بريد الوطن.. لا تورِّثوا الكراهية

بريد الوطن.. لا تورِّثوا الكراهية
يقال فى المثل «مصارين البطن بتتخانق»، دلالةً على عدم دوام الانسجام، فقد تنشأ خلافات بين الناس تتحول إلى مشاحنات أو قطيعة.. وربما عادت المياه لمجاريها.. تنشأ خصومة ما، فلا يكتفى كل طرف بنفسه، بل يحرض أبناءه على العداوة، حتى تمتلئ نفوسهم بالكراهية.. ثم ربما يزول الخصام، لكن الأبناء قد حُفرت بنفوسهم الأحقاد، فتظل تنمو إلى أن يصيروا آباء، ثم تدور دائرة الحقد من جديد.
فى سورة «المسد» دعوة بالهلاك على عم النبى «تبَّت يَدَا أبى لَهَبٍ وتَبّ».. فهل انتقل بُغض الرسول لعمه إلى «أبناء عمه»؟ الإجابة (لا).. وفى الحديث عن درة بنت أبى لهب، تخبرنا بقول الرسول لها «أنت بضعة منّى».. لذلك فإننا ندعو على عم الرسول بالهلاك، ونقول عن ابنته «رضى الله عنها» دلالةً على أن «الكراهية لا تورّث».. فما إن يحدث طلاق، يزرع كل طرف الكراهية فى قلوب الأبناء ضد الآخر.. ما بال الإخوة وأبناء العمومة عند اختلافهم يُصرون على توريث الأحقاد لأبنائهم! ما بال الجيران يمارسون الدور نفسه فى قلوب أبنائهم! إن مَن يورِّث الكراهية كمن ينقل المرض عامداً للآخرين.. وإذا تأملنا حجم الكراهية بيننا، فسنجد أن نحو 80% كراهية بالتبعية، و20% بالتعامل المباشر.
ولنا فى رسولنا صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل، ففى «فتح مكة» لم يعاقب الرسول الكريم «أهل قريش» بجريرة آبائهم، بل قال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com