بعد حديث شريف مدكور.. هل عدم الخشوع في الصلاة يبطلها؟

كتب: سعيد حجازي

بعد حديث شريف مدكور.. هل عدم الخشوع في الصلاة يبطلها؟

بعد حديث شريف مدكور.. هل عدم الخشوع في الصلاة يبطلها؟

أثار الإعلامي شريف مدكور، حالة من الجدل خلال الأيام الماضية، بعد تصريحاته بأنه لا يشعر بالخشوع في صلاته بالمساجد، وأنه يفضل الصلاة بالمنزل عن المسجد، كونه يشعر بالخشوع في بيته أكثر؛ إذ تسائل البعض حول هل عدم الخشوع يبطل الصلاة؟ وكيفية الوصول لدرجة الخشوع؟.

من جهته، أكد الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بالأزهر الشريف، أن عدم الخشوع لا يبطل الصلاة ولكن ينقص أجرها، كما في الحديث الذي أخرجه أبو داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول ما يحاسب عليه الناس يوم القيامة من أعمالهم الصلاة. قال: يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كانت انتقص منها شيئا، قال: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم»، موضحا: «ولذلك فإن السنن تجبر الخلل الذي يقع جراء عدم الخشوع».

وحول كيفية الوصول للخشوع، قال «الأزهري»، إن «الوصول للخشوع هو غاية الصلاة، ولذلك قال تعالى في القرآن (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا)، و(إنها لكبيرة إلا على الخاشعين)، وجعل سبحانه وتعالى الخشوع من صفه أهل الفلاح من المؤمنين فقال (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون).

طرق الخشوع في الصلاة 

وأضاف عضو هيئة التدريس بالأزهر الشريف: «الخشوع ليكون تاما في الصلاة له عدة طرق نذكر منها، التيقن أن المصلي يقف بين يدي الله، وكان الصحابة ومن جاء بعدهم إذا دخلوا للصلاة ارتعدوا وبكوا وقالوا أتدرون بين يدي من نقف؟!، إننا نقف بين يدي الله». 

وتابع الدكتور علي الأزهري: «كذلك ترك الدنيا خلف ظهورنا وعدم التفكر فيها، فإن العبد تحضره الفكرة في الصلاة فيم يشغله، فلو كان يفكر في الآخرة لأـن قلبه وحضرته السكينة، ولو كان يفكر في الدنيا وجمع المال جاءت صورة مجسمة له في الصلاة فيما يشغل ذهنه في الدنيا». 

وأشار «الأزهري» إلى أن «قراءة آيات غير قصار السور يساعد على الخشوع، فإن المحفوظ عادة قد يستسهله المصلي، ولا يحتاج للتركيز في القراءة، بعكس الآيات التي يحفظها مجددا، فإنها تستدعي الانتباه وعدم انشغال الذهن بغيرها».

كيفية الوصول لدرجة الخشوع في الصلاة

ولفت عضو هيئة التدريس، إلى ضرورة عدم الالتفات في الصلاة؛ فهذا من شأنه أنه يشغل المصلي عن الصلاة، فعن مجاهد قال: كان سيدنا الزبير رضي الله عنه إذا قام في الصلاة كأنه عود، وثبت أن سيدنا أبا بكر قال كذلك، قال: وكان يقال: «ذاك الخشوع في الصلاة».

واختتم الدكتور علي محمد الأزهري، قائلا: «التيقن أن المصلي يكون أقرب لله تعالى وهو في الصلاة، ولذا سميت الصلاة صلاة لكونها صلة بين العبد وربه، ويكون المصلي أقرب بكثير من ربه وهو ساجد كما هو ثابت في الحديث الصحيح، أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد».


مواضيع متعلقة