"تركيا".. العرش العثماني على حافة انتخابات مصيرية

"تركيا".. العرش العثماني على حافة انتخابات مصيرية
ساعات قليلة متبقية، على بدء خطوات الصراع على قيادة الدولة العثمانية، في ظل أزمات تضرب الدول المحيطة وتقسِّمها إلى دويلات وفرق.
"تركيا" التي أصبحت جزءًا من الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط، بإرادتها، حيث أعلنت دعمها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، الحاكم الأسبق لمصر، والذي لا تزال تبعات حكمه تعصف بالمنطقة بأكملها.
تشهد تركيا غدًا، انتخابات رئاسية، بين ثلاثة مرشحين، إلا أن الأضواء مسلطة على رجب طيب أردوغان، رئيس مجلس الوزراء الحالي، المحسوب على جماعة الإخوان، حيث تشير استطلاعات الرأي بقوة إلى فوزه في الانتخابات.
تركيا التي يفوق تعدادها السكاني 75 مليون نسمة، كونت قديمًا عرشًا عثمانيًا غزا العالم، واستطاعت أن تسيطر على معظم الشرق الأوسط، بما فيه مصر، والسعودية وإيران وفلسطين، وأجزاء من آسيا وأوروبا، وحكمت قبضتها على تلك الدول لعدة قرون، بدأها عثمان الأول عام 1326 ميلادية، ولم يسقط هذا الحكم إلا بالتدخل الأجنبي والاستعمار، وركود الدولة حتى جاء مصطفى كامل أتاتورك، وألغى الخلافة والسلطنة عام 1922وأعلن تركيا جمهورية 1924.
يعد أتاتورك هو الدفة التي حولت من مجرى سير السفينة التركية في اتجاه آخر، واسمه يعني أبو الأتراك، وهو بالفعل كذلك، حيث أرسى القيم التركية العلمانية، وأراد لدولته أن تلتحق بأوروبا، فاستبدل الحروف العربية باللاتينية، كجزء من تكوين هوية جديدة لتركيا، وعقب وفاته تولى بعده عصمت إينونو، انتهى بعده حكم الحزب الواحد واتجهت للتعددية الديموقراطية، وأصبحت تركيا عضوا في عصبة الأمم المتحدة عام 1945.
أما النظام الحالي لتركيا فيعتمد على رئيس الوزراء، الذي يرشحه البرلمان بأغلبية، على أن يكون رئيس الدولة، رئيسًا شرفيًا فقط يأتي إلى الحكم عن طريق الاقتراع المباشر.
وفي حالة فوز رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء الحالي، المحسوب على حزب العدالة والتنمية، التابع للتنظيم الدولي للإخوان غدًا، فستتحول تركيا إلى نظام الحكم الرئاسي، وفقا للتعديلات الدستورية التي أقرتها حكومة أردوغان.
وقوع 97% من تركيا في الشرق الأوسط وآسيا، و3% في قارة أوروبا، جعلها تجاهد خلال السنوات الماضية لتفرد أجنحتها على الدول المجاورة، وبعد أن سعت للانضمام لاتحاد الأوروبي، منذ تأسس عام 1993، وبدأت المفاوضات الفعلية لتنضم إليه عام 2004.
واجهت تركيا معارضات كثيرة بأنها دولة ليست أوربية، وإنما جزء من آسيا والشرق الأوسط، كما أنها سياسيًا وثقافيًا تختلف عن الدول الأوربية، جميعها أسباب جعلت الاتحاد الأوربي يستبعدها.
موقفها المعارض بشدة للكيان الصهيوني، أدخل تركيا في صداقة منطقية مع البلدان العربية، فهي تحاول أن تصادق بلدان منطقة الشرق الأوسط، بعد أن لفظها الاتحاد الأوربي، توثقت أواصر تلك الصداقة مع سوريا وعدن، ولكنها لم تستمر مع مصر كثيرًا خاصة بعد تبني تركيا موقفًا مؤيدًا لجماعة الإخوان، التي أطيحت من الحكم المصري.
وينتظر العالم غدًا، ما تسفر عنه الانتخابات وهل ستسير تركيا على نفس النهج، من محاولات متكررة لكسب هوية أوربية رسمية، وكسب صداقات تضعف وتشتد مع دول الجوار، بنجاح رجب طيب أردوغان بالرئاسية، أو تتغير سياستها من خلال رئيس جديد يحول دفتها من جديد، حال فشل أردوغان في كسب الشعب لصالحه.
الأخبار المتعلقة
بالصور| أعلام تركيا وصور أردوغان في مسيرة بشوارع "أنقرة"
بالصور| "أوغلو" المنافس العنيد لأردوغان يدلي بصوته في الانتخابات التركية
بالصور| المرشح الكردي المنافس لأردوغان يدلي بصوته في الانتخابات التركية
بالصور| أردوغان يدلي بصوته في انتخابات الرئاسة التركية
"وول ستريت جورنال": الانتخابات الرئاسية التركية مخيبة لآمال العلمانيين
بالتواريخ والأرقام.. تركيا الدولة "الأوراسية" المسلمة تحلم بالاتحاد الأوروبي
"تركيا".. العرش العثماني على حافة انتخابات مصيرية
مخاوف من زيادة الاستبداد في عهد أردوغان إذا أصبح رئيسا لتركيا
"الفرنسية": مرشحا أردوغان في الانتخابات الرئاسية يواجهان مهمة صعبة
بدء التصويت في انتخابات الرئاسة بتركيا
أوغلو على خطى السيسي: "مفيش برنامج انتخابي"
بالصور| الأتراك يستعدون للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية شعبية
محلل سياسي يكشف مخطط أردوغان بعد فوزه برئاسة تركيا: إرضاء أمريكا وإسرائيل
من "برلمانية" لـ"شبه رئاسية".. أردوغان يمهد طريق هروبه من الفساد
"أردوغان" لأنصاره: غدا تنتخبون "رئيس الشعب".. وأعدكم بمكافحة التمييز
الانتخابات الرئاسية التركية.. 3 منافسين.. وضعف المعارضة والاقتصاد يحسمان المواجهة لـ"أردوغان"
كل رجال «أردوغان» «أرينتش» رئيساً للحزب و«الوزراء» و«باباجان» مهندس الاقتصاد
محللون عرب: فوز "أردوغان" يزيد من التدخل في الشأن العربى
«أردوغان» وحلم الرئاسة.. «ساعة أتاتورك وساعة خديوى»
أحفاد "أتاتورك" في أول انتخابات رئاسية منذ 90 عاما
