القصة الكاملة لكارثة غرق مركب بحيرة مريوط بعد رحلة «زردة شاي»

كتب: كيرلس مجدي

القصة الكاملة لكارثة غرق مركب بحيرة مريوط بعد رحلة «زردة شاي»

القصة الكاملة لكارثة غرق مركب بحيرة مريوط بعد رحلة «زردة شاي»

3 أيام من الحزن والترقب، خيمت على المئات من عائلة «مطاريد» البدوية، التي راح منها 14 شخصاً، إثر غرقهم في بحيرة مريوط بمنطقة «الهوراية»، بعد رحلة تنزه على متن أحد القوارب، كان يقل 20 شخصاً، لم يعد منهم سوى 6 أشخاص فقط على قيد الحياة، وما زالوا يخضعون للملاحظة بمستشفى العامرية العام.

البداية كانت مع غروب شمس أمس الأول الاثنين، حين غرق مركب يقل نحو 20 شخصاَ، غالبيتهم من النساء والأطفال، ينتمون لعائلة واحدة، أثناء عودتهم من رحلة ترفيهية «زردة شاي» في إحدى الجزر ببحيرة مريوط، قرب استاد برج العرب، غرب الإسكندرية.

العدد الكبير للضحايا، دعا الجميع لطلب مساندة الغواصين، بجانب الإنقاذ النهري، وهو ما تحقق بوصول محافظ الإسكندرية إلى موقع الحادث، حيث أمر بالدفع بـ4 وحدات إنقاذ، و4 عربات إسعاف، كما وجه بتواجد مسئولي مديرية التضامن الاجتماعي، لتلبية أي مطالب عاجلة للأهالي، بالإضافة إلى وصول أعضاء فريق «غواصين الخير» تباعاً، ليبلغ عددهم في اليوم الأول، 24 غواصاً، للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ.

وخلال الليلة الأولى، نجح الغواصون في انتشال 15 شخصاً من بين ركاب القارب المنكوب، منهم 9 جثث، و6 أشخاص على قيد الحياة، بينما تواجد المئات من أفراد العائلة والأهالي، لمتابعة الموقف والترقب، أملاً في وجود مزيد من الناجين، وتم نقل الجثث إلى مشرحة مستشفى العامرية العام، حيث جرى التحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة.

وفي اليوم التالي للحادث، لم يتمكن الغواصون من انتشال أي من الجثث الخمسة المتبقية، رغم عمليات البحث، التي شارك فيها قرابة 60 غواصاً، من غواصين الخير، ومن الانقاذ النهري، الذي وجد المدد من 5 محافظات أخرى، أرسلت غواصيها للمشاركة في أعمال البحث عن جثث الضحايا.

وانتهى اليوم الثاني بأداء الأهالي صلاة الجنازة على الجثث الـ9 التى تم انتشالها فور وقوع الكارثة، وهم 6 إناث و3 ذكور، منهم 5 أطفال، يتراوح أعمارهم من 6 أشهر إلى 9 سنوات، قبل أن يتم تشييعهم إلى مثواهم الأخير، بعدما صرحت النيابة بدفنهم وتسليم جثثهم إلى ذويهم.

ومع صباح اليوم الثالث الأربعاء، تمكن الغواصون في انتشال الجثث الخمسة المتبقية، واحدة تلو الأخرى، وكانت جميعها لأطفال صغار، ليسدل الستار على تلك الفاجعة، مع مساء نفس اليوم، بعدما صرحت النيابة بدفنهم، وتسليم جثثهم إلى ذويهم.

وبعد ساعات من وقوع الحادث، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على «م. ع.»، مالك المركب الغارق بمنطقة الملاحات في بحيرة مريوط، قبل أن يأمر المستشار محمد عبد السلام أمين، المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، في وقت سابق اليوم الأربعاء، بإخلاء سبيله بضمان محل إقامته، لعدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث.

ولعل اصعب القصص التي حدثت في ذلك الحادث، هو فقدان سيدة لأبنائها الثلاثة، وترقد حالياً في العناية المركزة، دون أن تعرف ما حدث لأبنائها، فيما فقد رجل لزوجته وأبنائه الخمسة، خلال تلك الرحلة المشؤومة، حيث تركهم يتنزهون وبقى في عمله، منتظراً عودتهم، ولكن لم يأتيه إلا خبر موتهم.


مواضيع متعلقة