في يوم المرأة المصرية.. «أنا حرة» صداع في رأس «إخوان» الرجعية والتخلف

05:33 م | الثلاثاء 16 مارس 2021

يعد فيلم «أنا حرة» 1959، من إخراج صلاح أبوسيف من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ويعد الأهم في مسيرة الفنانة لبنى عبدالعزيز، إذ يتعرض مؤلف الرواية الأصلية إحسان عبدالقدوس، لقضية حرية المرأة واستقلاليتها، وطريقة تعاطي المجتمع مع هذه الطريقة من التفكير، ليظل شاهدا على رجعية وتخلف جماعة الإخوان الإرهابية.

وفي يوم المرأة المصرية 2021، نستعرض أبرز ما قالته لبنى عن الفيلم، عبر مذكراتها بعنوان «قصة امرأة حرة» الصادر عن دار سما، للكاتبة الصحفية هبة محمد علي، مؤكدة أن نجاح الفيلم يعود أيضا إلى الشعبية التي كان يتمتع بها «إحسان»، فهو كاتب محبوب جدا، ورواياته كانت تحظى بانتشار كبير في هذا الوقت، وكان يقول لها لكي يشجعها على قبول الدور: «أنا حرة قصتك وقصتي، محدش في مصر هيقدر يعمل الدور ده زيك»

كان إحسان يعلم بحكم الجيرة، أن حياتها في مرحلة المراهقة تشبه حياة أمينة بطلة الفيلم، فمثلا عندما حاولت عائلتها إلحاقها بالجامعة المصرية، رفضت والتحقت بالجامعة الأمريكية، رغم أنها لم تكن معتمدة بعد، أضف إلى ذلك أن لبنى كانت تحب الحياة مثل أمينة، وتؤمن أنه لا بد أنت تتعب وتجتهد لكى تعيش كما تحب، دون أن تتجاوز تعاليم الدين أو تقاليد المجتمع.. وقبل عرض الفيلم في السينمات، حذرها كثيرون من رد فعل الجمهور، لكنها لم تخش من ذلك، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا حتى كانوا ينادونها باسم أمينة.

لكن أكثر ما يحزنها، أنها عندما عادت من أمريكا سنة 2000، ظنت أن مجتمعنا اجتاز خطوات كبيرة فيما يتعلق بوضع الفتيات وحريتهن، وكانت تتوقع أن فيلم «امرأة حرة» الذي جرى تقديمه في 1959، فتح أمامهن أبواب الحرية ولو قليلا، وأن الباب الآن فتح على مصراعيه، لكنها عادت فوجدته أغلق (بالضبة والمفتاح)، وفي العام الذي حكم فيه الإخوان مصر، أبلغها أحد الأصدقاء، أنهم أعدوا قائمة مكونة من 150 فيلما للأفلام التى يرغبون في التخلص منها، وعندما طالعت القائمة وجدت «أنا حرة» على رأسها.

والغريب -على حد قولها- إن هذا الفيلم كان ولا يزال يسبب لهم صداعا في رؤوسهم، فلا يهمهم أن ترقص المرأة أو تتعرى، لكن الأهم بالنسبة لهم ألا تفكر، وألا تخرج عن سلطة الرجل!