هل يصاب متعافي كورونا بأمراض نفسية؟.. دراسة تؤكد وطبيب يرد

كتب: إسراء سليمان

هل يصاب متعافي كورونا بأمراض نفسية؟.. دراسة تؤكد وطبيب يرد

هل يصاب متعافي كورونا بأمراض نفسية؟.. دراسة تؤكد وطبيب يرد

حالة من الجدل والخوف أثارتها دراسة جديدة، طبقتها جامعة إيطالية على المصابين بفيروس كورونا بعد وصولهم لمرحلة التعافي وكيف أثرت الإصابة في حالتهم النفسية، حيث أوضحت أن ثلث المرضى، الذين تعافوا من إصابة شديدة بالفيروس استلزمت دخلوهم مستشفيات العزل، يعانون من مرض نفسي يعرف باسم «اضطرابات ما بعد الصدمة».

«الوطن» تستعرض أسباب الإصابة بالاضطراب النفسي، وروشتة مقدمة من الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي، حتى لا يقع مريض كورونا فريسة لحالة نفسية سيئة.

وأكدت الدراسة، أن المتعافين من الفيروس يعتبرون كهؤلاء الناجين من الكوارث الطبيعية الكبرى، مثل إعصار كاترينا الذي ضرب الولايات المتحدة عام 2005، وكارثة تسونامي التي ضربت السواحل الأسيوية عام 2011.

وبحسب الدراسة فإن المرضى، الذين تلقوا علاجهم في المستشفيات وعُزلوا عن ذويهم لفترات زمنية طويلة نتيجة الإصابة الشديدة بفيروس كورونا، يلجؤون للعلاج النفسي من اضطرابات نفسية تشمل الاكتئاب والقلق والتوتر العصبي.

الاضطرابات النفسية

ووفقًا للدراسة، فإن المعدل للاضطرابات النفسية بين المتعافين من كورونا يعادل نسبة 30 % بين الناجين من إعصار كاترينا الذي ضرب سواحل ولاية نيواورليانز الأمريكية والذين كانوا قد تلقوا بالفعل علاجات نفسية من أعراض مماثلة في أعقاب تلك الكارثة، بينما سجلت هذه النسبة 25 % بين الناجين من إعصار تسونامي الذي ضرب السواحل اليابانية وأجزاء أخرى من السواحل الأسيوية عام 2011.

وأشارت إلى أن نسبة الذين يعانون من تلك الاضطرابات النفسية زادت بين المتعافين من الإصابة بفيروس متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد المعروف باسم «سارس» وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المعروف باسم /ميرس/ لتصبح ما بين 30 إلى 35 %، حسبما ذكرت الدراسة.

وصرحت الطبيبة النفسية الإيطالية وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، ديلفينا جانيرى، إن 115 شخصا تم تشخصيهم بمتلازمة /بي تي إس دي/ من بين 381 من المرضى الذين تعافوا من الإصابة بفيروس كورونا بعد مرور 100 يوم على أول ظهور لأعراض الإصابة لديهم.

طرد الأفكار السلبية

وتعليقاً على الدراسة المنشورة، قالت الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي، إن الإصابة بفيروس كورونا تؤثر على الحالة النفسية للشخص، لاسيما بعد التعافي، لذلك يجب تخصيص عيادات لمتابعة ما بعد «كوفيد -19»، سواء من الناحية الصحية بشكل عام أو الحالة النفسية بعد العلاج لمرضى كورونا، وإجراء استبيان لأي مشكلة نفسية قد يتعرضون لها بسبب الإصابة والعزل، حتى يمكن السيطرة عليها وعلاجها مبكرًا.

وأضافت «عيسوي»، في تصريحات لـ«الوطن»، أنه يجب التعامل مع الأفكار السلبية التي تطارد المتعافي من كورونا، وتذكيره بالظروف التي مر بها خلال هذه التجربة حتى تعافيه، وكذلك إخباره بكيفية السيطرة على مضاعفاتها لمواجهة الأزمات النفسية أثناء أو بعد التعافي من الوباء.

نظام غذائي صحي

ودعت أستاذ الطب النفسي، إلى ضرورة الاهتمام بنظام غذائي صحي يعتمد على تناول أطعمة معينة، مثل الشيكولاتة الداكنة، والموز، والشاي الأخضر، والزبادي، والخوخ، إضافة إلى تناول كميات وفيرة من المياه، لأن جفاف الجسم يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول الذي يتسبب في مضاعفات كثيرة.

العزل الصحي

وأكدت «عيسوي»، أنه من الضروري خلال فترة العزل الصحي، شغل الوقت بممارسة القراءة أو الرسم والتلوين أو الألعاب على الموبايل خاصة لعبتى «سودوكو» و«سوليتير» لأنهما يزيدان التركيز والانتباه، ويساعدان على إنعاش الذاكرة، كما يفضل مشاهدة الأفلام أو المسلسلات الكوميدية خاصة قبل النوم لطرد الأفكار سلبية، وكذلك التواصل التليفوني مع الأهل والأصحاب، مع أهمية الحفاظ على مواعيد نوم منتظمة، والاهتمام بالعلاج ومواعيده.

 ونصحت أستاذ الطب النفسي، المتعافين بأن يبدأوا في نقل تجربتهم للآخرين، موضحة أنه سيشعر بقيامه بدور إيجابي لمساعدته الآخرين، وسيعمل على ترميم الحالة النفسية وزيادة هرمونات السعادة التي تحافظ على الصحة النفسية.

 


مواضيع متعلقة