بائع الخضار: «ذهبت للرئيس لينصفني وكان رده.. تؤمرني»

بائع الخضار: «ذهبت للرئيس لينصفني وكان رده.. تؤمرني»
إذا سألت «عواد وهبة» عن عمره.. لن يمنحك الأجابة التي تتوقعها، فمثله لا يحسبون سنوات عمرهم ببيانات الأوراق الرسمية، بل يختصرونها في الأيام والمواقف التي منحتهم ضحكة صافية أو فرحة تهز القلب أو صدفة تغير مجري حياته، وفي حالة «عواد» الصدفة كانت أنه «يلاقي نفسه واقف في الشارع بيتكلم مع رئيس الجمهورية».
«عواد»، عمره 59 عاما، قضي 30 عاما منها في شارع أحمد فخري بمدينة نصر، يقف بجوار عربة تتراص فوقها حبات الخضار والفاكهة، يقلبها من وقت لآخر، ليزيل ما يلحق بها من تراب الشارع، الذي يعرفه غالبية سكانه ومن يمرون فيه.
«عواد» كان واحد من ثلاثة بائعين أوقفوا موكب الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتبادلوا معه الحديث، وتحولت الدقائق التي قضوها بصحبته إلى عمر تاني يستحق أن يروون تفاصيله فى جلسات تجمعهم باقاربهم ومحبيهم.
حين يتحدث «عواد» عن الرئيس عبدالفتاح السيسي تشعر أنه يعرفه منذ سنوات طويلة، وهذه عادة البسطاء في هذا البلد، «ممكن تدخل قلبهم في لحظة وتتحول لعشرة عمر»، علي طريقة المثل الشعبي «من حبنا حبناه وصار متاعنا متاعه»، والرئيس معروف بحبه وإنحيازه للبسطاء فى كل كلامه وافعاله.
بقول «عواد»: كنت اقف على عربتي ابيع الخضار والفاكهة في شارع أحمد فخري، وكان هناك حملة أمنية للتعامل مع اشغالات الطريق، فتم حجز عربتي ومصادرتها، من جانب الحملة.
عربة الخضار كانت هي رأس مال «عواد» في هذه الدنيا، هي مصدر العون لاسرته، لذا حين فقدها، كاد يفقد عقله، وحين عرف بمرور موكب الرئيس قرر أن يلجأ إليه، تحرك بخطوات الواثق أن الرئيس لن يخذله، كان يصر أن يصل صوته إلي الرئبس، وقد تحقق الأمر.
«عواد» قال في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أنه شرح للرئيس ما حدث، ورد عليه الرئيس: «عينيا الاتنين وأؤمرني»، وتابع عواد: «مكنتش متوقع أن الرئيس بهذه الحنية، حنية الدنيا فيه».