مسدودة في مجال العمل الأثري، كغيرها من أبناء قسمها، إلا أنها رفضت الاستسلام إلى الأمر الواقع، متخذة قرارها بتطوير ذاتها في مجال جديد وهو «ويدينج بلانر» أي تنظيم الأفراح والمناسبات، متخذة من قاعدة «الشغل مش عيب» سلاحاً لها في اقتحام تلك المهنة التي يحتلها الرجال أكثر من الفتيات.

لم يكن أمرا هينا على فتاة في بداية العشرينات أن تخوض تجربة تعلم مهنة جديدة، بتحديات غامضة وتكاليف باهظة نظير «الكورسات» التي تتخذها من أجل الغوص في هذا المجال، إلا أنها لم تعبأ بكل ذلك، واضعة حلمها نصب أعينها بأن تكون لها بصمة مميزة في حياة الآخرين.

«فكرة أنك تبدأ في مجال غير دراستك أمر صعب لكنه كان تحدي بالنسبة لي بالأخص أني بعشق التحديات وإثبات الذات» بتلك الكلمات وصفت مريم فكري، 25 سنة، ما جال في خاطرها عقب التخرج وعدم وجود عمل لها في الشق الأثري.

وأضافت «فكري»، لـ «الوطن»، أن أصعب ما واجهها هو التكاليف المالية الكبرى للتعلم وشراء الأدوات المستخدمة في المناسبات، في ظل غموض العمل وعدم القدرة على قياس النجاح من عدمه: «عملت زي الصياد رميت الصنارة واتكلت على ربنا أنه يبعت السمك اللي هو الرزق».

أشهر قليلة احتاجتها «مريم» للتعلم وبدء مشروعها بالمزج بين العمل والفن، وبمجرد بدء الحجوزات معها وشعورها بأنها على أول طريق النجاح، جاء فيروس كورونا المستجد ليعيق حلمها وتغلق الكنائس والمساجد وقاعات الأفراح والمناسبات وتمنع التجمعات، فكان أشبه بالمطرقة على رأسها لكنها سرعان ما حاولت تجاوزه.

«يتعافى المرء بأهله وأصدقائه» جملة قالتها مبتسمة عما وجدته من تشجيع من والدتها وشقيقتها على مواصلة العمل بجانب أصدقائها المقربين، لتستغل فترة التوقف لتطوير ذاتها وابتكار أشكال جديدة: «حاولت أكون مستعدة لإرضاء الناس بمجرد فتح المناسبات مجدداً.. والحمد لله حصل كدا».

تأمل الفتاة الصغيرة بتطوير عملها لإسعاد الجميع في مناسباتها، كما ترغب في إقامة ديكورات فرعونية وأثرية لتتماشى مع ما دراسته في الجامعة من حقب تاريخية مختلفة: «أتمنى أعمل فرح على الشكل البيزنطي أو المقدوني أو اليوناني والروماني وبالتأكيد الفرعوني.. أكيد هتبقى أفكار أجمل كتير».

 

 

 


مواضيع متعلقة