من المعاناة إلى التطوير.. السعادة والرضا يطوقان «بني عبيد» في المنيا: «حياة كريمة أنقذتنا»

من المعاناة إلى التطوير.. السعادة والرضا يطوقان «بني عبيد» في المنيا: «حياة كريمة أنقذتنا»
عانت قرية بنى عبيد بمركز أبوقرقاص، فى محافظة المنيا، لسنوات طويلة من الإهمال، بسبب نقص الخدمات، وسوء الرعاية الصحية المقدّمة للمواطنين، وتكرار حوادث الطرق بسبب تكسير الطرق، وما يسبّبه من مشكلات مرورية، حتى جاءت مبادرة حياة كريمة، وغيّرت معها ملامح القرية بالكامل، وأصبح المواطنون يعيشون حالة من السعادة والرضا، بعد ما حدث داخل قريتهم، وأصبح بالإمكان صرف المخصّصات التموينية، وإرسال واستقبال الحوالات، بعدما كان يتطلب هذا الأمر السفر بعيداً إلى المركز فى مدينة أبوقرقاص.
يد التطوير طالت منظومة الصحة داخل القرية، وركزت مبادة حياة كريمة على تطوير وحدة الرعاية الأساسية بالقرية، لتصبح ملاذاً آمناً للجميع، بدلاً من الذهاب إلى مركز أبوقرقاص لتلقى العلاج، ولم تكتفِ المبادرة بذلك فقط، بل امتدت لتشمل الترع الموجودة داخل القرية، من خلال تبطينها، للحفاظ على صحة المواطنين بعد سنوات من المعاناة مع لدغات الثعابين التى استوطنت الترعة الموجودة على أطراف القرية.
«أسامة»: تطوير المدارس خفّف كثافة الفصول وما تحقق شىء عظيم والدولة بدأت الاهتمام بنا
وقال أسامة إبراهيم محمد، مزارع من قرية بنى عبيد، إن مبادرة حياة كريمة انطلقت فى القرية من خلال إنشاء مدرسة ثانوية وتوسعة وإنشاء مدرسة ابتدائى، وتطوير مستشفى بنى عبيد وتطوير مرفقى الإسعاف والمطافئ فى القرية ورصف الطرق الداخلية وتوصيل المياه والصرف الصحى والغاز الطبيعى إلى الأماكن المحرومة منها وإحلال وتجديد ما يقرب من 150 منزلاً، متابعاً: «فضل حياة كريمة إن كل قرية هنا داخل فيها مشاريع ومحدّد ليها زمن معين، يعنى الأول كان الصرف الصحى علشان يدخل قرية بنقعد نستنى سنين كتير، لكن دلوقتى فى شهور معدودة كل حاجة بتكون خلصانة».
وأكد «أسامة» لـ«الوطن»، أن أهم المشروعات التى ستُنفّذ فى قرية بنى عبيد والقرى المجاورة لها تتضمّن تبطين الترع، وهو المشروع الأهم لأى مزارع فى أى قرية بعد الصرف الصحى، لأن المشروع يوفر مياهاً بشكل كبير طوال العام، مما سيُزيد إنتاجية المزروعات، وتسهيل العملية الزراعية على الفلاحين، مشيراًً إلى أن توسعة المدارس بالقرية، سواء المدرسة الابتدائية أو المدرسة الثانوية، تأتى فى المرتبة التالية من حيث الأهمية لأهل القرية والقرى المجاورة، مضيفاً: «كثافة الطلاب فى الفصول عندنا عالية جداً، وتوسعة المدارس وإنشاء مدارس جديدة هيساعد على تقليل الكثافة دى بصورة كبيرة، عشان كده إحنا بنعتبر ده من أهم المشروعات اللى جابتها لنا مبادرة حياة كريمة».
الأهالي: كنا نحتاج مشروعات تعيد إلينا الحياة والآدمية.. والمبادرة حققت أحلامنا.. وشكراً للرئيس
ووجّه أشرف حسن، 36 سنة من أهالى بنى عبيد، الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى على إطلاق مبادرة حياة كريمة لتطوير الريف المصرى، موضّحاً أن قرية بنى عبيد كانت تحتاج إلى شهر عقارى وسجل مدنى للقضاء على التزاحم والتدافع فى المدن، لأن أهالى القرى يتوجّهون إلى هناك لاستخراج بطاقات الرقم القومى وشهادات الميلاد والأوراق الثبوتية، مشيراً إلى أن بنى عبيد قرية أم تخدم مجموعة من العزب والنجوع المجاورة، وتحتاج إلى إنشاء موقف سيارات متكامل يخدم قرى وعزب المجلس القروى، وكل ما تم حتى الآن على أرض الواقع شىء عظيم يدل على اهتمام الدولة بنا.
وقال محمود حسن، إن قرية بنى عبيد كانت تعانى من سوء حالة الطرق، لأن الطريق الواصل بينها وبين مدينة أبوقرقاص يعانى من الإهمال منذ 6 سنوات ويحتاج إلى إعادة رصف، ويتسبّب فى إتلاف إطارات السيارات، كما أن الطريق داخل القرية يحتاج إلى رصف، خاصة بعد الانتهاء من تركيب وإصلاح شبكة المياه والبنية التحتية، مؤكداً أن مبادرة حياة كريمة جاءت فى الوقت المناسب، مشيراً إلى أن القرية ستتحول إلى نموذجية بعد انتهاء أعمال المبادرة. وتابع: «بقالنا سنين بنطالب بتوفير مستشفى متكامل ومجهّز، لكن ماكانش حد بيهتم بينا، وكل الميزانية كانت بتروح للمراكز وإحنا لا».
وأشاد ربيع حسين بالاهتمام بالوحدة الصحية الموجودة فى القرية ورفع كفاءتها، لأنها كانت تحتاج إلى توفير الإمكانيات والأدوية، ولم يكن بها أمصال عقارب وثعابين، رغم أنها تخدم 7 قرى مجاورة منها صنيم، والبربا، والسلطان حسن، وأولاد جويد، مؤكداً أن الاهتمام بالريف المصرى أمر جيد للغاية، وسيُخفّف الزحام والتكدّس فى المدن، ويُحد من الضوضاء والتلوث السمعى، موضحاً أن ثلث سكان القرى فى المنيا يتوجّهون إلى المدن يومياً لقضاء مصالحهم، لأن المدن تضم المصالح الخدمية، ويكلفهم وقتاً ومالاً ومجهوداً. وأضاف: «إنشاء أفرع للمصالح الحكومية فى القرى تترتب عليه نتائج جيدة، ومنها الحد من حوادث الطرق، ويُحقّق السيولة المرورية على طريق الصعيد الزراعى مصر - أسوان، خاصة أنه غير مزدوج ويربط بين 3 مراكز تقع جنوب المحافظة ومدينة المنيا شمالاً، وتقع عليه حوادث كثيرة بسبب التكدّس الشديد».
وأشاد أهالى القرية بافتتاح مكتب تموين بنى عبيد المطور، ضمن تنفيذ عدد من الخدمات والمشروعات بالمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، الذى يخدم 4 قرى رئيسية، وهى: بنى عبيد، بنى موسى، وجريس إلى جانب أسمنت، بتوابع تصل إلى 23 قرية، وبإجمالى تعداد سكان 228 ألفاً و113 فرداً، ويقدم جميع الخدمات التموينية، ومنها «بدل تالف وبدل فاقد ونقل من محافظة إلى أخرى ورقم سرى، إلى جانب تسلّم بطاقة جديدة والكثير من الخدمات الأخرى».
وأوضح الدكتور محمود يوسف، وكيل وزارة التموين بالمنيا، أن المركز يأتى ضمن 16 مركزاً مطوراً تم تنفيذها لخدمة أصحاب البطاقات التموينية، حيث تم افتتاح 3 مراكز فى وقت سابق، وهذا المكتب يعد الرابع، وسيتوالى افتتاح باقى المراكز المتطورة تباعاً.