«حلم باباوي قديم».. أسباب جعلت زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق تاريخية

كتب: محمد علي حسن

«حلم باباوي قديم».. أسباب جعلت زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق تاريخية

«حلم باباوي قديم».. أسباب جعلت زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق تاريخية

تعد زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق الرحلة الأولى للبابا فرنسيس خارج الفاتيكان منذ تفشي وباء كورونا المستجد، وكذلك الأولى في التاريخ لحبر أعظم إلى العراق، ولكن، ليس لهذين السببين فقط، تصنّف الزيارة البابوية إلى بلاد الرافدين بين 5 و8 مارس الجاري بـ«التاريخية».

وتوقع الكثيرون أن يلغي البابا رحلته، وعدها آخرون مخاطرة، مع تفشي الوباء، والتفجيرين الانتحارين في ساحة الطيران وسط بغداد في يناير الماضي، وسقوط قتلى خلال قمع الأمن لاحتجاجات في محافظة ذي قار قبل أيام، بحسب إذاعة «مونت كارلو».

ويضاف إلى ذلك، الإعلان عن إصابة السفير البابوي في العراق، ميتجا ليسكوفار، بفيروس كورونا، وهو من الشخصيات المحورية في التحضير للزيارة على المستويات الدبلوماسية واللوجستية.

كل ذلك، لم يدفع الفاتيكان إلى التأجيل، إذ يبدو أن فرنسيس مصر على الذهاب إلى مطار روما صباح غد الجمعة، والتوجه إلى بغداد، ومنها خلال الأيام اللاحقة، إلى كل من النجف وسهل أور واربيل وقرقوش والموصل.

وحين يصل أرض العراق، يحقق البابا فرنسيس حلما قديما لسلفه البابا يوحنا بولس الثاني الذي خطط عام 2000 لزيارة مماثلة، بهدف الحج إلى مسقط رأس النبي إبراهيم، ضمن رحلته إلى الأراضي المقدسة، مطلع الألفية.

لكن النظام العراقي السابق أعلن، في تلك الفترة، عن عدم قدرته على تنظيم الزيارة، بسبب ظروف الحصار الذي كان مفروضا على البلاد.

أثارت نية البابا الجدل حينها، إذ كتب معارضون لنظام البعث السابق رسالة إلى الحبر الأعظم، طلبوا منه «عدم المضي في مسعاه لزيارة بلاد تقبع تحت حكم ديكتاتوري».

وبعد نحو عشرين عامًا، نجحت مبادرات لشخصيات كنسية عراقية بإحياء الفكرة، ووجه الرئيس العراقي، برهم صالح، دعوة رسمية للبابا لزيارة البلاد.

ومنذ توليه منصبه في عام 2013، اتسم خطاب البابا فرنسيس بحساسية عالية تجاه الفقراء والمهمشين والمتعبين، هو الآتي من إرث لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية، وحامل فلسفة الرهبنة اليسوعية القائمة على التبشير.

وبرز هذا التوجه في خطوات عملية، مثل تعيينات لبطاركة ومطارنة من جنسيات وأعراق مختلفة، ومثل توسيع نطاق زياراته، خارج جغرافيا الكثلكة الأوروبية، وكأنه يحاول أن يثبت أن الكنيسة في عهده لن تكون تلك المؤسسة العجوز ذات الحصرية الأوروبية، بل ستحاول أن تخاطب كافة الأديان والشعوب.

بزيارته للعراق، يرى بعضهم أن فرنسيس يخطو خطوة جديدة في اتجاه تثبيت نفسه «رسولا للمتعبين»، لا يهتم بملاقاة أقوياء العالم، بل يذهب إلى ضعفائه أيضا، ويقدم رسالة احتضان إلى الشعوب الجريحة تحت وطأة الحروب والانقسامات.


مواضيع متعلقة