معاناة شاب فقد عمله بعد تشوه وجهه في حادث مأساوي: محدش راضي يشغلني

معاناة شاب فقد عمله بعد تشوه وجهه في حادث مأساوي: محدش راضي يشغلني
عشرون عاما تقريبا لم يعرف فيها طعم الراحة، فقط الألم والمعاناة والعمليات الجراحية وأيضا التنمر، بداية من ظروف أسرية أجبرته على العمل حدادا وهو لا يزال طفلا لم يكمل عامه العاشر، إلى أن تشوه وجهه خلال محاولته المساعدة في إطفاء حريق بجوار الورشة التي يعمل بها، ليظل باقي عمره يواجه التنمر، في حين لم تفلح أي علميات جراحية في إعادة وجهه لطبيعته، وبالكاد استطاع الحصول على عمل، لكن الظروف عادت لتعانده مجددا بعد أن تسببت جائحة كورونا في توقف عمله، ليصبح عاطلا ومديونا.
ولا يزال أحمد جمعة، من الفيوم، يذكر تلك الواقعة التي مر عليها نحو 10 أعوام، عندما اندلع حريق في محل بجانب الورشة التي يعمل بها، كان يبيع «بنزين»، وأثناء محاولته المساعدة في إطفاء الحريق، انفجرت النار في وجهه وأخذت تنهش في جسده لعدة دقائق، وهو ملقى على الأرض والجميع يشاهده خائفين من الاقتراب منه، إلى أن جاء شاب وقام بإنقاذه.
ويحكي «أحمد»، أن تلك الواقعة مر عليها 11 عامًا، ووقتها أقام 90 يومًا في المستشفى، وخرج ووجهه مشوهًا من آثار النار التي التهمته، ومن وقتها بدأت المعاناة، فلم يرغب أحد في مساعدته على العمل بسبب وجهه المشوه، مضيفًا: «خلال 6 سنين عملت 6 عمليات على نفقة الدولة بس معملوش معايا حاجة، وخلال 3 شهور في المستشفى كنت بتعذب حرفيًا من الألم والممرضين كانوا بيغيرولي من غير بينج، وحقيقي أنا ماشوفتش يوم حلو في حياتي، وقعدت 10 سنين بعدها أعاني من التنمر».
العائل الوحيد لأسرته
عانى «أحمد»، كثيرًا وقتها حتى عثر على عمل يساعده على إعالة أسرته، إذ إنه الوحيد القادر على العمل في أسرته الكبيرة، حيث يعاني والده من مرض السكر والقلب، بالإضافة إلى «غرغرينا» في قدمه جعلته لا يستطيع المشي، ولديه 4 شقيقات فضلا عن والدته، ورغم هذا فقد نجح في زواج اثنتين منهن فقط.
حلم العمل
إلى هنا لم تنته معاناة «أحمد»، البالغ 21 عامًا من عمره، إذ إنه «بعد موضوع كورونا مشيت من الشغل لأنه كان واقف، ودلوقتي عليا 5300 جنيه مش عارف أسدهم بسبب إني مابشتغلش».
ويتابع «أحمد»، والدموع تكاد تفر من عينه: «تعبت في حياتي كتير وماشوفتش فيها يوم حلو، يدوبك كبرت لقيت أبويا تعبان وخرجت للشغل، وكمان فوق دماغي حمل إخواتي، دلوقتي أنا مش محتاج غير شغل».