«أسترازينيكا».. وشجاعة القرار
- الدفاع المدني
- تفجير سيارة
- خسائر مادية
- ريف إدلب
- سيارة مفخخة
- شمال غرب سوريا
- عبوة ناسفة
- عدد القتلى
- محافظة إدلب
- مقتل شخص
- الدفاع المدني
- تفجير سيارة
- خسائر مادية
- ريف إدلب
- سيارة مفخخة
- شمال غرب سوريا
- عبوة ناسفة
- عدد القتلى
- محافظة إدلب
- مقتل شخص
أثبت اللقاح الروسى «اسبوتينك V» فاعلية ونسبة أمان عالية، وأصبح مطلوباً أكثر من أى وقت مضى، مع تزايد الاهتمام الدولى به، وبعد نشر مجلة «لانست» الطبية الشهيرة نتائج الاختبارات السريرية التى تؤكد فاعليته. ويبدو أن التشكيك فيه منذ البداية كان سياسياً بامتياز.
لقد أصبح اللقاح الروسى مطلوباً من دول كثيرة فى العالم بعد تسجيله، وبعد أن علقت خمس عشرة دولة استخدام لقاح «أسترازينيكا» فى ضوء الإبلاغ عن حدوث جلطات دموية لبعض المرضى الذين أخذوا اللقاح! فمن الطبيعى أن يقترن فى أذهان الناس أن السبب المباشر فى حدوث الجلطات أو حالات الوفاة هو اللقاح، رغم طمأنة منظمة الصحة العالمية، ونفيها أن يكون هناك ارتباط مباشر بين التطعيم وحدوث الجلطات أو الوفاة، وتوصيتها بإجراء تحقيق فى الأمر، مع الاستمرار فى تلقى اللقاح دون توقف، خاصة أن الإصابات محدودة، ولا يوجد دليل على أن الجلطات حتى اليوم، سببها استخدام اللقاح. فما مصير لقاح أسترازينيكا؟ وهل كانت الدول محقة فى تعليق استخدامه؟
لقد اتخذ القرار من باب زيادة الاحتياط، واعتماداً على مبدأ راسخ فى العلم والطب يؤكد ضرورة تجميد إجراء معين لحين إجراء تحقيق مستوفٍ فى حال ثارت شكوك حوله. لكن فى حالة وباء ينتشر بسرعة، حيث قد تكون لأى قرار يُتخذ نتائج خطيرة، فإن اتباع هذا المبدأ قد يجلب أضراراً أكثر من الفوائد.
لكن السؤال الجوهرى الذى يتم طرحه هو ما إذا كان اللقاح هو الذى سبّب تخثر الدم أم كان ذلك مصادفة؟ وهل كانت حالات تخثر الدم تلك ستحصل بمعزل عن اللقاح؟ فى مثل هذه الحالات من الطبيعى تشديد الرقابة بعناية حتى يتم التحقق إذا ما كان حدوث الجلطات أعلى من المعتاد، ولأن الحوادث التى سُجلت حتى الآن لا تتجاوز 40 حالة من بين 17 مليوناً تلقوا اللقاح حول العالم، لهذا السبب صرّحت منظمة الصحة العالمية وهيئة الدواء البريطانية بأنه لا توجد صلة بين الأمرين، غير أن تلك التصريحات لن تجد الصدى المطلوب بين الناس الذين يتخوفون من اللقاحات، والكثير منهم يرفضون التطعيم، وهذا فى حد ذاته يقود الثقة باللقاح، ويدفع البعض الثمن من حياتهم فى ظل استمرار تحور الفيروس والانتشار السريع للسلالات الجديدة حول العالم.
فى مصر، تعامل الناس مع اللقاح مختلف عن بقية دول العالم، حيث لم يطعم حتى الآن سوى بضعة آلاف، وكانت الثقة بلقاح أسترازينيكا محسومة حتى وقت قريب، لكن من كان ينتظر توافره، بات الآن متشككاً فيه ويخشى التطعيم به، بعد الضجة التى أثيرت حوله، وهو أمر بالغ الأهمية، خاصة أننا لا نملك رفاهية الوقت فى ظل الازدياد المطرد لحالات الإصابة والوفيات، وهى نسبة عالية، كما أنه لا تتوافر لدينا اللقاحات الأخرى مثل «فايزر وموديرنا»، وهناك حالة من انعدام الثقة مرتبطة بلقاح «سينوفارم» الصينى، فماذا نفعل؟
يقول بروفيسور «سير ديفيد سبيجلهالتر»، وهو خبير فى فهم المخاطر فى جامعة كامبريدج: «إن ما اتضح الآن أن علينا أحياناً النظر أبعد من مبدأ الحرص، وأن تُتخذ القرارات بشجاعة.. أحياناً قد يكون الانتظار للتأكد من الأمور خطيراً، وعدم إعطاء اللقاح للناس سيكون ثمنه حياة البعض».