إعادة الحياة إلى قرى أسيوط: مدارس وطرق وصرف.. وسباق مع الزمن لإنجاز «تبطين الترع»

كتب: سمر صالح وحسام حربى

إعادة الحياة إلى قرى أسيوط: مدارس وطرق وصرف.. وسباق مع الزمن لإنجاز «تبطين الترع»

إعادة الحياة إلى قرى أسيوط: مدارس وطرق وصرف.. وسباق مع الزمن لإنجاز «تبطين الترع»

عاش أهالى قرى مركز أبوتيج بأسيوط على الهامش على مدار عقود مضت، قبل مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقت شعاع الأمل فى نفوس الأهالى الذين عانوا نقص الخدمات، وفى مقدمتها الصحية والتعليمية، واستطاعت «حياة كريمة» إنجاز الوحدة الصحية بقرية «دكران»، فى وقت قياسى، خلال عدة أشهر، بعد تطوير وتأهيل الوحدة الصحية حتى تصبح آدمية وتقدم خدمة تليق بالمواطن المصرى.

هدف «حياة كريمة» لم يكن تجهيز وتشطيب المنازل، فى قرى الزرابى ودكران والبلايزة التابعة لمركز أبوتيج فى محافظة أسيوط فقط، بل ركزت على إحياء القرى من جديد، وتحويل حياة مواطنيها من الظلام إلى النور، فقامت بتوسعة ورصف الطرق، وإنشاء ما يقرب من 15 جناحاً مدرسياً جديداً لتخفيف كثافة الفصول وتقليل تنقّل التلاميذ لمسافات بعيدة.

«عبدالعال»: قرية «الزرابي» شهدت تطويراً كبيراً

وقال عبدالعال محمد، رئيس مجلس مدينة قرية الزرابى، إن الدولة حريصة من خلال «حياة كريمة»، على تهيئة وتطوير القرية بشكل عام، حيث تم رصف الطرق، وتلبية نسبة كبيرة من احتياجات القرية.

وأضاف «عبدالعال» لـ«الوطن» أنه تم الانتهاء من أعمال شبكة صرف صحى بنسبة تخطت 95% من بيوت أهل قرية الزرابى، ويتبقى بعض الأعمال البسيطة التى من المقرر انتهاء أعمال التوصيل بها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ليبدأ معها تشغيل محطة الرفع بقرية الزرابى «مشروع صرف صحى قرى أبوتيج».

وتابع: «المبادرة اهتمت بالتعليم بشكل واضح وتم بناء نحو 15 جناحاً مدرسياً جديداً فى مدارس مختلفة، وعلى رأسها أجنحة جديدة فى مدرسة الثانوية الزراعية فى الزرابى، وإنجاز بناء الأجنحة فى 6 أشهر فقط».

واهتمت المبادرة بشريان حياة القرى، فقامت بتبطين الترع، من أجل الحفاظ عليها، وهو المشروع الذى يشارك فى أعماله الكثير من أبناء قرى أبوتيج بمحافظة أسيوط، حيث يمثل مشروع تبطين الترع فى قرى مركز أبوتيج شريان حياة جديداً لأهالى المركز، ففى قرية بنى سميع التابعة للمركز، يجرى العمل على قدم وساق من أجل انتهاء المشروع فى فترة وجيزة

«سيد»: العمل في المشروع مستمر حتى 10 شهور

من جانبه، قال المهندس خالد سيد، مفتش بالرى فى محافظة أسيوط، المسئول عن مشروع تبطين الترع فى قرية بنى سميع، إنه تم العمل فى المشروع منذ 3 أسابيع، مضيفاً أنه من المقرر استمرار المشروع لمدة تصل إلى 10 شهور، ويتم العمل بنظام التناوب: أسبوع عمل يتم غلق المياه فيه، وأسبوع آخر يتوقف العمل، لأنه من الصعب غلق المياه طوال فترة العمل.

وتابع أن العاملين بمشروع الترع فى القرية، من أبنائها، وبعضهم من أبناء القرى المجاورة، والجميع يتسابق من أجل المساهمة فى مشروعات «حياة كريمة» التى توفر عيشة آدمية للقرى.

وكان التعليم أحد الملفات المهمة التى توليها «حياة كريمة» اهتماماً بالغاً وتحرص على إدراجها ضمن الأعمال التى تقوم بها فى القرى، وهو ما اتضح فى عدد الأجنحة التى شيدتها المبادرة فى أكثر من مدرسة لخدمة أبناء القرية الذين عانوا على مدار سنوات من التنقل فى المواصلات للوصول إلى مدارسهم، فهناك 8 أجنحة مدارس تم بناؤها طبقاً للمرحلة الأولى استفادت منها 15 قرية مجاورة.

وعلى بعد عشرات الكيلومترات من الوحدة الصحية بقرية دكران، تقع مدرسة السادس من أكتوبر الابتدائية المشتركة الجديدة التى تم تدشينها ضمن مبادرة حياة كريمة لحل أزمة الكثافة فى مدارس القرية، حيث إن المبنى مزود بفناء واسع للعب وممارسة الرياضة ومرافق ذات جودة عالية لتوفير بيئة تعليم مناسبة للطلاب، تطبيقاً لمعنى «حياة كريمة» لتصبح اسماً على مسمى.

«رباب»: ابني ماكانش بيحب يروح المدرسة كل يوم بسبب ازدحام الفصل 

وعانى طلاب القرى فى مركز أبوتيج طويلاً من ازدحام الفصول وعدم قدرتهم على استيعاب ما يلقيه عليهم المعلم، وكل ذلك لم يعد له أثر الآن، فمن قبل كان يعانى الصغير «على»، وهو تلميذ فى الصف الأول الابتدائى، فتقول والدته «رباب»: «ابنى ماكانش بيحب يروح المدرسة كل يوم مش بيكون مرتاح فى الفصل».

لم يعد الذهاب إلى المدرسة ثقيلاً على قلب «على»، لأنه أصبح يلتقى زملاءه ويستوعب المواد جيداً من مُعلميه، لأن الفصل بات غير مزدحم بالطلاب ويستطيع استيعاب الشرح أفضل من الوقت السابق.

«جمال»: «محتاجين عدد أكبر من المدرسين عشان نقدم خدمة تعليمية أفضل»

«الطاقة الاستيعابية للفصل زادت بشكل كبير، وسعة الفصل أصبحت لا تزيد على 70 طالباً بمعدل 2 فقط فى كل مقعد خشبى»، هكذا قال جمال على، مدير مدرسة السادس من أكتوبر الابتدائية المشتركة.

وراعت مبادرة «حياة كريمة» المنظر الجمالى بالمدرسة، فتم طلاء الجدران بألوان موحدة زاهية، ومراوح سقف فى كل فصل تخفيفاً لحرارة الجو فى فصل الصيف، وباتت المدرسة مؤهلة لاستقبال الطلاب مع عودة الدراسة بالفصل الدراسى الثانى، إلا أنها لا تزال فى حاجة إلى مزيد من الكوادر التعليمية المؤهلة، وتابع مدير المدرسة: «محتاجين عدد أكبر من المدرسين فى مواد مختلفة عشان نقدم خدمة تعليمية أفضل لطلابنا».

وأكد العاملون بمدرسة 6 أكتوبر فى قرية دكران، أهمية ما قدمته مبادرة حياة كريمة للمدرسة، موضحين أن الطلاب كانوا يقطعون مسافات بعيدة من أجل الوصول إلى المدرسة.

وأضافوا أن المبادرة أسهمت بشكل كبير فى تقليل كثافة الفصول، وهو من الأشياء المهمة، خاصة فى ظل الإجراءات الاحترازية التى تشدد عليها الدولة فى إطار مواجهة فيروس كورونا.


مواضيع متعلقة