بريد الوطن.. المتاهة والألم (قصة قصيرة)

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن.. المتاهة والألم (قصة قصيرة)

بريد الوطن.. المتاهة والألم (قصة قصيرة)

«لا أحد يتألم كأولئك الذين يغارون بصمت».. هكذا بدأت قصتى معه، ألفته، أحببته.. لم أكن أعرف إن كان علىّ إخباره أم لا... ظللت على تلك الحال طوال فترة دراستى بالجامعة استجابة لرغبة والدى بعدم التفكير فى أى شىء خلاف الدراسة حتى تخرّجت فى كلية الإعلام بتقدير امتياز، أكان هو فى انتظارى كما حلمت؟ بالطبع لا.. ولم سينتظر فتاة لم تقل له شيئاً حتى إنها رفضت إعجابه ومحاولاته فى التودّد والتقرّب لها.. صمت.. اتخذت الوحدة رفيقاً، كنت منذ صغرى طفلة يعاملنى أخواى كأخ ثالث، حينما بدأت أشعر بأنوثتى، أرتدى الحذاء ذا الكعب العالى، لم يرق ذلك لأخواى، أنتِ لستِ كباقى الفتيات، ومن ذا الذى سيُعجب بك، أو تحتلين جزءاً ولو صغيراً من قلبه؟ عانيت كثيراً فى تعاملاتى كطفلة وربما كشابة لا أحدث أحداً فقط صديقاتى وحسب.. كنت أغار من رفيقاتى أحياناً لحب يحتمين به لظلال بائسة يختفين وراء غصونها، كنت أغار ممن تحب وتنتحب، كنت أستنكر حيناً وأترفق بها حيناً.. بعد تخرجى وعملى كصحفية قابلت شاباً وسيماً يحمل طابعاً خاصاً يدعوك لاحتساء أكواب الأمل... يعطيك جرعات مكثّفة من المحبة والاحتواء.. توطدت العلاقة حتى اتفقنا على الارتباط وتحدّثت لوالدى.. كان الرفض قائماً لدى لأننى ما زلت فى نظرهم تلك الطفلة الصغيرة، لم يخبرهم أحد أننى كبرت ولدىّ احتياجات ورغبات.. ومن جانبه تم الرفض، لأنه كان محدّداً سلفاً أنه سيتزوج من ابنة عمه، حتى لا تخرج الأملاك حدود العائلة.

                                                            أسماء عبدالخالق  

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة