معاناة قاسية في «براشيم».. استخراج جثث الأجداد من القبور لدفن الأحفاد

معاناة قاسية في «براشيم».. استخراج جثث الأجداد من القبور لدفن الأحفاد
معاناة حقيقة يعيشها أهالي إحدى قرى أشمون، يلجأون خلالها إلى أساليب شديدة القسوة لتكريم موتاهم على حساب ما تبقى من جثث السابقين، فلا مكان أمامهم لدفن الراحلين، ولا حيلة لهم سوى رصهم بالطول والعرض داخل مقبرة واحدة، لكن الحل المؤقت لم يكن مجديا مع الزمن، بعدما امتلأت المقابر بعد سنوات.
استخراج جثث قديمة وتبديلها بجدد
4 قراريط تقريبًا، هي مساحة مدافن قرية براشيم بمحافظة المنوفية، امتلأت جميع المقابر فيها بالموتى، ويلجأ الأهالي إلى حل تلك المشكلة بطريقة قاسية، من خلال استخراج بقايا عظام الجثث من المقبرة، ووضع موتى جدد فيها، ووضع جثث القدامى في حفرة كبيرة بين المقابر، تسمى «المعضمة»، تتجمع فيها كمية من بقايا عظام الجثث القديمة.
مفيش مكان لأي مقبرة
يحكي ربيع الجارحي، أحد أهالي قرية «براشيم»: «مفيش مكان لأي مقبرة ينفع نبنيها، لأن المقابر عندنا ضيقة جدًا، وفي الأول كنا بنحط الجثث فوق بعضها في مقبرة واحدة وبيبقوا قرايب، ولما المقابر خلاص مابقاش فيها مكان، بقينا بنطلع العضم اللي باقي من الجثث، ونحطه في حفرة كبيرة بين المقابر، وده لأننا قليلين الحيلة مش عارفين نعمل إيه».
كل 4 عائلات يشتركون في مقبرة
يتقاسم العائلات المقابر بينهم، فكل 4 عائلات يشتركون في مقبرتين، الأولى للموتى الذكور، والثانية للإناث، ومساحتهما 3 في 4 أمتار، ما يعتبره ربيع «شيئا مخزيا للغاية»، خاصة بعد نفاذ الحلول المؤقتة المتبعة، وامتلأ القبور لموتى، إذ اضطر الأهالي إلى طرق الأبواب، بحثا عن مخر من هذه الأزمة.
اقرأ أيضًا.. 5 أطفال يتبرعون بحصالتهم لمرضى كورونا في المنوفية
يروي «ربيع»، أن كثير من الأهالي لا يجدون مكانا يدفنون جدودهم، وإذا أراد أحدهم أن يقرأ الفاتحة لفقيده، يذهب إلى المقابر ويقرأها دون الوقوف أمام المقبرة، مشيرًا أنه تقدم بالعديد من الشكاوى تفيد بضرورة استخراج تصريح لشراء قطعة أرض يبنوا عليها مقابر جديدة: «قدمت شكوى في المحافظة عشان أستخرج تصريح لشراء أرض، وإحنا ماعندناش مشكلة نتحمل سعرها، لأن أهالينا ملهمش مكان يتدفنوا فيه، وبنطالب المسئولين إنهم يوفرولنا قطعة الأرض دي».