«حياة كريمة» أمل «عبد اللطيف» لإنهاء 12 سنة أرقا خوفا من انهيار منزله

كتب: كيرلس مجدى

«حياة كريمة» أمل «عبد اللطيف» لإنهاء 12 سنة أرقا خوفا من انهيار منزله

«حياة كريمة» أمل «عبد اللطيف» لإنهاء 12 سنة أرقا خوفا من انهيار منزله

في منزل بدوي صغير لا يختلف كثيرا عما يجاوره في قرية «الغربانيات» بمنطقة برج العرب القديمة غرب الإسكندرية، يجلس عبد اللطيف عبد الونيس صاحب الـ45 عامًا، في أحد غرف منزله يتأمل التصدعات التي تنهش في كل ركن في ذلك المنزل، تغمض أعينه قليلاً أثناء جلسته، فهي فرصته الوحيدة لتسرب النوم إلى عقله الذي يخشى النوم ليلاً خوفا من سقوط المنزل على أولاده فيبقى متأهبا لأي كارثة قد تحدث.

الرجل الأربعيني يعاني منذ 12 سنة من الأرق الشديد والخوف على أبنائه الـ6 وزوجته من أي انهيار قد يحدث على رؤوسهم، بالإضافة إلى هطول الأمطار عليهم خلال نوات الشتاء القوية التي تشهدها المحافظة الساحلية، ما جعله يحاول معالجة ذلك الأمر ببعض قطع «المشمع» تارة وبالترميم تارة أخرى، إلى أن باءت جميع محاولاته بالفشل، ما جعل من مبادرة «حياة كريمة» أمله الأول والأخير لتجاوز تلك الأزمة.

ويقول «عبد اللطيف» لـ«الوطن»، إن ذلك المنزل توارثه من والده، ويتكون من 3 غرف أرضية وأمامه ساحة صغيرة، وتعيش بداخله عائلته التي تبلغ 8 أفراد، ما يجعلهم معرضين للمخاطر في أي لحظة.

وأوضح أنه حاول ترميم المنزل 4 مرات خلال الفترة الزمنية التي شهدت تلك التصدعات، وفي كل مرة يتم صرف من 20 إلى 30 ألف جنيه في عملية الترميم، ومن ثم تنهار الحوائط مجددا نتيجة المياه الجوفية التي لا يقدر على حلها وحده أو من معه من جيران مجاورين له: «أملنا في حل جذري من الحكومة ومبادرة حياة كريمة إنها تشيل لنا المياه الجوفية وتنهي عودتها تاني».

ويحلم الرجل بحياة كريمة لأبنائه وأن يجدوا في أرض أجدادهم كافة سبل الراحة أو على أقل التقدير المرافق الأساسية اللازمة للمعيشة ما بين تعليم وصحة ومياه نظيفة وكهرباء ومصانع أكثر لفرص العمل.

ويطالب «عبد اللطيف»، الذي يعد أحد أبناء القرية الواقعة في شمال السكة الحديد، بحلول للمدرسة الموجودة بالمنطقة، حيث تعاني من ميل رغم تطويرها منذ عامين، وتوفير وحدة صحية بديلة للوحدة التي تحولت إلى مبنى مهجور منذ 10 سنوات رغم محاولات تطويره إلا أنه تضرر أيضا من المياه الجوفية على غرار ما حدث لمنزله.

ومن المنتظر تطوير 57 قرية أم وتابع ونجع ببرج العرب القديمة ورفع كفاءتها لتكون ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بتكلفة تصل إلى 3 مليارات جنيه، بهدف إفادة 130 ألف مواطن من قاطني هذه القرى.

 

 


مواضيع متعلقة