«سيدة» تنتظر حلم «حياة كريمة» لتطوير البيت: «ربنا سمع دعائي»
سيدة
رحل زوجها وهى فى عز الصبا والشباب وترك لها 4 أبناء، فحملت المرأة الصعيدية بصبر شديد ميراثاً ثقيلاً، وأخذت على عاتقها رعاية أبنائها، حتى استطاعت بالصبر والكفاح تربيتهم وزواجهم جميعاً، لكن ظروفها المتواضعة حالت دون شراء مساكن لهم عقب الزواج فاضطرت لاستضافتهم داخل منزلها الكائن بقرية السنبلاوين التابعة لمركز أبوقرقاص بالمنيا، وهو منزل متهالك وآيل للسقوط ومقام بالطوب اللبن ومكون من طابقين، يضم 4 غرف؛ كل أسرة تقيم فى غرفة، وحمام مشترك للجميع.
«ورثت عن زوجى الذى رحل قبل سنوات وترك لى 4 أبناء، 3 ذكور وبنت، منزلاً قديماً مقاماً بالطوب اللبن، ولم نكن نملك شبر أرض زراعية، وحينما تزوج أبنائى الذكور لم أتمكن من شراء منازل لهم فخصصت غرفة لكل واحد منهم، ولدىّ ابنة مطلقة تقيم وأبناؤها معنا فى نفس المنزل»، هكذا تحدثت سيدة موسى حسين، 65 عاماً، عن رحلتها مع الحياة منذ رحيل زوجها.
وأضافت: «فى شتاء العام الماضى سقطت أمطار غزيرة أغرقت المنزل من الداخل، فتوجهت إلى منزل أحد أقاربى ولكن زوجته أساءت معاملتنا، وعاملتنى بشكل مش كويس، دى حتى ماحترمتش سنى وقلة حيلتى، ووقتها رجعت تانى وأنا زعلانة ودموعى على خدى».
وبعد عذاب سنوات من الشقاء سمعت «سيدة» أحاديث كثيرة عن مبادرة «حياة كريمة» وهنا أيقنت أن الله سمع نداءها، وأرسل إليها الفرج، وأدركت أن أحفادها سيعيشون بأمان بعدما قررت المبادرة تولى أمر منزلها المتهالك، وتابعت: «حمام البيت حالته صعبة، ومع ذلك فهو مخصص لـ4 أسر تقيم داخل المنزل».
بكت «سيدة» بحرقة بسبب السنوات القاسية التى عانت فيها من ضيق الحال، وصعوبة العيش، وقلة الرزق، وعدم القدرة على بناء المنزل وتجهيزه ليكون سكناً آدمياً، ولكن مبادرة حياة كريمة جددت الأمل فى قلبها، وقالت: «أخيراً تجدد الأمل، فمنذ رحيل زوجى وأنا أعانى وأبنائى من حالة منزلنا البسيط الذى ترتع فيه جميع الحشرات والقوارض حتى إن الثعابين تقتحمه خلال فصل الصيف وكل يوم أدعو الله أن ينجى أبنائى وأحفادى من أى مكروه أو أذى قد يحدث داخل المنزل، وكل ما أتمناه من مبادرة حياة كريمة أن أعيش مثل كل الناس داخل منزل آدمى وآمن ونظيف».
حلم تحقق للأسرة، بعدما تم إدراج منزل «سيدة» فى المبادرة، سيتم إصلاحه وإعادة بنائه، وتجهيزه بالمرافق الأساسية به، والعمل على توفير حياة كريمة تسعد قلوب أفراد الأسرة، وتحقق لهم الاستقرار والأمان بعد سنوات من الخوف والقلق الدائم.
وواصلت: «موسم الشتا بالنسبة لنا كارثة كبيرة، لأنه بيعدى علينا بصورة صعبة، وكل شتا بنكون متوقعين إن البيت هيقع، وطول الوقت بندعى ربنا يكرمنا، وننقل من المكان ده، لحد ما شُفنا المبادرة دخلت قرى جنبنا، والأمل زاد فى قلوبنا وحسينا إن ربنا استجاب لدعواتنا طول السنين اللى فاتت دى».