«عنده 7 عيال».. عجوز يبحث عن «الحلال» بـ«بوكية ورد»: عايز الستر

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

«عنده 7 عيال».. عجوز يبحث عن «الحلال» بـ«بوكية ورد»: عايز الستر

«عنده 7 عيال».. عجوز يبحث عن «الحلال» بـ«بوكية ورد»: عايز الستر

الحياة في بعض الأحيان تكون قاسية على هؤلاء المكافحين الذين يسعون فقط إلى العيش دون مشكلات ولا أزمات، فقط يريدون الستر، تلك الكلمات تعبر عن حال العجوز الستيني سليمان عزالدين مع الحياة، ذلك الرجل الذي ظل لسنوات يبحث عن عمل يكفل له ولأسرته الاستقرار والأمان، ولم يجده يوما.

بعد سنوات قضاها العجوز متنقلا من عمل لآخر، استقر به الحال في منطقة العتبة، يبيع تلك الوروود المجففة المصنوعة من مخلفات الأراضي الصحراوية غير الصالحة للزراعة، في محاولة منه لكسب قوت يومه.

رحلة يومية من الخانكة إلى العتبة

رحلة العجوز تبدأ يوميا مع دقات السادسة صباحا عندما يستيقظ من نومه عند الفجر، يصلي أولا، ثم يبدأ في تجهيز الشنطة التي سيحمل بداخلها البضاعة، وبعدما ينتهي يتوجه إلي موقف قرية الخانكة بمحافظة القليوبية في رحلة ذهاب اعتاد عليها «العجوز» منذ 20 سنة، قضاها في الترحال بين الأسواق، حتى استقر به الحال في منطقة العتبة منذ 5 سنوات مضت: «الحياة صعبة، ومينفعش اللي زينا يقعدوا، لأنهم لو قعدوا هيموتوا من الجوع هما وعيالهم، ومش مهم نوع الشغل إيه، المهم بجيب مصاريف البيت».

لم يتعلم «سليمان» حرفة تكفل له الاستقرار، ومن هنا فكر في استغلال مخلفات الأراضي، كي يحولها إلى تحف فنية، بعدما يستخدم الصبغات للتلوين حتى تصبح قريبة الشبه مع الورود: «مفيش حد بيعمل الشغل ده كتير، علشان كده قولت أهو يبقي شغل يجيب ليا قرشين وخلاص، علشان أعرف استر عيالي، بدل القعدة».

تحويل المخلفات إلى ورد مجفف

يشتري الرجل تلك المخلفات بالكيلو، الذي قد يصل الآن إلى أكثر من 10 جنيهات، بعدما كان يباع بالطن، بسعر قليل، ولكن زادت أهميته نظرا لندرة الحصول على تلك الأعواد الصالحة للتشكيل والتلوين: «هي مخلفات ناشفة زي الورد بالظبط، بس مبيكنش لها لون، وأنا بجيبها، وانسقها وأعمل منها فازة ورد مجفف، وبتعجب ناس كتير، لأني يعرف أبين شكلها المميز بطريقة ملفته للنظر».

يساعده في تجهيز «الورد المجفف» أولاده السبعة، بعدما علمهم تلك المهنة، وأصبحوا الآن يجهزون البوكية، وشراء الرمال التي توضع أسفل «الفازة».

يشير «سليمان» إلي أن دخله الوحيد يتمثل في تلك الجنيهات القليلة التي يحصل عليها من بيع منتجه: «بركب مواصلات كتير علشان أجي لحد هنا، يعني ساعتين رايح وزيهم جاي، وأوقات باجي وارجع بالشغل زي ما هو، لكن الحمدلله مستورة، ومش بمد إيدي لحد».


مواضيع متعلقة