أطفال مبرة فارسكور.. من مجهولي النسب إلى مهندسين ومخترعين

كتب: سهاد الخضري

أطفال مبرة فارسكور.. من مجهولي النسب إلى مهندسين ومخترعين

أطفال مبرة فارسكور.. من مجهولي النسب إلى مهندسين ومخترعين

داخل غرفة الأنشطة، يجلس عدد من الأطفال سوياً، يلعبون ويلهون ويحلون الكلمات المتقاطعة، يمسك هذا بقصة، وذاك بكتاب، ينكب كل منهم على مصدر إلهامه، غير عابئاً بالعالم الخارجي، يعيش مع القصة بأدق تفاصيلها، وكأنه يتحاور مع شخصياتها المختلفة، فيما يشبه الرفيق الذي يتحدث إلى رفاقه.

«الوطن» تحدثت إلى هؤلاء الأطفال، داخل دار الرعاية التي يقيمون فيها بمركز فارسكور، في محافظة دمياط، والتي تُعرف باسم «مبرة فارسكور»، يعيش الأطفال كالملائكة الذين جنى عليهم الزمن، ولم تشفع لهم براءتهم عند والديهم، الذين ألقوا بهم إلى المجهول، دون أن يفكروا في مستقبل هؤلاء الصغار، الذين حصدوا ثمار ما اقترفته أيادي والديهم من آثام.

يعيش داخل «مبرة فارسكور» حوالي 28 طفلاً، غالبيتهم في سن 6 سنوات، فقدوا الأسرة ودفئها، ليعيشوا في هذه الدار تحت مظلة الدولة المصرية، التي لم تبخل عليهم، حيث توفر لهم الحياة الكريمة، من مأكل ومشرب وملبس وتعليم على أعلى مستوى، تحت إشراف مختصين من التربية والتعليم والتضامن والأوقاف، التي تنظم لهم ندوات مستمرة، لتعريفهم بأصول دينهم ودنياهم.

«صفوت أ.»، 9 سنوات، تلميذ في الصف الثالث الابتدائي، يعشق الحساب والقراءة، ويحلم بأن يصبح في المستقبل مهندساً معمارياً، وإلى جانبه يجلس «سعد أ.»، 11 سنة، تلميذ في الصف الخامس الابتدائي، يعشق اللغة العربية وكرة القدم، يلعب دائماً كحارس مرمى، يحلم هو الآخر بأن يصبح مهندساً معمارياً، مشيراً إلى توقفه عن ممارسة رياضة الكاراتيه منذ فترة قصيرة.

وعلى بعد خطوات يجلس «هيثم م. ف.»، البالغ من العمر 11 عاماً، تلميذ في الصف الخامس الابتدائي، يعشق كرة القدم والسباحة، ويحرص على ممارسة الرياضة كثيراً، ليشبع فيها هواياته، حيث يحلم بأن يصبح مهندساً، أما «آدم س.»، تلميذ في الصف السادس الابتدائي، فأكد أنه يعشق الرسم، ويحلم بأن يصبح مخترعاً كيميائياً في المستقبل، ويحرص على ممارسة هوايته في لعب كرة القدم بين الحين والآخر.

أقرأ أيضا:

العاملون بدار الأيتام بفارسكور: نعمل على تعويض الأولاد عن الأسرة

 


مواضيع متعلقة