في يوم الطبيب.. «خالد»: أمضيت عاماً مع حالات كورونا ومستعد للقادم

كتب: عمرو الورواري

في يوم الطبيب.. «خالد»: أمضيت عاماً مع حالات كورونا ومستعد للقادم

في يوم الطبيب.. «خالد»: أمضيت عاماً مع حالات كورونا ومستعد للقادم

أيام وشهور قضاها الطبيب محمد خالد، طبيب العناية المركزة في مستشفى أبو خليفة للحجر الصحي بالإسماعيلية، ثاني مستشفى بدأ في استقبال حالات المصابين بفيروس كورونا، منذ بدء انتشار الفيروس في شهر مارس من العام الماضي، داخل مصر.

تعامل «خالد» مع العديد من الحالات الصعبة، معظمها دخلت وحدات العناية المركزة، وخرجت منها سالمة، ومرت أوقات عصيبة عليه، عندما تحول من طبيب إلى مريض مصاب بفيروس كورونا، واضطر إلى عزل نفسه بعيداً عن أصدقائه، ومع ذلك، أصبح أحد أشهر الأطباء المعالجين لحالات كورونا في الإسماعيلية، ليتم تعيينه عضواً بلجنة كورونا بالمحافظة.

استقبال أول حالة إيجابية 

تحدث الدكتور محمد خالد لـ«الوطن» قائلاً إنه بدأ العمل كطبيب في مستشفى أبو خليفة، منذ أول يوم عمل للمستشفى كمركز للعزل، حيث تم استدعائه باعتباره مديراً للعناية المركزة بمستشفيات الإسماعيلية، التابعة لوزارة الصحة، ليصبح الطبيب المسئول عن الرعاية المركزة في مستشفى أبو خليفة.

كانت الرعاية المركزة هي حالة الخطر، التي يصل إليها مصاب كورونا، فمنها إما أن ينجح في الخروج سالماً والتغلب على الفيروس، أو يتمكن الفيروس من الرئة بالكامل، ويسبب الوفاة.

وقال «خالد» إن أكثر الأيام صعوبة كانت الأيام التي يفقد فيها الأطباء أحد زملائهم، أو أحد المرضى ممن ارتبطو معهم بعلاقات قوية، طوال فترة علاجهم بالمستشفى.

المريض يحتاج دعماً نفسياً

وتابع بقوله إن «المريض بيحتاج دعم نفسي طول فترة علاجه، أولها كسر حاجز الطبيب والمريض، والتعامل معه كأخ أو أب، ومن هنا تتكون العلاقات القوية، وحال فقدان أي شخص، يؤثر في الفريق الطبي بالكامل».

ارتبط «خالد» بعلاقات قوية مع العديد من المرضى، أشهرهم الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، فكان هو الطبيب المعالج لها، والمشرف على حالتها طوال فترة وجودها بالعناية المركزة، إلا أنه سرعان ما أصيب بفيروس كورونا عقب وفاة الفنانة الشهيرة بأيام قليلة.

عودة لمستشفيات العزل

وتحدث عن إصابته بالفيروس المستجد قائلاً: «إصابتي لم تكن نهاية العالم، وهناك العديد من المرضى قدموا حياتهم فداءً للوطن، خلال فترة تأديتهم للعمل في مستشفيات العزل بمواجهة الفيروس والمرض»، مشيراً إلى أنه يعتبر أن «الإصابة بالفيروس اختيار من الله».

وكانت أصعب اللحظات التي عاشها «خالد» عندما كان يضطر إلى الابتعاد عن أسرته، وقت إصابته، مشيراً إلى أن أبناءه لم يتفهموا الوضع في بدايته، ولكنهم اعتادوا الأمر بعد ذلك.

وأضاف أن أصعب اللحظات أيضاً، هي لحظات انتظار نتيجة المسحة، قبل النزول في إجازة خاصة، في بداية الموجة الأولى، وأوضح أنه «في هذه اللحظة إما أن تخرج معافى، أو تتحول إلى مريض يتم عزله فوراً».

عمل الطبيب محمد خالد في 3 مستشفيات حكومية للعزل في وقت واحد، حيث كان يتولى الإشراف على العناية المركزة في مستشفى أبو خليفة ومستشفى الصدر في نفس التوقيت، ثم انتقل للعمل في مستشفى حميات الإسماعيلية، مع توقف مستشفى أبو خليفة عن العمل في يونيو الماضي.

وقال إن أول حالة مصابة بالفيروس تعامل معها، كانت لسائحة أجنبية، وصلت من الغردقة إلى مستشفى أبو خليفة، وتعافت من الفيروس وخرجت من المستشفى في وقت قصير، وتوالت الحالات بعد ذلك، ما بين أجانب ومصريين، غالبيتهم من كبار السن، وبعضهم شباب في مقتبل العمر.

حالات صعبة زادت من خبرته

وعمل «خالد» كطبيب عناية مركزة، تسبب في اختلاطه بأصعب الحالات التي تحتاج للوضع على أجهزة التنفس الصناعي، أو ممن لديهم فشل في بعض أجهزة الجسم.

وقال: «تعاملت مع حالات ما بين حرجة ومتوسطة، منها حالات عناية مركزة وحالات بالقسم الداخلي، سواء كانت الحالات من كبار السن أو شباب وأطفال، وهناك حالات وقفنا أمامها عاجزين، وهناك حالات كان يلهمنا فيها الله بالصبر، لنعبر أصعب المراحل».

الطبيب المقاتل 

وأطلق عدد من المواطنين على الدكتور محمد خالد لقب «الطبيب المقاتل»، بعد انتشار صوره علي مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد إصابته بالفيروس المستجد، وعودته للعمل في مستشفيات العزل مرة أخرى.

وقال عن ذلك: «رعاية المرضى وطمأنتهم كان أول أهدافي، خاصةً وأنهم يعانون الإصابة بمرض غريب، ينتشر بسرعة، ويسبب مضاعفات تؤدي إلى الوفاة في لحظات، وكنت أواظب على زيارتهم وطمأنتهم يومياً، قبل النوم».

وحذر «خالد» من تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا مرة أخرى، خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أنه لابد من اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية بشدة، للوقاية من انتشار الفيروس.


مواضيع متعلقة