أسر شابة تطبّق شعار «2 بس علشان ياخدوا حقهم»: صحة وتعليم واهتمام

كتب: محمد أباظة

أسر شابة تطبّق شعار «2 بس علشان ياخدوا حقهم»: صحة وتعليم واهتمام

أسر شابة تطبّق شعار «2 بس علشان ياخدوا حقهم»: صحة وتعليم واهتمام

«طيش الشباب»، مصطلح أثبت فشله أمام نماذج عدّة لأزواج وزوجات من أعمار شابة، قرروا في بداية زواجهم الاكتفاء بإنجاب طفلين فقط: «2 بس كفاية»، ولم ينساقوا مندفعين خلف غريز الأبوة والأمومة، تاركين وراء ظهورهم مصطلح قديم تسبب في تفجير الزيادة السكانية «العيال عزوة».

«الوطن» تحدّثت ضمن حملتها التوعوية «2 بس علشان ياخدوا حقهم»، التي أطلقتها للتوعية بخطورة الزيادة السكانية، وأهمية تنظيم الأسرة، إلى مجموعة من الأزواج الشباب، الذي رووا تجربتهم في إنجاب طفلين فقط، وتأثير ذلك على الرعاية السليمة لأطفالهم.

أبهات أعلنوها «2 بس كفاية»

تعلّم حسن كمال، من تجربة والديه في إنجاب 7 أبناء، ولاحظ تأثيره على والدته وجهدها الكبير معهم لرعايتهم وراحتهم، خاصة بعد دخول المدرسة: «الموضوع كان صعب عليها، 7 ولاد كل يوم الصبح رايحين مدارس وجامعات محتاجين فلوس ومتطلبات»: «في بداية جوازي قررت إني هكتفي بطفلين بس، ودلوقتي عمرهم 8 و13 سنة».

«ظروف زمان غير دلوقتي، في الماديات والطلبات»، بحسب حديث «حسن» لـ«الوطن»، عكس ما يعيشه الأزواج هذه الأيام، حيث يحتاج الطفل لرعاية أكبر بسبب ظروف الحياة التي تغيرت، من وسائل للتعلم ومتطلبات الأطفال والاهتمام والمتابعة الجيدة، وهو ما يصعب تكراره حال إنجاب أكثر من طفلين، رغم حال الأب الميسور، وعمله كرئيس إحدى الوحدات المحلية في قرية بالشرقية.

الأسرة المثالية يعني «طفلين بس»

تزوج «علي الإدريسي» قبل أكثر من 13 عامًا، لكنه قرر الاكتفاء بطفلين فقط، يقول لـ«الوطن»: «كنت ناوي أكتفي بواحد بس، لكن بعض وسائل منع الحمل مش كويسة، واتسببت إننا نخلف طفل تاني».

ورغم حالته المادية الميسورة، حيث يعمل أستاذا لتدريس مادة الاقتصاد بأحد الجامعات، هو وزوجته، لكنه يرى الأسرة المثالية في «طفلين فقط»، ولديه طفلين في عمر 9 و12 عاما.

انفتاح الجيل الحالي على التكنولوجيا، يحتاج من الأسرة ضوابط ومتابعة مستمرة لضمان تربية سليمة وتعليم جيد، حسب ما ذكر «الإدريسي»: «محتاجين كمان نوفر مستوى ترفيهي واجتماعي مناسب ليهم، وده صعب لو الأسرة خلفت أكتر من طفلين».

طلبات البنات أكتر

اكتفى مصطفى محمد، يعمل موظفا بأحد المصانع، بطفلتين عمريهما 6 و9 أعوام، لضمان سبل الراحة والتعليم الجيد والمعيشة المناسبة ومتطلبات الدراسة والترفيه، وهو ما لم يكن يدري صعوبته قبل زواجه، واصطدم به مع ظروف الحياة القاسية بعد ذلك: «طلبات البنات أكتر، وبتزيد كل ما كبروا، الحمد لله كده رضا».

«علشان نعلمهم صح».. أمهات اكتفين بالطفل الثاني

ولدت أسماء عاشور لأسرة لديها 3 أبناء، كانت الصغيرة بين أشقائها، وتمنت أن يكون لها إخوة أكثر من ذلك، وبعد أن كبرت وتزوجت وأنجبت طفلها الأول وعمره الآن 8 أعوام، أدركت حجم المسؤولية الكبيرة، بداية بصعوبة الحمل والولادة وتأثيره على الصحة، إلى توفير سبل الراحة والرعاية والاهتمام لطفلها: «عشان ميكبرش نفسه في حاجة».

بعد إنجاب طفلتها التي تبلغ الآن 4 سنوات، توزع «أسماء» اهتمامها ومالها ورعايتها ومتابعتها وإمكانياتها على الطفلين، وإن زاد اهتمامها بالفتاة أكثر نظرا لصغر سنها: «بحاول أوفرلهم حياة كويسة عشان يبقوا في أحسن حال، وده بعض أصحابي معرفوش للأسف يعملوه مع أولادهم، لأنهم خلّفوا أكتر من طفلين».

تحاول «أسماء» جاهدة إعداد أبنائها منذ صغرهم بشكل مثالي، من تعليم جيد ورعاية سليمة، حتى تؤسسهم للمستقبل على أكمل وجه: «لما يكبروا هيلاقوا أي شغل محتاج لغات وتعليم عالي»، وترى أنّها لو أنجبت أكثر من طفلين كان الوضع سيكون أصعب عليها، ويؤثر على مستقبل أطفالها.

ندى ترفض طفل آخر: «أكيد مفيش نوع ثالث»

«أكيد مش هجيب نوع ثالت عندي ولد وبنت خلاص».. تقولها ندى عاطف دائمًا لنفسها ولمن يحاول إقناعها بإنجاب طفل ثالث، كي تضمن لطفليها أفضل سبل الرعاية الصحية والتعليم الجيد والمعيشة المناسبة، مع وسائل الترفيه والتسلية، موضحة أنّها ترى بعض الأسر المقربة لها، عجزت عن توفير رعاية مثالية لأبنائها بعد إنجاب الطفل الثالث.

يعب على الأسرة الاهتمام بأطفالها حال إنجاب أكثر من طفلين، وقد يظلم الثالث ومن بعده بحسب «ندى»، حيث يلقى قدر أقل من الرعاية والاهتمام والامكانيات التي شهدها الطفل الأول، خاصة وأنّ توزيع المسؤوليات يكثر على الأسرة في هذه الحالة.

«طب وهندسة».. آمال نوال لمستقبل طفليها

14 عامًا من الزواج حتى الآن، قضتها نوال السيد، مع زوجها بالإسكندرية، قررا خلالهما الاكتفاء بإنجاب طفلين فقط، كي يكونا في المستقبل خريجي كليات القمة «طب وهندسة» كما حلم الوالدين بذلك.

ورغم توسط الحالة الاجتماعية للأسرة، لكنهم استطاعوا توفير الرعاية والاهتمام وسبل التعليم الجيد والمتابعة لأطفالها، ما كان سيصعب تحقيقه حال وجود طفل ثالث: «الناس فاهمة إن كتر الولاد عزوة».


مواضيع متعلقة